03 - 09 شباط/فبراير 2021
الأربعاء 10 شباط 2021 - 2:20 م 3037 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
03 - 09 شباط/فبراير 2021
إعداد: علي إبراهيم
عشرات منازل البلدة القديمة مهددة بالانهيار بسبب حفريات الاحتلال
واقتحامات الأقصى مستمرة على وقع قرارات الإبعاد والاعتداء على كنائس القدس
خففت سلطات الاحتلال القيود المفروضة في القدس المحتلة، ما أعاد المصلين والمرابطين إلى المسجد الأقصى المبارك الذي شهد استمرارًا للاقتحامات شبه اليومية، بمشاركة قوات الاحتلال بلباسها العسكري الكامل، وشهد أسبوع الرصد إبعاد مرابطة وحارس للأقصى إضافةً إلى رئيس لجنة رعاية المقابر في القدس المحتلة. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وأشارت القراءة إلى تصدع عشرات المنازل في البلدة القديمة بسبب حفريات الاحتلال أسفل منها. و تسلط القراءة الضوء على مبادرة مقدسية لدعم تجار القدس، الذين تضرروا من الإغلاقات المتكررة التي فرضتها سلطات الاحتلال، وعلى حملة نسائية عالمية لدعم أصحاب المنازل المهدمة في القدس المحتلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
شهدت القدس المحتلة في 4/2 اعتداءً جديدًا على الكنيسة الرومانية الأرثوذكسية في منطقة المصرارة وسط القدس المحتلة، وقام المستوطن المتطرف بتحطيم قفل أحد الأبواب وكاميرا للمراقبة، وأشارت مصادر مقدسية إلى أن المعتدين على المقدسات في القدس لا يُحاسَبون، الأمر الذي يسمح بتصاعد هذه الاعتداءات بحق كنائس القدس المحتلة ومساجدها.
وفي سياق الاعتداء على المسجد الأقصى، استمرت اقتحامات المسجد، ففي 7/2 اقتحم الأقصى 48 مستوطنًا، بحماية من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال، وفي اليوم نفسه، اقتحمت باحات المسجد مجموعات من جنود الاحتلال بلباسها العسكريّ الكامل، وتأتي هذه الاقتحامات على أثر إنهاء سلطات الاحتلال الإغلاق الشامل في المناطق المحتلة، الذي استمر 40 يومًا. وفي 8/2 اقتحم الأقصى 47 مستوطنًا، نفذوا جولاتٍ استفزازية في أرجائه. وفي 9/2 اقتحم الأقصى 66 مستوطنًا، من بينهم الحاخام المتطرف يهودا غليك، وشهد هذا اليوم محاولة إدخال خرائط "للمعبد" بحماية قوات الاحتلال. ومع انتهاء الإغلاق شهد المسجد الأقصى وجودًا فلسطينيًا كثيفًا.
وفي سياق آخر من الاعتداء، تابعت سلطات الاحتلال إبعادها للمرابطين وحراس الأقصى، ففي 7/2 أبعدت سلطات الاحتلال المرابطة المقدسية السيدة فاطمة خضر، عن الأقصى والبلدة القديمة مدة 6 أشهر، ويأتي القرار على أثر اعتقالها من المنزل في 21/1/2021 وإبعادها مدة أسبوع. وفي 8/2 اعتقلت قوات الاحتلال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالقدس المحتلة المهندس مصطفى أبو زهرة، واقتادته إلى أحد مراكز التحقيق، ثم أفرجت عنه بعد ساعات من التحقيق، بشرط الإبعاد عن الأقصى والبلدة القديمة مدة 15 يومًا. وفي 9/2 أبعدت سلطات الاحتلال حارس الأقصى عمار بكير مدة أسبوع، على أن يراجع مخابرات الاحتلال بعد انتهاء مدة الإبعاد، وقد اعتقلت قوات الاحتلال الحارس من داخل المسجد الأقصى.
