06 - 12 أيار/مايو 2015
الأربعاء 13 أيار 2015 - 2:20 م 18795 1428 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
06 - 12 أيار/مايو 2015
الحكومة الاسرائيلية الجديدة تقود غزوات الاستيطان
شكلت الحكومة الإسرائيلية الجديدة وما حملته من تركيبة يمينية وأعضاء متطرفين تطورًا جديدًا في إطار المعركة التي تخوضها القدس للحفاظ على وجودها وأقصاها، وفي الوقت الذي لم تتوقف فيه آلة التهويد الإسرائيلية في عهد الحكومة السابقة، فإن المؤشرات تشير إلى مضاعفة حملات التهويد والاستيطان في ظل حكومة المتطرفين الجديدة، وفي ظل حالة الصمت والتشرذم على المستوى العربي والإسلامي.
التهويد الديني:
لا يمر يوم على المسجد الأقصى تقريبًا من غير تدنيس واقتحام يقوم به المستوطنون وجنود الاحتلال، وتشهد بوابات المسجد الأقصى صورًا عدة من مضايقات المرابطين والمرابطات، فعند خروج المجموعات المقتحمة للأقصى تعمد على استفزاز المبعدين عن المسجد الذين يرابطون قرب بواباته، هذه الاعتداءات اللفظية والجسدية ومن ثم الاعتقال أصبحت عنصرًا دائمًا يرافق المجموعات التي تقتحم المسجد وخطرًا يتهدد المرابطين في جنباته. ولا تقف المضايقات عند هذا الحد بل يضاف عليها حجز الهويات الذي يتكرر بشكل دائم لكثير ممن يأتي ليعمر المسجد الأقصى، وأصبح يستهدف بشكل خاص بطاقات معلمات المدارس ورواد المسجد من طلبة مصاطب العلم، كل هذا لإفراغ المسجد الأقصى من رواده وفرض التقسيم الزماني ثم المكاني فيه.
التهويد الديمغرافي:
تتصاعد وتيرة الاستيطان على وقع تشكيل حكومة الاحتلال الجديدة، وتلتقي أذرع الاحتلال المختلفة في سعيها لتغيير الميزان البشري في القدس عاصمة دولته المزعومة، وخلال هذا الأسبوع وجه الاحتلال صوب التجمعات البدوية في بلدة العيزرية، فقد سلّمت الإدارة المدنية الإسرائيلة يوم الأربعاء 6/5 أوامر هدم لثلاث منازل تعود لعائلات بدوية في جبل البابا شرق بلدة العيزرية، هذا الإخطار يجري في سياق استهداف التجمعات البدوية في القدس بهدف ترحيلهم عن مناطقهم وإحلال المستوطنين مكانهم. وفي اليوم نفسه استولى عدد من المستوطنين على ثلاث شقق سكنية في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، بقرار من محكمة الاحتلال بحجة أنها 'أملاك الغائبين"، ويصل عدد الشقق التي استولى عليها المستوطنون في سلوان منذ شهر أيلول/ سبتمبر من العام الماضي 2014 حوالي 40 شقة سكنية.
وفي شمال مدينة القدس استهدف الاحتلال حي سميراميس بقرار جائر صادر من محكمة الصلح الأحد 10/5 يقضي بإخلاء ثمانية مبان في المنطقة، ويدّعي القرار أن هذه الأبنية تعود ملكيتها ليهود منذ عام 1971، علمًا أن القاطنين في هذه الأبنية اشتروا العقار مع الأرض مضافًا إليها مساحة توازيها في عام 2001، ولكن الاحتلال صادر جزءًا كبيرًا منها لصالح جدار الفصل العنصري واليوم يصادر ما تبقى منها بحجة واهية أخرى، ويعيش في هذه الأبنية 110 من عوائل مختلفة موزعين على 23 شقة سكنية. وبالإضافة للبعد الإنساني عبر تشريد هذه العوائل وعدم إيجاد بدائل لهم، يضع الاحتلال هذه المنطقة في مخططه كبؤرة لإحلال مستوطنيه فيها.
واستكمالًا لما ذكرناه في القراءة الماضية عن تسريبات بعض القنوات الإسرائيلية حول خطط استيطانية ضخمة، وإضافةً لما يرافق حكومة نتنياهو الجديدة من زخم كبير في وعود عطاءات الاستيطان إرضاءً لمختلف أطياف حكومته، صادقت بلدية الاحتلال في القدس عبر ما يسمى "لجنة التنظيم والبناء" على بناء 900 وحدة سكنية في حي "رمات شلومو" والذي يقع شمال شرق القدس المحتلة، هذا القرار أشعل عددًا من ردود الفعل الدولية أبرزها من الخارجية الأمريكية والحكومة اليابانية.
