02 - 08 حزيران/يونيو 2021
الأربعاء 9 حزيران 2021 - 1:04 م 3557 263 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
02 - 08 حزيران/يونيو 2021
إعداد: علي إبراهيم
"مسيرة الأعلام" الإسرائيلية بين الإلغاء والتأجيل
و"منظمات المعبد" تصعد من استهداف الأقصى وأبوابه
تابعت "منظمات المعبد" اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، على وقع مطالباتها بإعادة تنظيم "مسيرة الأعلام" التي ألغتها سلطات الاحتلال إبان الهبة الفلسطينية، وعلى أثر تلك المطالبات أجلت سلطات الاحتلال المسيرة إلى 15/6/2021، وردًا على هذا التأجيل والمماطلة دعت المنظمات المتطرفة أنصارها إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى في 10/6/2021. وعلى الصعيد الديموغرافي، تابعت سلطات الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وأوضحت معطيات مقدسية عن تصاعدٍ كبير في أعداد المعتقلين في شهر أيار/مايو الماضي. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على تعامل قوات الاحتلال الوحشي مع الفتيان والفتيات في المدينة المحتلة، وعلى محاولات الاحتلال تصعيد استهداف مدارس القدس وفرض المنهاج الإسرائيلي عليها. وفي سياق التفاعل تتناول القراءة حملتين، الأولى عربية لمقاطعة الحسابات الإسرائيلية الناطقة بالعربية، والثانية أردنية رافضة لاتفاقية الغاز مع الاحتلال.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 3/6 اقتحم الأقصى 220 مستوطنًا، بمشاركة الحاخام المتطرف يهودا غليك، وأجرى المقتحمون مقابلاتٍ صحفية خلال الاقتحام، في سياق استفزاز مشاعر المصلين. وفي 6/6 اقتحم الأقصى 108 مستوطنين، بحماية مشددة من قبل قوات الاحتلال. وفي 7/6 اقتحم الأقصى 70 مستوطنًا، وتلقى المقتحمون شروحاتٍ عن "المعبد"، وأدى عددٌ منهم طقوسًا تلمودية علنية. وفي 8/6 اقتحم الأقصى 68 مستوطنًا، من بينهم 26 شرطيًا وعنصرين في مخابرات الاحتلال، بالتزامن مع تشديد قوات الاحتلال قيودها أمام أبواب المسجد.
وعلى أثر منع الاحتلال إقامة "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية بسبب الهبة الفلسطينية الشاملة، أعلنت "منظمات المعبد" في 4/6 أنها ستعيد تنظيم المسيرة يوم الخميس في 10/6/2021، وأعلنت أن مسارها سيكون بالقرب من أبواب العمود والساهرة والأسباط، على أن تتوجه أخيرًا إلى حائط البراق. وعلى أثر الإعلان بدأت أذرع الاحتلال بمناقشة أثر المسيرة على الصعد الأمنية، فقد ألغتها شرطة الاحتلال تحسبًا من أن تتحول إلى شرارة تصعيد للهبة الفلسطينية، ونتيجة مطالبات اليمين المتطرف بتمريرها، قرر المجلس الوزاري المصغر "الكبينت" تأجيلها إلى يوم الثلاثاء في 15/6/2021. وفي سياق الدعوات المتطرفة لاستهداف المسجد الأقصى على أثر التأجيل المتكرر لمسيرة الأعلام، حاول عضو "الكنيست" المتطرف إيتمار بن غفير اقتحام الأقصى في 8/6، لكن شرطة الاحتلال أوقفته أمام باب المغاربة ومنعته، وعلق بن غفير على المنع عبر وسائل التواصل الاجتماعي قائلًا "للأسف استسلمت شرطة إسرائيل لحركة حماس".
وفي سياق رد فعل المنظمات المتطرفة على تأجيل المسيرة، دعت "منظمات المعبد" في 8/6 أنصارها وجمهور المستوطنين إلى اقتحامٍ جماعي كبير للمسجد الأقصى في 15/6/2021، وقالت المنظمات المتطرفة في إعلانها "لا تجلس في البيت، تعال واصعد إلى جبل المعبد بسعادةٍ، ونصلي لأجل حكومة جيدة وشجاعة لإسرائيل".
وفي سياقٍ متصل باستهداف المسجد الأقصى، قامت منظمة "نساء لأجل المعبد" في 7/6 بوضع لافتة عند مدخل باب المغاربة كُتب عليها "باب هليل" في محاولة لتغيير اسم الباب على اسم مستوطنة سقطت في عملية فردية عام 2016، وأشار متابعون إلى أن محاولة تغيير الاسم تأتي في سياق الابتزاز العاطفي، وجذب المزيد من المقتحمين إلى الأقصى.
