08 - 14 كانون الأول/ديسمبر 2021
الأربعاء 15 كانون الأول 2021 - 2:22 م 2894 233 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
08 - 14 كانون الأول/ديسمبر 2021
إعداد: علي إبراهيم
الشيخ رائد صلاح يعانق الحرية بعد 17 شهرًا في زنزانة معزولة
وشرطة الاحتلال تبرئ قتلة الشهيد محمد أبو سليمة وتخطط لتكريمهم
تابعت عناصر الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى بمشاركة طلاب يهود، وبحسب مصادر فلسطينية اقتحم الأقصى في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021 نحو 2365 مستوطنًا، وأبعدت سلطات الاحتلال 6 فلسطينيين عن القدس والأقصى. وعلى الصعيد الديموغرافي، تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، إضافةً إلى مصادرة بلدية الاحتلال لقطعة أرض في حي الشيخ جراح، بهدف تحويلها إلى حديقة عامة، ورفضت محاكم الاحتلال أي استئنافٍ قدمه أصحاب الأرض المصادرة. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على تبرئة شرطة الاحتلال لقتلة الشهيد محمد أبو سليمة، وأن قيادة الشرطة تخطط لتكريمهم على جريمتهم. وعلى صعيد التفاعل استنكرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات سرقة الاحتلال الحماية للتراث الشعبي الفلسطيني، وطالبت من منظمة "اليونسكو" وضع حدٍ لهذه الممارسات، وعلى جانب آخر أفرجت سلطات الاحتلال عن الشيخ رائد صلاح، واستقبلته الجماهير الفلسطينية استقبالًا حاشدًا من أمام السجن وفي قريته أم الفحم.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك بشكلٍ شبه يومي، ففي 8/12 اقتحم الأقصى 106 مستوطنين، من بينهم 50 طالبًا يهوديًا، وتلقى المقتحمون شروحاتٍ عن "المعبد"، وأدوا طقوسًا تلمودية بحراسة من شرطة الاحتلال. وفي 12/12 اقتحم الأقصى 96 مستوطنًا، من بينهم 30 طالبًا يهوديًا، بالتزامن مع فرض إجراءات أمنية مشددة أمام أبواب المسجد الخارجية. وفي سياق اقتحامات المسجد الأقصى رصد التقرير الدوري الصادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في الضفة الغربية اقتحام 2365 مستوطنًا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021، وبحسب التقرير بلغت حالات الإبعاد عن القدس والأقصى 6 حالات.
التهويد الديموغرافي
تعمل حكومة الاحتلال وأذرعها المختلفة على إقرار المزيد من المشاريع الاستيطانية في المدينة المحتلة، ففي 13/12 صادرت سلطات الاحتلال أرضًا تبلغ مساحتها 5 دونمات في حي الشيخ جراح، بذريعة "المنافع العامة"، وأطلقت سلطات الاحتلال العمل في الأرض المصادرة تجريفًا وحفرًا، وتقع الأرض عند مدخل الحي، وتمتلكها عائلات "عبيدات، عودة، جار الله، ومنصور"، وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي رفضت محكمة تابعة للاحتلال الاستئناف المقدم من أصحاب الأرض ضد قرار المصادرة، ولم تكتف المحكمة بالرفض بل فرضت على أصحاب الأرض غرامة مالية بقيمة 18 ألف شيكل (نحو 5500 دولار أمريكي).
أما على صعيد الهدم، تتابع أذرع الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 14/12 هدمت جرافات الاحتلال منزلًا في حي الطور شرق القدس المحتلة، وفي اليوم نفسه هدمت جرافات الاحتلال غرفة صغيرة لعائلة الحليسي في بلدة سلوان بذريعة البناء من دون ترخيص. وفي متابعة لقضية هدم البناء السكني في حي الطور، أجلت محكمة تابعة للاحتلال في 14/12 تنفيذ قرار الهدم مدة عشرة أيام، وقررت المحكمة إعطاء المستشار القضائي للحكومة عشرة أيام لتقديم الرأي القانوني اللازم، حيث أن قرار الهدم صادر بحق 9 شقق وليس عشرة، وهناك شقة لم يأت ذكرها في الملف، ما سمح لمحامي الأهالي تأجيل تنفيذ الهدم.
