17 - 23 شباط/فبراير 2021
الأربعاء 24 شباط 2021 - 4:18 م 3980 254 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
17 - 23 شباط/فبراير 2021
إعداد: علي إبراهيم
إبعاد رموز القدس على وقع استمرار اقتحامات الأقصى
ومؤتمر "متحدون ضد التطبيع" ينعقد بحضور 500 شخصية عربية
شهد المسجد الأقصى مشاركة حاشدة في مبادرة "الفجر العظيم"، في سياق الرد الفلسطيني على استمرار اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يوميّ، التي يشارك فيها طلاب معاهد الاحتلال التلموديّة، وشهد أسبوع الرصد إبعاد عددٍ من رموز القدس على خلفة نشاطهم ومنشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، فقد هدمت سلطات الاحتلال منزل مسؤول الحرس في الأقصى فادي عليان، في سياق تطبيق إجراءات عقابية بحق المدافعين عن المسجد. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الضوء على مؤتمر "متحدون ضد التطبيع"، الذي شهد مشاركة عربية وفلسطينية حاشدة، وعلى تفاعل الناشطين عبر وسائل التواصل مع الشيخ رائد صلاح، الذي يتعرض للتضييق والعزل في سجون الاحتلال.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك، ففي 17/2 اقتحم الأقصى 22 مستوطنًا في جولة الاقتحامات الصباحية، أدوا صلوات تلموديّة في المنطقة الشرقية من الأقصى. وفي 18/2 اقتحم الأقصى 17 مستوطنًا، أدى بعضهم صلواتٍ تلمودية قرب مصلى باب الرحمة، وتزامن الاقتحام مع تضييق شرطة الاحتلال على المصلين، فقد دققت في هوياتهم الشخصية، واحتجزت عددًا منها عند بوابات الأقصى الخارجية. وفي 21/2 اقتحم الأقصى 69 مستوطنًا، من بينهم 41 طالبًا يهوديًا، وتلقى المقتحمون شروحات عن "المعبد"، وأدى آخرون طقوسًا تلمودية في باحات الأقصى الشرقية.
ومع إعادة انطلاق مبادرة "الفجر العظيم" في الأسبوع الماضي، شارك مئات المصلين في 19/2 في صلاة الفجر في رحاب الأقصى، وسط مشاركة فاعلة من العائلات المقدسية، وأظهرت الصور التي نشرت امتلاء مصليات الأقصى المسقوفة.
وفي سياق استهداف رموز القدس، أبعدت سلطات الاحتلال في 21/2 المعلمة خديجة خويصة عن الأقصى مدة أسبوع، وقد سبق الإبعاد اعتقال خويص من باب الأسباط، والتحقيق معها في مركز القشلة في المدينة المحتلة. وفي 22/2 أبعدت سلطات الاحتلال الأكاديمي جمال عمرو عن الأقصى مدة 10 أيام، على أثر اعتقاله على خلفية تصريحات له على شبكات التواصل الاجتماعي، حول استهداف المسجد الأقصى بالتزامن مع انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي، واعتقلته قوات الاحتلال من منزله، قبل أن تسلمه قرار الإبعاد عن المسجد.
التهويد الديموغرافي
تصعد سلطات الاحتلال استهدافها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 18/2 كشف مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن سلطات الاحتلال هدمت في شهر كانون الثاني/يناير الماضي نحو 37 منشأة، وأخطرت 34 منشأة أخرى بالهدم.
وفي سياق متصل بالهدم هدمت جرافات الاحتلال في 22/2 محلين تجاريين في بلدة صور باهر، وكشفت معطيات صحفية أن موظفي بلدية الاحتلال لم يسمحوا للمستأجرين بإخراج المعدات والأدوات منهما، ما أدى إلى خسائر تفوق 200 ألف شيكل (نحو 60 ألف دولار أمريكي). وفي اليوم نفسه هدمت جرافات الاحتلال أربع شقق سكنية تعود لعائلة عليان في العيسوية، وبحسب مصادر العائلة لم تمهل العائلة سوى 24 ساعة لإخلاء المنازل، وتعود ملكية البناء إلى عائلة مسؤول حراس المسجد الأقصى فادي علي عليان، الذي يسكن في المبنى مع عائلته، ويقطن في المنازل المهدمة 17 فردًا من بينهم 12 طفلًا. ويأتي الهدم في سياق تطبيق إجراءات عقابية بحق المدافعين عن المسجد الأقصى، ما ينذر بفتح سلطات الاحتلال الباب أمام المزيد من الإجراءات العقابية التي تطال حراس الأقصى.
التفاعل مع القدس
أطلق نشطاء داخل فلسطين وخارجها في 20/2 حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتضامن مع الشيخ رائد صلاح المعتقل في سجون الاحتلال، ويقبع الشيخ صلاح في العزل منذ عدة أشهر، على أثر تمديد إدارة سجون الاحتلال عزل الشيخ مدة 6 أشهر، ولقي وسم "متضامن مع رائد صلاح" تفاعلًا كبيرًا ومشاركة فاعلة من ناشطين فلسطينيين وعرب.
وفي 20/2 انطلقت أعمال مؤتمر "متحدون ضد التطبيع" لرفض تطبيع دولٍ عربيةٍ مع الاحتلال، ودعمًا لجهود الفلسطينيين، وتخلَّل الافتتاح مشاركات لقيادات المقاومة، بمشاركة 500 شخصية عربية، يمثلون معظم مكوّنات الأمة وتياراتها الفكرية والسياسية الملتزمة بقضية فلسطين. وفي كلمة رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية حميد الأحمر قال إنَّ "رفض التطبيع مع العدو هو موقف أخلاقي وثقافي واجتماعي لأنّ خطره يتعدّى إلى ضرب نسيج الأمة الاجتماعي"، مؤكدًا أنَّه "ليست فلسطين وحدها هي المستهدفة من التطبيع بل كلّ أمتنا العربية التي يُراد إعادة اختراقها"، وأشار الأحمر إلى أنَّه يُراد استهداف الثوابت وعلى رأسها التمسّك بالثوابت الفلسطينية عبر البوابات الثقافية والاجتماعية والرياضية. وفي كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، رأى أنَّ المقاومة أبرز مبادئ مواجهة التطبيع مع الاحتلال، وأشار إلى أنَّ مظاهر المقاومة تشمل المقاومة السياسية والشعبية لمواجهة موجة التطبيع، وعد هنية هذا المؤتمر جزءً من المقاومة "نحن أحوج ما نكون إليها في هذا التوقيت".