17 - 23 آذار/مارس 2021
الأربعاء 24 آذار 2021 - 4:49 م 3241 268 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
17 - 23 آذار/مارس 2021
إعداد: علي إبراهيم
بلدية الاحتلال تخطط لبناء مكب نفايات قرب منازل الفلسطينيين
و"منظمات المعبد" تصعد اقتحاماتها للمسجد الأقصى
حاولت أذرع الاحتلال حشد المزيد من الاقتحامات بالتزامن مع انتخابات "الكنيست"، ولكن أعداد المقتحمين في ذلك اليوم لم تكن بحجم الدعوات، وفي أسبوع الرصد استمرت اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، بالتزامن مع اقتحام متكرر لمصليات الأقصى المسقوفة من قبل عناصر في شرطة الاحتلال ومخابراته. وعلى الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، في الوقت الذي تتحضر فيه بلدية الاحتلال لبناء مكب نفايات قرب المناطق الفلسطينية. وتسلط القراءة الضوء على بيان للخارجية التركية يدين محاولات الاحتلال تهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
مع اقتراب الجولة الجديدة من انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي، دعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى تنفيذ اقتحامات حاشدة في اليوم الذي تُجرى فيه الانتخابات في 23/3/2020. وبالتزامن مع إطلاق هذه الدعوات في 17/3 اقتحم الأقصى 152 مستوطنًا، من بينهم طلاب في معاهد الاحتلال التلمودية، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وكشفت دائرة الأوقاف الإسلامية أن 22 عنصرًا من شرطة الاحتلال اقتحموا المصليات المسقوفة في الأقصى، رافقهم موظف في سلطة الآثار الإسرائيلية.
وفي سياق الاقتحامات شبه اليومية للمسجد، اقتحم الأقصى 99 مستوطنًا في 18/3، من بينهم 43 طالبًا يهوديًا، ولليوم الثاني على التوالي اقتحم مصليات الأقصى المسقوفة 11 عنصرًا من مخابرات الاحتلال، وسط تشديد قوات الاحتلال إجراءاتها أمام أبواب المسجد، التي دققت في هويات المصلين. وفي 21/3 اقتحم الأقصى 89 مستوطنًا، من بينهم 50 طالبًا يهوديًا، وشهد الاقتحام أداء بعض المقتحمين صلواتٍ تلمودية علنية. وفي 22/3 اقتحم الأقصى 63 مستوطنًا، من بينهم 15 طالبًا يهوديًا، إضافةً إلى 14 عنصرًا من مخابرات الاحتلال اقتحموا مصليات المسجد. وبالتزامن مع انتخابات "الكنيست" في 23/3 اقتحم الأقصى 82 مستوطنًا في مدة الاقتحام الصباحية، ومنعت قوات الاحتلال المصلين من عمارة الباحات الشرقية للمسجد، وأشار متابعون إلى أن هذا الرقم ليس بالمستوى المطلوب، ما يعني فشلًا ضمنيًا لهذه المنظمات.
وشهد أـسبوع الرصد استهدافًا جديدًا للمرأة الفلسطينية، ففي 22/3 احتجزت قوات الاحتلال 10 نساء فلسطينيات من الضفة الغربية مع أطفالهن قرب باب الساهرة، أثناء توجههن للصلاة في الأقصى، بذريعة عدم امتلاك تصريح للدخول إلى المسجد.
التهويد الديموغرافي
تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 18/3 أجبرت بلدية الاحتلال شقيقين مقدسيين على إفراغ منزليهما في بلدة سلوان، تمهيدًا لهدمهما، وقد فرضت بلدية الاحتلال على الشقيقين في عام 2016 غرامة مالية قيمتها 70 ألف شيكل (نحو 21 ألف دولار أمريكي). وفي اليوم نفسه هدمت جرافات الاحتلال منشأة تجارية في شارع المطار شمال القدس المحتلة. وفي 21/3 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله في حي المدارس في العيسوية، تجنبًا لدفع غرامات باهظة تصل إلى أكثر من 200 ألف شيكل (نحو 60 ألف دولار أمريكي). وفي اليوم نفسه هدم مقدسي 5 محال تجارية ومنزلين قيد الإنشاء في مخيم شعفاط، على أثر تهديده من قبل بلدية الاحتلال تغريمه 300 ألف شيكل (نحو 90 ألف دولار أمريكي).
وفي سياق آخر من استهداف الوجود الفلسطيني، كشفت وسائل إعلام عبرية أن بلدية الاحتلال في القدس، تروج أنها بصدد بناء مكب للنفايات بالقرب من مخيم شعفاط شمال البلدة القديمة من القدس، متجاوزة المخاطر البيئية والتلوث لبناء هذا المكب قرب مناطق الفلسطينيين، ويعود المخطط إلى عام 2016، ولكن بلدية الاحتلال أوقفته بعد اعتراض سكان مخيم شعفاط والعيسوية.
ومع استمرار الرفض الفلسطيني لقرارات تهجير العائلات المقدسية من حي الشيخ جراح، في 19/3 قمعت قوات الاحتلال مسيرة احتجاجية داخل الحي، واعتدت قوات الاحتلال بالضرب على مشاركات بالوقفة، وحاولت اعتقال بعضهن، ورفع المشاركون شعارات بعنوان "أنقذوا حي الشيخ جراح"، و"وقف الاستيطان في القدس"، و"نكبة جديدة في الشيخ جراح".
وفي سياق مواجهة مشاريع الاحتلال ومخططاته، دعا نشطاء مقدسيون في 20/3 إلى تشكيل لجانٍ جماهيرية للتصدي لسياسات الاحتلال التهويدية، على أن تتضمن لجان قانونية، وأخرى للعمل الاجتماعي والجماهيري، خاصة أن الفعل الجماهيري في القدس المحتلة، قادرٌ على إرغام الاحتلال على التراجع.
قضايا:
لا تترك أذرع الاحتلال أي فرصة لفرض المزيد من التضييق على الفلسطينيين، ففي 17/3 أصدرت محكمة تابعة للاحتلال قرارًا بتغريم الشاب المقدسي عرين هيثم زعانين مبلغًا وقدره 60 ألف شيكل (نحو 18 ألف دولار أمريكي)، بزعم الاعتداء على الحاخام المتطرف يهودا غليك، وقد تعرض الشاب بسجنه 5 أشهر بالتهمة ذاتها، ولكنه تفاجأ بالقرار منشورًا في الصحف العبرية.
التفاعل مع القدس
في 20/3 علقت وزارة الخارجية التركية على قرارات الاحتلال الأخيرة في القدس المحتلة، واصفة إياها بأنها مثال آخر على انتهاك "إسرائيل" القانون الدولي، وتناول بيان الخارجية التركية مصادرة الاحتلال منازل الفلسطينيين في الشيخ جراح، ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى إظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني في وجه سياسات الاحتلال التوسعية.