22 - 28 أيلول/سبتمبر 2021
الأربعاء 29 أيلول 2021 - 4:44 م 2455 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
22 - 28 أيلول/سبتمبر 2021
إعداد: علي إبراهيم
نحو 5597 مستوطنًا اقتحموا الأقصى في "عيد العُرًش" اليهودي
ومؤسسة القدس تحذر الأردن من إعادة تعريف دور الأوقاف الإسلامية
تصعد أذرع الاحتلال اعتداءاتها على المسجد الأقصى، فإلى جانب أداء الطقوس اليهودية العلنية بحماية قوات الاحتلال، أدخلت مستوطنة علم الاحتلال إلى باحات المسجد، وأشارت مصادر مقدسية إلى فرض قيود جديدة على المصلين وحراس الأقصى، وأعلنت مصادر عبرية مقربة من المنظمات المتطرفة أن نحو 5597 مستوطنًا اقتحموا الأقصى في "عيد العُرُش/المظال"، وحول ما يجري في الأقصى حذرت مؤسسة القدس الدولة الأردن من محاولات الاحتلال تحويل دور الأوقاف من الإشراف على المسجد، إلى إدارة الوجود الإسلامي داخله. وتسلط القراءة الضوء على استمرار المواجهات في أحياء القدس المحتلة، وسقوط 3 شهداء على أثر اشتباك مسلح في بلدة بيت عنان. وتتناول القراءة عددًا من محطات التفاعل مع المدينة المحتلة وقضاياها.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تابعت أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بالتزامن مع "عيد العُرش/المظال" اليهودي، ففي 22/9 اقتحم الأقصى 530 مستوطنًا، من بينهم قائد شرطة الاحتلال في القدس ميكي ليفي، إلى جانب عددٍ من قيادات "منظمات المعبد". وفي 26/9 اقتحم الأقصى 1024 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، وشهد الاقتحام أداء مستوطنين طقوسًا يهودية علنية، وتلقى عددٌ آخر شروحات حول "المعبد"، بالتزامن مع تشديد قوات الاحتلال إجراءاتها أمام أبواب المسجد.
وفي آخر أيام "عيد العُرُش/المظال" اقتحم الأقصى 626 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، وتخلل الاقتحام رفع مستوطنة علم الاحتلال الإسرائيلي داخل المسجد الأقصى، وقامت قوات الاحتلال باعتقال فلسطيني من داخل باحات المسجد، على أثر أدائه الصلاة في مكان يمر منه المستوطنون في جولاتهم الاستفزازية. وفي 28/9 اقتحم الأقصى 153 مستوطنًا، ومنعت قوات الاحتلال الحراس والمرابطين من الوقوف على المصاطب وأمام أبواب المسجد. وفي اليوم نفسه منعت سلطات الاحتلال المصلين من المناطق الفلسطينية المحتلة عام 48 من الوصول إلى الأقصى، بذريعة "التحريض والتسبب بانعدام الهدوء"، وبحسب مصادر مقدسية أوقفت قوات الاحتلال عدة حافلات من بينها 3 كانت تقل مصلين من بلدة أم الفحم، وفتشت المصلين تفتيشًا كاملًا.
ومع ما تصعيد أذرع الاحتلال من اعتداءاتها بحق الأقصى ومكوناته البشرية، بدأت بالترويج لما حققته من "إنجازات"، ففي 28/9 قالت وسائل إعلام عبرية أن الأعداد التي شاركت في اقتحامات الأقصى غير مسبوقة، وبحسب مصادر المنظمات المتطرفة اقتحم الأقصى في "عيد العُرُش/المظال" ما بين 20 و27 أيلول/سبتمبر نحو 5597 مستوطنًا، وشهدت الاقتحامات رفع علم الاحتلال داخل المسجد، ومشاركة كبار الحاخامات، ومسؤول مستوطنات "غوش عتصيون" شلومو نيئمان، إضافةً إلى عدد من أعضاء الكنيست من بينهم ميخائيل بن آري، وأريئيل كلنر وإيتمار بن جفير، وشكر الناطق بلسان ما يسمى "إدارة جبل المعبد" شرطة الاحتلال على تسهيلها عمليات الاقتحام طيلة مدة الأعياد اليهودية.
