10 - 16 شباط/فبراير 2021
الأربعاء 17 شباط 2021 - 9:41 م 3661 286 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
10 - 16 شباط/فبراير 2021
إعداد: علي إبراهيم
عودة "الفجر العظيم" إلى رحاب المسجد الأقصى وأذرع الاحتلال تقر مشاريع استيطانية ضخمة
عادت مبادرة "الفجر العظيم" لتعمر المسجد الأقصى فجر كل يوم جمعة، وشهد الأسبوع الماضي استمرار اقتحامات الأقصى بشكلٍ شبه يوميّ، بمشاركة متطرفين وطلاب المعاهد التلموديّة. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وإجبارها عددًا من المقدسيين على هدم منازلهم ذاتيًا، تفاديًا للغرامات الباهظة، وتشير القراءة الأسبوعية إلى إقرار مشاريع استيطانية ضخمة في المدينة المحتلة، تضم مئات الوحدات الاستيطانية، ومرافق عامة تخدم جمهور المستوطنين. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الضوء على مبادرة مقدسية لدعم عوائل فلسطينيّة ستعرض سلطات الاحتلال منازلهم للبيع في مزادٍ علني، وعلى مبادرة عربية تعنى بمعاناة المقدسيين الذين تهدم سلطات الاحتلال منازلهم.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 11/2 اقتحم الأقصى 151 مستوطنًا من بينهم 45 طالبًا يهوديًا، وكشفت دائرة الأوقاف الإسلامية، أن 15 عنصرًا من شرطة الاحتلال اقتحموا المصليات المسقوفة في الأقصى، وشهد محيط مصلى باب الرحمة أداء المقتحمين صلواتٍ تلمودية بحماية قوات الاحتلال. وفي 13/2 اقتحمت مجموعة من المستوطنين مقبرة باب الرحمة الملاصقة لسور المسجد الأقصى، وأدى المستوطنون طقوسًا تلمودية في محيط المقبرة، واستطاع مقدسيون طردهم منها. وفي 14/2 اقتحم الأقصى 79 مستوطنًا، من بينهم 31 طالبًا في معاهد الاحتلال التلموديّة، وشارك في الاقتحام المتطرف موشيه فيجلين، ونفذ المقتحمون جولات استفزازية في أرجاء المسجد. وفي 16/2 اقتحم الأقصى 151 مستوطنًا، من بينهم 24 طالبًا يهوديًا، أدى عددٌ منهم طقوسًا تلمودية في الساحات الشرقية للأقصى.
ومع عودة اقتحامات الأقصى أعاد المقدسيون إحياء مبادرة "الفجر العظيم"، ففي 13/2 شهد الأقصى توافد مئات الفلسطينيين من القدس والمناطق الفلسطينية الأخرى، لأداء صلاة الفجر، وحاولت قوات الاحتلال عرقلة وصول المصلين، عبر نصب الحواجز في أزقة البلدة القديمة، واحتجاز بطاقات الشبان أمام أبواب الأقصى.
وتابعت سلطات الاحتلال إبعاد المصلين عن الأقصى، ففي 10/2 أبعدت قوات الاحتلال ثلاثة مصلين عن الأقصى مدة أسبوع، على أثر اعتقالهم قرب منطقة باب الرحمة. وفي 12/2 أبعدت سلطات المقدسي وحيد شبانة إلى الضفة الغربية، ويتذرع الاحتلال بأن شبانة يحمل هوية فلسطينية في الضفة الغربية، على الرغم من أنه يسكن في القدس منذ ولادته.