وحول الوعود التي أطلقها نتنياهو لأحزاب اليمين لكي ينضموا لائتلافه الحكومي، كشفت وسائل إعلامية عبرية الأحد 10/5 أن نتنياهو تعهد بدفع 300 مليون شيكل (75 مليون دولار) لتمويل مشاريع استيطانية في الضفة الغربية. كما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن نتنياهو تعهّد لحزب "البيت اليهودي" بتحويل 50 مليون شيكل (12,2 مليون دولار) شهريًا لـ "دائرة الاستيطان" التي سيتولى مسؤوليتها وزير الزراعة وهو أحد أعضاء حزب "البيت اليهودي". ولم تقف هذه الوعود عند هذا الحد فقد تعهد نتنياهو لحزب "البيت اليهودي" بتشكيل لجنة خاصة تتابع تشريع البؤر الاستيطانية المقامة على أراضي الفلسطينيين. هذه التسريبات التي ظهرت بعيد نجاح تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة تؤشر أن هذه الحكومة ستكون أكثر من الحكومات دعمًا للاستيطان، كما يرى مراقبون أن واقع المسجد الأقصى لن يكون أفضل حالًا لما تضمّه هذه الحكومة من متطرفين يحملون مشروع "المعبد" كشعار لأحزابهم ودعايتهم الانتخابية.
الاعتداءات على المقدسيين:
يقوم الاحتلال بالاعتداء على المقدسييين بكل أنواع الاضطهاد والتنكيل ولا يخلو أسبوع في القدس من مثل هذه الممارسات والاعتداءات، وخلال هذا الأسبوع قامت عناصر من شرطة الاحتلال مدعومين من القوات الخاصة باقتحام قرية عناتا شرق القدس المحتلة الأربعاء 6/5، بحثًا عن ما وصفوه مطلوبين على خلفية مشاركتهم في المواجهات الأخيرة وقد قاموا بتوقيف واحتجاز عدد من شبان البلدة، كما اقتحمت عناصر من مخابرات الاحتلال في اليوم نفسه منزل أحد موظفي المسجد الأقصى وقد بحثوا في المنزل مطولًا عابثين ومبعثرين لمحتوياته.
يقوم الاحتلال بالتعدّي على المؤسسات المقدسية بكل صورها وأشكالها وحتى الخدمية منها، فقد اقتحمت سلطات الاحتلال يوم الخميس 7/5 مركز مؤسسة "لجان العمل الصحي" في مخيم شعفاط، وقد صادرت شرطة الاحتلال أجهزة حاسوب من المركز ثم سلمت الإدارة أمرًا من المخابرات الإسرائيلية يقضي بإغلاق المركز لمدة عام كامل، والجدير بالذكر أن تقديمات المركز الصحية يستفيد منها عشرات الآلاف من الطلبة والهيئات التدريسية، الأمر الذي ينذر بمشاكل صحية مستقبلية تطال شريحة واسعة من المقدسيين ومن صغار السن بشكل أخص. ولا تنحصر هذه الممارسات بسلطات الاحتلال بل يقوم المستوطنون بالاعتداء المتكرر على المقدسيين ويصل الأمر لحد الضرب ومحاولة دهس الأطفال في أزقة وشوارع المدينة المحتلة.
التفاعل مع القدس:
في إطار رفض زيارة القدس والمسجد الأقصى وهي تحت نير الاحتلال أعلنت لجنة العلماء المركزية في حزب "جبهة العمل الإسلامي" عدم جواز زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه وهو تحت الاحتلال، وأن هذه الزيارة التي تتم بإذن الاحتلال شكل من أشكال التطبيع معه و "وهذا لا يجوز شرعًا؛ بل هو يقرب من الكبائر إن لم يكن منها" بحسب البيان.
وفي إطار المبادرات المحلية للتفاعل مع قضايا المدينة، قام عدد من الجامعيين والمثقفين من رواد المسجد الأقصى بتأسيس حركة طلابية في القدس تحمل اسم عنوان "جامعيون ومثقفون من أجل حماية الأقصى"، وقال أحد مؤسسي الحركة إن الحركة خرجت من شعور الكثير من الشباب بالمسؤولية تجاه المسجد الأقصى، وأن المعركة الأهم مع الاحتلال هي معركة الوعي الذي يعد الميدان الأول للتحرير القادم. كما انطلقت مسيرة راجلة من مدينة حيفا يوم السبت 9/5 تجاه المسجد الأقصى المبارك، وتستمر على مدى ستة أيام، ويشارك فيها عدد من علماء ووجهاء فلسطينيي الـ 48 على رأسهم الشيخ رائد صلاح، بمشاركة العشرات من أبناء مدينة حيفا وقضائها.
لقراءة التقرير لهذا الأسبوع أنقر هنا