وحول تصاعد اعتداءات الاحتلال وأذرعه بحق المسجد الأقصى، وجهت مؤسسة القدس الدولية في 28/9 رسالة إلى الملك الأردني عبد الله الثاني، أكّدت فيها أنّ اعتداءات الاحتلال المتصاعد على الأقصى شملت الدور الأردني عبر إعادة تعريف دور الأوقاف الإسلامية، من جهة تدير المسجد بذاته، إلى جهة تدير الوجود الإسلامي فيه. وأكدت المؤسسة أن الأقصى يتعرّض لاعتداءات غير مسبوقة، خاصة ما يتعلق بفرض الصلوات والطقوس اليهودية داخله، بصورة لم يشهدها منذ احتلاله عام 1967، ويأتي التمادي الإسرائيلي بالتزامن مع ضعف أداء الأوقاف الإسلامية في القدس.
التهويد الديموغرافي:
مع بداية العام الدراسي في المناطق الفلسطينية، تعود إلى الواجهة الانتهاكات الصهيونية بحق طلاب المدارس الفلسطينية، ففي 27/9 أطلق مستوطن النار عشوائيًّا باتجاه طلبة المدارس في حي "رأس العامود" بمدينة القدس المحتلة، وعلى الرغم من عدم وقوع إصابات، ولكن الطلاب أصيبوا بالهلع. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة "أوتشا"، تم تسجيل 154 حادثة اعتداء للمستوطنين أوقعت ضررًا بممتلكات فلسطينية، و66 حادثة أخرى أوقعت إصابات بين الفلسطينيين، منذ بداية عام 2021 وحتى 21 أيار/مايو الماضي.
الانتفاضة الفلسطينية:
لا يتوقف الزخم المقاوم في مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة، ففي 26/9 اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، في محيط حاجز مخيم شعفاط، على أثر اقتحام قوات الاحتلال أحياء المخيم، وتصدى الشبان للاقتحام بالحجارة والزجاجات الفارغة.
وإلى جانب المواجهات شبه اليومية في أزقة المدينة المحتلة وبلداتها، يعمل الفلسطينيون على تنفيذ عمليات تقلق الاحتلال، ففي 27/9 اندلع اشتباك عنيف في بلدة بيت عنان شمال غرب القدس المحتلة، على أثر محاصرة قوات الاحتلال غرفة زراعية كان عددً من المقاومين يتحصنون فيها، وأدى الاشتباك إلى استشهاد 3 فلسطينيين، هم: أحمد زهران، ومحمود حميدان، وزكريا بدوان، وجميعهم من بلدة بدّو، شمال غرب القدس المحتلة. وأعلنت قوات الاحتلال، قرية بيت عنان وخلة العين، منطقة عسكرية مغلقة ومنعت المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها. وبحسب مصادر فلسطينية كان المقاومون يحضرون للقيام بعمليات فردية، وهو ما انعكس على طبيعة الاشتباك والأسلحة التي استخدمها الشهداء الثلاثة.
التفاعل مع القدس:
في 25/9 عُقدت ندوة ضمن فعاليات مؤتمر فلسطينيي أوروبا التاسع عشر، تناولت "انتهاكات الاحتلال في القدس ومخاطر التهجير والتهويد"، وشدد المشاركون في الندوة على ضرورة دعم صمود المقدسيين، لافتين إلى أن ثبات أهالي القدس في أراضيهم؛ لا يمكن أن يستمر من دون دعم حقيقي مالي ومعنوي. وتناول المشاركون المخاطر التي تتعرض لها المدينة المحتلة، وأبرز خطط الاحتلال لاستهداف الأرض والسكان، وأهمية كسر القيود التي تفرضها سلطات الاحتلال، الرامية لفرض المزيد من العزلة على المجتمع المقدسي.
وفي 26/9 أكّد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنّ مواجهات قرية بيتا البطولية، واستشهاد الشاب محمد علي خبيصة رسّخت 3 حقائق: الأولى أنّ الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بشرعية المحتل على هذه الأرض، ولا شرعية للاستيطان، والثانية هي وحدة الشعب الفلسطيني في خندق المواجهة والمقاومة، أما الثالثة ترسيخ المقاومة خيارًا استراتيجيًا للتحرير وأقصر الطرق لطرد المحتل واستعادة حقوقنا وعودة اللاجئين إلى أراضيهم المحتلة. وأشار هنية إلى أنّ المثلث الذهبي بأضلعه الثلاثة المقاومة والوحدة والهوية لهذه الأرض وما تقدمه بيتا اليوم كما غزة والقدس يؤكد أنه لا مستقبل للمحتل على أرض فلسطين، وأن الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده قادرٌ على اقتلاع الاحتلال من جذوره من خلال تمسكه بوحدته ومقاومته.