قضايا:
تتصاعد العمليات الفردية في المدينة المحتلة، ففي 8/12 أصيبت مستوطنة إسرائيلية بجروح خطيرة، على أثر عملية طعم طعن نفذتها فلسطينية، في حي الشيخ جراح، وبحسب مصادر عبرية، استطاعت المنفذة الانسحاب من مسرح العملية، ليتم اعتقالها لاحقًا ومن ثم اعتقال والدها، وتبين أن المنفذة نفوز عارف حماد، وهي من العائلات المهددة بالتهجير من كرم الجاعوني في الشيخ جراح، وتشهد المناطق الفلسطينية المحتلة تصاعدًا في تنفيذ العمليات الفردية، وقد بلغت 6 عمليات في ثلاثة أسابيع، في مناطق مختلفة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وفي سياق متصل بالعمليات الفردية، ومتابعة لقضية تصفية الشهيد محمد شوكت أبو سليمة في القدس المحتلة، ففي 9/12 أغلقت سلطات الاحتلال ملف التحقيق بحق الجنديين اللذين أعدما الشهيد، بذريعة عدم توفر تهمة، وأن إطلاقهما النار كان "مبررًا"، وبحسب مصادر عبرية سيمنح المفتش العام لشرطة الاحتلال يعقوب شبتاي قاتلي الشهيد أبو سليمة، وسام "الشرف للتميز في الخدمة"، في إجراء يؤكد مجددًا تواطؤ أذرع الاحتلال المختلفة على قتل الفلسطينيين وتأمين الحماية القانونية اللازمة للقتلة.
التفاعل مع القدس
في 12/12 طالبت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" بتحمل مسؤولياتها في توفير الحماية للتراث الشعبي الفلسطيني الذي يتعرض لسرقة ممنهجة من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وقالت الهيئة في رسالة لمنظمة "اليونسكو"، إن "إلزام دولة الاحتلال المشاركات في مسابقة ملكة جمال الكون بارتداء الثوب الوطني الفلسطيني يشكل تماديًا وتصعيدًا خطيرًا في السطو على الهوية الثقافية والتراثية للشعب الفلسطيني لا يجوز السكوت عنه". وأضافت أن سلطات الاحتلال التي دأبت على سرقة الأرض وتهويد التاريخ والتراث الحضاري والديني والانساني للشعب ألفلسطيني، تحاول اليوم استكمال فصول هذا السطو من خلال تزوير التراث الشعبي الفلسطيني وجعله جزءًا من رواية صهيونية كاذبة، وأعربت الهيئة عن أسفها الشديد لمشاركة دولتين عربيتين في هذه المسابقة، وما تشكله هذه المشاركة من استفزاز لمشاعر الشعب الفلسطيني.
وفي 13/12 أفرجت سلطات الاحتلال عن رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح، على أثر انتهاء مدة سجنه في سجون الاحتلال، التي دامت نحو 17 شهرًا قضاها في العزل الانفرادي، ووصل الشيخ صلاح إلى بلدته أم الفحم وسط استقبال فلسطيني حاشد من أهله ومحبيه وقيادات وجماهير الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. وفي اليوم التالي للإفراج أعلن الشيخ صلاح بأنه على العهد وعلى ثوابته العربية الفلسطينية الإسلامية ومع المسجد الأقصى المبارك، وقال "ثوابتنا الإسلامية العربية الفلسطينية عليها نحيا وعليها نلقى الله.. هذه الثوابت لا تشيخ، ولا تموت، ولا تخرج إلى التقاعد، وتاجها القدس والمسجد الأقصى المبارك"، وتحدث الشيخ رائد صلاح عن ظروف اعتقاله الصعبة، ومحاولة سلطات الاحتلال منعه من الاختلاط بأي أسير موجود في المعتقل، واصفًا محاولات الاحتلال هذه بأنها محاولة لإدخال اليأس والإحباط إلى نفس الشيخ، وأمام آلافٍ من الفلسطينيين، أكد الشيخ صلاح أنه سيزور المسجد الأقصى المبارك في أقرب وقت.