التهويد الديموغرافي
تصعد أذرع الاحتلال إقرار المشاريع الاستيطانية وتنفيذها، ففي 10/2 كشفت مصادر إعلامية عبرية عن مخطط لبلدة الاحتلال في القدس المحتلة، يستهدف توسيع مستوطنة "بسغات زئيف" شمال المدينة المحتلة، بتكلفة 350 مليون شيكل (نحو 110 ملايين دولار أمريكي)، ويتضمن المشروع بناء 900 وحدة استيطانية جديدة، إضافةً إلى إقامة مجمعات تجارية وخطط لسكة الحديد. ويأتي المخطط الجديد على أثر إقرار إقامة متنزه كبيرٍ في المستوطنة، يمتد على مساحة 17 دونما، بتكلفة تصل إلى 45 مليون شيكل (نحو 14 مليون دولار أمريكي)، يقدم خدماته لعددٍ من مستوطنات المدينة المحتلة.
وفي سياق المشاريع الاستيطانية، ففي 13/2 كشف المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان أن رئيس وزراء الاحتلال وافق على إقامة مشاريع استيطانية في منطقة (E1)، التي بدأت مع شق طرق التفافية خاصة بالمستوطنين تربط المستوطنات في غلاف القدس، وبحسب المكتب ستعمل سلطات الاحتلال على ترحيل التجمعات البدوية في منطقة (E1)، وعزل المناطق الفلسطينية في القدس المحتلة عن محيطها الفلسطيني.
وفي سياق آخر من الاستهداف الديموغرافي، تعمل منظمات الاحتلال لتستولي على منازل الفلسطينيين في المناطق المحيطة للأقصى، ففي 14/2 أصدرت محكمة الصلح الإسرائيلية قرارًا يقضي بإخلاء بناية سكنية تعود للمقدسي يونس شحادة، وأمهلتهم حتى نهاية شهر آب/أغسطس 2021، ويقطن في البناية 22 فلسطينيًا، هم أبناء وأحفاد المقدسي شحادة.
أما على صعيد هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 12/2 أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيًا في حي رأس العمود على هدم ما تبقى من منزله من غرف وأنقاض، على أثر تهديده من موظفي بلدية الاحتلال. وفي 13/2 هدمت عائلة مقدسية غرفة خارجية في بلدة سلوان، تطل على المسجد الأقصى، بضغطٍ من بلدية الاحتلال. وفي 15/2 أجبرت بلدية الاحتلال ثلاث عائلات مقدسية على هدم منشأتهم بذريعة البناء من دون ترخيص، من بينها شقة سكنية في صور باهر، وبركسات لتربية المواشي في بلدة سلوان. وفي 16/2 هدمت جرافات الاحتلال منزلًا في حي رأس العمود في سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص، ولم تسمح قوات الاحتلال لصاحب المنزل أخذ أغراضه، لم يستلم صاحبه أمرًا بالهدم من سلطات الاحتلال.
التفاعل مع القدس
أطلق أهالي قرية بيت صفاقا جنوب القدس المحتلة في 12/2 حملة تبرعات لدفع الضرائب عن أربع عائلات مقدسية، لمنع سلطات الاحتلال من عرض ممتلكاتهم للبيع في المزاد العلني، وتحويل منازلهم إلى بؤرة استيطانية.
وفي 15/2 انطلقت حملة إلكترونية عبر شبكات التواصل الاجتماعي تحت شعار "بيتي في القدس"، للتضامن مع العائلات الفلسطينية في القدس المحتلة التي تتعرض منازلها للهدم، وانطلقت الحملة بشراكة بين مؤسسة "كلنا مريم" ومؤسسة "نساء الأقصى"، وتركز الحملة على إظهار آثار هدم سلطات الاحتلال منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ونشرها بعددٍ من اللغات إلى جانب العربية والإنجليزية.
وفي 16/2 قلدت الهيئة الرئاسية للاتحاد العربي للقبائل في البلاد العربية رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس الشيخ عكرمة صبري وسام "الفخر العربي"، ولفت الاتحاد إلى أنه منح الوسام للشيخ صبري نظرًا لمواقفه المشرفة ولجهوده المبذولة في الحفاظ على تاريخ الأمة ومقدساتها، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك. وأهدى أمين المنبر الشيخ عكرمة صبري هذا الوسام الى مدينة القدس.