21 - 27 نيسان/إبريل 2021


تاريخ الإضافة الأربعاء 28 نيسان 2021 - 3:35 م    عدد الزيارات 3636    التحميلات 276    القسم القراءة الأسبوعية

        


قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات

21 - 27 نيسان/إبريل 2021

إعداد: علي إبراهيم

 

باب العمود ميدان انتصار مقدسي جديد

و"منظمات المعبد" ترفع سقف اعتداءاتها على الأقصى

 

تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها بشه اليومية للمسجد الأقصى، بمشاركة طلاب معاهد الاحتلال التلمودية، وفي الأسبوع الماضي طالبت "منظمات المعبد" حكومة الاحتلال بالسماح لها بإدخال الطعام والشراب إلى داخل المسجد، وقام متطرفون باستفزاز المصلين عبر شرب الماء من سبل المسجد. وعلى الصعيد الديموغرافي، نشرت بلدية الاحتلال إنذارات هدم في العيسوية، وأشارت معطيات فلسطينية إلى أن القدس شهدت 633 حالة اعتقال منذ بداية عام 2021. وتسلط القراءة الضوء على انتصار المقدسيين في هبة باب العمود، وأبرز أحداثها في أسبوع الرصد. وعلى صعيد التفاعل، تتناول القراءة أبرز المواقف الرسمية والشعبية المتفاعلة مع أحداث هبة باب العمود، التي تؤكد على حماية القدس ومنع الاحتلال من الاستفراد بالأقصى في 28 رمضان القادم.

 

 

التهويد الديني والثقافي والعمراني

تابعت أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك، ففي 21/4 اقتحم الأقصى 181 مستوطنًا، من بينهم 55 طالبًا في معاهد الاحتلال التلموديّة، و65 عنصرًا في مخابرات الاحتلال، بحماية مشددة من قوات الاحتلال. وفي اليوم نفسه اقتحمت مجموعة مستوطِنات من منظمة "نساء لأجل المعبد"، مبنى الخان واعتلوا سطحه في القدس المحتلة، والخان بناءٌ مطل على المسجد الأقصى المبارك، وتلقت النساء شروحات حول "المعبد". وفي 25/4 اقتحم الأقصى 74 مستوطنًا، أدى عددٌ منهم صلوات تلمودية في ساحات المسجد. وفي 27/4 اقتحم الأقصى 75 مستوطنَا، أدى عددٌ منهم صلوات تلمودية بحماية قوات الاحتلال، وفي الاقتحام حاول بعض المستوطنين استفزاز المرابطين في الأقصى من خلال شرب الماء أمامهم من السبل داخل المسجد.

 

وفي محاولة من قبل منظمات الاحتلال المتطرفة رفع حجم اعتداءاتها على الأقصى في شهر رمضان، ففي 22/4 وجهت جمعية "تراث جبل المعبد" المتطرفة، وهي واحدة من المنظمات المنضوية في ائتلاف "منظمات المعبد"، رسالةً إلى وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال طالبته بالسماح لمقتحمي المسجد الأقصى بإدخال صناديق وأكياس الطعام والشراب إلى داخل المسجد، والسماح لهم بتناولها داخل المسجد في نهار رمضان، وعللت طلبها بأنه من "حقوقهم الطبيعية"، وأشار مدير الجمعية المتطرف تومي نيساني إلى أن إدخال الطعام "خطوة في طريق بناء المعبد". وتأتي هذه الدعوة في سياق رفع حجم اعتداء المستوطنين على الأقصى والتحضير لاقتحام المسجد في 28 رمضان القادم، وقد بدأ بعض المتطرفين بإدخال الطعام إلى داخل الأقصى في نهار رمضان.

 

وفي سياق متصل بأحداث هبة باب العمود، ففي 23/4 أغلقت قوات الاحتلال الطريق المؤدي إلى باب حطة أحد أبواب المسجد الأقصى، وحاولت منع المصلين من الوصول إلى الأقصى، واحتجزتهم أمام حواجزها الحديدية، ولكن اندفاع آلاف المصلين أجبرت قوات الاحتلال على إعادة فتح المسجد الأقصى من جهة باب حطة.

 

 

التهويد الديموغرافي

تتابع سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 27/4 أخطرت سلطات الاحتلال منشآت سكنية في بلدة العيسوية شمال القدس المحتلة، وبحسب مصادر مقدسية اقتحمت طواقم بلدية الاحتلال في القدس البلدة، وعلقت إنذارات الهدم على بعض البيوت والمُنشئات في البلدة، وقامت بتصويرها من زوايا عدة.