التهويد الديموغرافي
تتابع سلطات الاحتلال استهدافها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 3/2 أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيًا على هدم ورشته لتصليح السيارات، في بلدة سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص، وعلى الرغم من الهدم، فرضت على صاحب الورشة إحسان أبو سهود غرامات باهظة. وفي 3/2 هدمت طواقم تابعة للاحتلال منزلًا في بلدة عناتا شمال القدس المحتلة، ومنعت قوات الاحتلال صاحب المنزل من إخراج محتوياته. وفي اليوم نفسه أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيين على هدم بناء مضاف إلى منزلهم، على أثر تهديده من قبل شرطة الاحتلال بدفع 50 ألف شيكل إن هدمتها طواقم الاحتلال. وفي 9/2 هدمت جرافات بلدية الاحتلال منزلًا في حي الشيخ جراح فجأةً.
ولا تتوقف معاناة الفلسطينيين عند هدم منازلهم فقط، إذ تهدد حفريات الاحتلال أسفل الأحياء الفلسطينية عشرات المنزل بالتصدع والهدم، ففي 5/2 كشف سكان "حوش النيرسات" في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، عن تخوفهم من انهيار منازلهم بسبب التصدعات والتشققات بسبب حفريات الاحتلال أسفل البلدة القديمة، وتحاول أذرع الاحتلال الاستفادة من هذا الواقع وتفتح الباب أمام الجمعيات الاستيطانية لتستولي على هذه المنازل، وتحويلها إلى بؤر استيطانية.
وفي 9/2 قدمت عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، استئنافًا إلى محكمة الاحتلال المركزية ضد قرار إخلائهم من منازلهم لمصلحة شركة استيطانية تُدعى "نحلات شمعون"، ويحاول المقدسيون مواجهة تغول الاحتلال بشتى الوسائل الممكنة، على الرغم من انحياز محاكم الاحتلال الواضح إلى الجمعيات الاستيطانية.
قضايا:
في 5/2 صادق مجلس الشيوخ الأميركي على إبقاء سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في القدس المحتلة، وبحسب القناة العبرية السابعة صوت 97 عضوًا في مجلس الشيوخ مع القرار، فيما عارضه 3 أعضاء من الحزب الديمقراطي. ويؤكد القرار أن التوجهات الأمريكية الداعمة للاحتلال لا تتغير مع وصول بايدن إلى البيت الأبيض.
وفي سياق تعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع القدس المحتلة، كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في 9/2 أن إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، ستستمر في اعتراف الإدارة السابقة بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وأشار بلينكن إلى أن سيطرة "إسرائيل" على مرتفعات الجولان المحتلة، هو أمرُ ضروريٌ لضمان أمنها.
التفاعل مع القدس
في 4/2 أعلن ناشطون مقدسيون عن إطلاق حملة "المقدسي من تسكنه القدس"، لدعم التجار المقدسيين في البلدة القديمة، بعد تضررهم نتيجة الإغلاق الذي فرضته سلطات الاحتلال عليهم. ودعا الناشطون المقدسيون والفعاليات الشعبية في القدس، العائلات المقدسية إلى شراء احتياجاتهم من أسواق البلدة القديمة لمساعدة التجار، ومحاولات إنعاش الاقتصاد المقدسي عبر مبادرات محلية، والاستفادة من تخفيف قيود الإغلاق في المدينة المحتلة.
وفي 7/2 أطلقت "مؤسسة نساء الأقصى" حملة (بيتي في القدس) التي ستحمل وسم (بطلعش)، وهي عبارة مقدسية تفيد تمسك المقدسيين بمنازلهم. وتهدف الحملة إلى التعريف بجرائم الهدم التي تنفذها سلطات الاحتلال في القدس وآثارها الاجتماعية والنفسية، وإلى إيصال رسائل من أحرار العالم ومن نساء الأمة للمقدسيات وعائلاتهن، بالتضامن والمشاركة في تحمل أعباء الصمود والثبات في القدس. وترمي إلى تفعيل دور نساء الأمة في إسناد العائلات المقدسية لمواجهة إجراءات الهدم المستمرة، والتخفيف من الآثار السلبية على مستقبل الأسر وتماسكها بعد أن تعرضت منازلها للهدم في المدينة، وستستمر الحملة ـ4 أشهر، ستعقد خلالها لقاءات ومنتديات نسائية عالمية للتعرف على الأبعاد الإنسانية والاجتماعية لعمليات الهدم، إضافةً إلى إطلاق إنشاء "صندوق بيتي في القدس"، الذي سيقدم الدعم السريع والعاجل للعائلات من خلال توفير مسكن بديل في القدس وتوفير المستلزمات والخدمات الأساسية للأسر المنكوبة.