التهويد الديموغرافي
عادت سلطات الاحتلال إلى هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 2/6 هدمت سلطات الاحتلال عددًا من المنشآت التجارية في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، بذريعة البناء من دون ترخيص. وفي 7/6 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله، في حي بشير داخل بلدة جبل المكبر، وتبلغ مساحة المنزل 150 متراً مربعاً، ويعيش فيه 5 أفراد بينهم 3 أطفال.
وفي سياق متصل بقضية الأحياء الفلسطينية المهددة بالتهجير، أقام نشطاء مقدسيون "ماراثون القدس" التضامني، الذي انطلق من أمام مدخل حي الشيخ جراح المحاصر، وكانت الوجهة النهائية له حي بطن الهوى في بلدة سلوان، ولكن قوات الاحتلال قمعت المشاركين في السباق، مستخدمة قنابل الغاز والصوت، واعتدت على الطواقم الصحفية التي عملت على تغطية الماراثون التضامني.
وعلى جانب آخر من استهداف المقدسيين، كشف مركز معلومات وادي حلوة في 7/6 أن مدينة القدس المحتلة شهدت في شهر أيار/مايو نحو 677 حالة اعتقال، من بين المعتقلين نحو 116 قاصرًا، و20 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 13-14 عامًا، وبحسب المركز تركزت الاعتقالات في المسجد الأقصى وأبوابه، وباب العمود وحي الشيخ جراح.
قضايا:
تسعى قوات الاحتلال إلى فرض المزيد من القمع الوحشي على الفلسطينيين بأي شكلٍ من الأشكال، ففي 2/6 دهست مركبة لشرطة الاحتلال فتى مقدسيًا عمره 15 عامًا في حي رأس العمود، بسبب رفعه علم فلسطين على دراجته الهوائية، وعلى أثر الدهس الوحشي، احتجزت قوات الاحتلال الفتى الجريح بعض الوقت قبل نقله للعلاج من الإصابة. وفي 3/6 اعتقلت قوات الاحتلال فتاة مقدسية لا يتجاوز عمرها 14 عامًا في حي الشيخ جراح، وكشفت مصادر متابعة أن الاعتقال جاء على خلفية رسم الطفلة علم فلسطين على وجه زميلاتها، خلال فعالية ترفيهية لأطفال الحي.
وعلى الرغم مما يجري في القدس من حراك شعبي رافض لما تقوم به سلطات الاحتلال من تهويد، تتابع الأخيرة محاولاتها لأسرلة التعليم في المدينة المحتلة، ففي 4/6 أصدرت هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس بيانًا منددًا باستهداف الاحتلال للتعليم في القدس المحتلة، فبحسب الهيئة عملت سلطات الاحتلال على الاستفادة من انشغال الفلسطينيين في الأحداث الأخيرة، وخصصت ميزانيات ضخمة تستهدف المنهاج الفلسطيني، ورطبت أذرع الاحتلال المساعدات المقدمة لمدراس القدس بتطبيق المنهج الدراسي الإسرائيلي، وأشارت الهيئة إلى تجاوب بعض إدارات المدارس في المدينة مع ضغوط الاحتلال، إذ عقدت بعضها لقاءات "تطبيعية" ما بين طلابها من أبناء القدس وطلاب من مدارس الاحتلال، إضافةً إلى صورٍ أخرى من التماهي مع الاحتلال وروايته.
التفاعل مع القدس
في 2/6 أطلق نشطاء فلسطينيون وعرب مبادرة لمقاطعة صفحات الناطقين باسم الاحتلال على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة تلك الناطقة باللغة العربية والموجهة إلى الرأي العام العربي، تحت عنوان "احذف عدوك". وتهدف المبادرة الى توعية مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وعدم التفاعل مع صفحات الاحتلال، التي تنشر رواية الاحتلال المكذوبة، وأن التفاعل معها يسهم في وصول منشورات هذه الصفحات بشكلٍ أكبر.
وفي 6/6 شارك الأردنيون في حملة شعبية رافضة لاستيراد الغاز من دولة الاحتلال تحت عنوان "نزل القاطع"، عبر قطع منازلهم عن التيار الكهربائي بشكلٍ كامل مدة ساعة واحدة، وبحسب النشطاء الأردنيين تسهم اتفاقية الغاز مع الاحتلال بمليارات من الدولارات، يستفيد منها المحتل وأذرعه، وقد لاقت الحملة استجابة شعبية كبيرة، ووثق نشطاء قطعهم التيار الكهربائي عبر فيديوهات نشرت على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.