 

وفي سياق آخر من استهداف المجتمع المقدسي، كشف تقرير صادر عن المركز الفلسطيني لدراسات الأسرى أن مدينة القدس المحتلة شهدت 633 حالة اعتقال منذ بداية عام 2021، من بينها 182 حالة اعتقال لقاصرين تقل أعمارهم عن 18 عامًا. وأكد المركز أن الاحتلال يستخدم سياسة الاعتقالات في القدس كعقاب جماعي لاستنزاف المقدسيين وردعهم عن الدفاع عن المدينة المقدسة.

 

 

هبة باب العمود:

تحاول سلطات الاحتلال منع التجمعات والفعاليات الرمضانية السنوية وسط المدينة، ووضعت ساحة باب العمود في مهدافها، التي تُعد المدخل الرئيسي للبلدة القديمة، لمعظم أحياء شرق القدس، وبلداتها، وتقع عند تقاطع أبرز 4 شوارع شرق المدينة المحتلة، وتشهد الساحة في ليالي رمضان تجمعاتٍ شبابية بعد الانتهاء من صلاة التراويح. وشهدت الساحة مواجهات متكررة منذ بداية شهر رمضان، إذ تحاول سلطات الاحتلال منع المقدسيين من القيام بأي مناشط رمضانية في الساحة، وإقامة أي تجمعات فيها، عبر إغلاقها بالحواجز الحديدية، وجلب الكلاب البوليسية المتوحشة. ولم تقف الجماهير الفلسطينية مكتوفة الأيدي أمام اعتداءات الاحتلال في هذه المنطقة من القدس المحتلة، ففي 22/4 اندلعت مواجهات عنيفة داخل الساحة وفي الطرق المؤدية إليها، استطاع الشبان المقدسيون فرض سيطرتهم على ساحة باب العمود، ولم تستطع قوات الاحتلال كسر إرادة المقدسيين، وشهدت العديد من أحياء المدينة المحتلة، مواجهات عنيفة، أدت إلى إصابة أكثر من 20 عنصرًا من قوات الاحتلال من بينهم ضباط كبار.

 

وفي 25/4 أزال الشبان المقدسيون حواجز الاحتلال داخل الساحة وفي محيطها، وأجبروا قوات الاحتلال على سحبها من الساحة. وبعد انتهاء صلاة التراويح تجمع آلاف الشباب المقدسي في الساحة، ورددوا هتافات وشعارات وطنية. وبحسب مصادر فلسطينية، أصيب في أيام الهبة نحو 750 فلسطينيًا بجراحٍ متفاوتة.

 

ومع تسجيل المقدسيين لانتصار جديد، وإجبار الاحتلال على التراجع في باب العمود، تناولت صحفٌ عبرية المواجهات المتجددة في المدينة المحتلة، وأشارت إلى إن هذه المواجهات ستشعل جبهات أخرى في وجه الاحتلال، خاصةً مع ما شهدته الهبة من تفاعل قوى المقاومة في قطاع غزة، وإطلاقها القذائف الصاروخية إلى الأراضي المحتلة، إضافةً إلى موجة التفاعل الكبيرة في الأردن ولبنان وحملات التضامن عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

 

التفاعل مع القدس

في 24/4 خرج الفلسطينيون في المخيمات الفلسطينية في لبنان بمسيرات حاشدة نصرة للقدس والأقصى، ورفضًا لما تقوم به سلطات الاحتلال من اعتداءات متصاعدة، وشهدت مختلف المخيمات الفلسطينية مشاركة حاشدة، وردد المشاركون هتافات نصرة للقدس والأقصى.

 

وفي 25/4 دعا رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل إلى تصعيد المقاومة والاشتباك المفتوح مع الاحتلال، ودعا إلى جعل القدس مركز الصراع وساحة الشراكة الوطنية في الاشتباك ومواجهة الاحتلال، وحذر مشعل من مخطط الاحتلال ومستوطنوه بحق الأقصى في 28 من رمضان، ودعا مشعل إلى استمرار الهبة الشعبية وجعل يوم 28 من رمضان لحظة فارقة في مسار الانتفاضة في وجه الاحتلال ومستوطنيه. وفي 26/4 أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن القدس ليست وحدها في هذه المواجهة، وأشار إلى أنّ شباب القدس قد انتصروا حينما أرغموا المستوطنين وشرطة الاحتلال على الخروج من ساحات ومدرجات باب العمود. وأوضح هنية بأن معركة القدس هي معركة الأمة جمعاء، فالقدس ليست فقط للفلسطينيين، بل هي عربية إسلامية، وهي المبتدأ والمنتهى، وهي محور الصراع.

 

وفي 27/4 أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، دعمه لصمود المقدسيين وحفاظهم على الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، وشدد الملك على الاستمرار في تحمل المسؤولية التاريخية والدينية في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والدفاع عنها، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها، مضيفًا "لا نقبل أي مساومة على القدس والمقدسات".

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »