20 - 26 أيار/مايو 2015
الأربعاء 27 أيار 2015 - 2:32 م 19474 1412 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
20 - 26 أيار/مايو 2015
زمام القيادة الإسرائيلية في أيدي أكثر المتطرفين تشددًا
يعمل الاحتلال بشكل حثيث على تهويد مدينة القدس، وتغيير واقعها وطرد سكانها، فمن استهداف للمسجد الأقصى المبارك وتدنيس أرجائه، إلى حصار المقدسيين في أماكن سكنهم وزرع البؤر الاستيطانية في أحياء القدس ومناطقها، انتهاءً بالتغييرات الحكومية الإسرائيلية التي تسلم المتطرفون زمام القيادة فيها وبدء توجيه سهامهم على القدس.
التهويد الديني:
يظل الأقصى في قلب دائرة استهداف الاحتلال الذي يسارع لتحقيق رؤيته في تقسيم المسجد المبارك، وضمن حملة الاحتلال لحصار المسجد الأقصى قامت الشرطة الإسرائيلية بافتتاح مركز لها قريب جدًا من الأقصى يوم الثلاثاء 19/5، لا يبعد أكثر من 50 مترًا عن المسجد في منطقة إسلامية غرب المدرسة التنكزية، وقد شُـيّد المقر بعد هدم آثار إسلامية تعود للحقبتين المملوكية والعثمانية، وتقوم هذه المراكز بتوفير الحماية لمقتحمي المسجد الأقصى وتشكل مراكز تحقيق واحتجاز للمرابطين المعتقلين.
تتواصل اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تحت غطاء دائم من قوات الاحتلال، وكما ذكرنا سابقًا بأن وتيرة هذه الاقتحامات تتصاعد خلال الأعياد اليهودية وبالتزامن مع "عيد نزول التوراة/الشفوعوت" ارتفعت وتيرة الاقتحامات، ففي 24/5 اقتحم المسجد الأقصى أكثر من مئة مستوطن تحت حراسة مشددة، وقد حاول المقتحمون أداء الطقوس التلمودية ولكن المرابطين في المسجد استطاعوا منعهم مما أجبرهم على الهروب، كما فرض الاحتلال خلال هذين اليومين قيودًا على المصلين، مغلقًا باب سوق القطانين سامحًا للمستوطنين أداء طقوسهم أمام أبواب الأقصى، وفي اليوم التالي 25/5 اقتحم حوالي 79 مستوطنًا المسجد الأقصى، وفي هذا اليوم دعت "منظمات المعبد" في بيانات منفصلة للمشاركة في تدريب على المراسم التلمودية المتعلقة بهذا العيد، والتي أقيمت على تلة جبل المكبر المطلة على الأقصى. ولا تقف أذرع الاحتلال على تدنيس المسجد الأقصى بل تكمل في محاولاتها طمس هوية المدينة العربية والإسلامية، فقد أعلنت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن الاحتلال بصدد افتتاح مقهى ومخمرة على أرض مقبرة "مأمن الله" الإسلامية التاريخية في مدينة القدس، وهي المقبرة الأقدم والأكثر قدسية في فلسطين حيث تضم عددًا من الصحابة الكرام والتابعين والعلماء.
التهويد الديموغرافي:
في متابعة للنهج الذي يتبعه الاحتلال في تغيير التركيبة السكانية لمدينة القدس، نجد أنه يقوم على شقين، الأول عبر العطاءات الاستيطانية الكبيرة داخل البلدة القديمة أو في المستوطنات المحيطة، والثاني عبر مسلسل الهدم والطرد الذي يعاني منه المقدسيون منذ احتلال المدينة، ففي سياق الحملة الاستيطانية الأخيرة أعلنت "اللجنة المحلية للبناء والتخطيط" الإسرائيلية يوم الأربعاء 20/5 عن مخطط لبناء 90 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جبل أبو غنيم "هار حوماه" جنوب القدس المحتلة. وفي المقابل قامت قوات الاحتلال الأربعاء 20/5 بهدم بناء قيد الإنشاء في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ومن الملاحظ أن هذه العمليات باتت تتكرر بشكل شبه يومي وعمليات الهدم تنفذ إن كانت عبر شرطة الاحتلال أو عبر بلديته في القدس.
ولا يقف التضييق على المقدسيين بهدم منازلهم فقط، بل تعداه لمنعهم من تطوير وبناء الأحياء التي يقطنون بها، فبعد قرار المحكمة المركزية الإسرائيلية السماح بإقامة حي فلسطيني في منطقة عرب السواحرة شرقي القدس المحتلة، تقدمت منظمات متطرفة باستئناف أمام المحكمة العليا الإسرائيلية ضد قرار السماح، علمًا أن هذا القرار محل تجاذب ضمن أذرع الاحتلال على مدى 4 سنوات.
عمليات:
شهدت القدس الأربعاء 20/5 عملية دهس جديدة في منطقة الطور قام بها عمران أبو دهيم، الذي استشهد مباشرة بعد إطلاق شرطة الاحتلال النار عليه، ونتج عن العملية إصابة شرطيين إسرائيليين بجروح متفاوتة، ولم يسلم الاحتلال جثمان الشهيد لذويه إلا بعد تعهدهم بأن يشيعه 20 شخصًا فقط، ولكن المقدسيين أبوا إلا المشاركة الحاشدة في جنازته والتي تمت بعد منتصف ليل الخميس ووريَ جثمانه في الثرى في مقبرة جبل المكبر.
حكومة نتنياهو المتطرفة: تصريحات تحمل مؤشر المرحلة القادمة
يحاول الاحتلال أن يظهر بثوب الضحية من خلال إلقاء التهم على الفلسطينيين وتزييف الحقائق، وكما قامت دولته على التطرف السياسي والعسكري والديني، فإنه يجنح في الفترة الأخيرة نحو مزيد من التطرف يحمله أتباع الأحزاب الدينية الذين شكلوا بالغالب حكومة نتنياهو الأخيرة، ففي تصريح لنائبة وزير الخارجية الإسرائيلي الجديدة "تسيبي هوتوفلي"، خلال خطاب ألقته في 21/5، قالت بأن الدولة العبرية "ليست مدينة بتقديم أيّ اعتذارات بسبب سياستها في الأرض المقدسة"، وأنه "وفقاً للنصوص الدينية فإن هذه الأرض لليهود"، كما قالت "هذه الأرض ملك لنا، .. ونحن لم نأت هنا للاعتذار عن ذلك"، وتعد "هوتوفلي" من الجيل الصاعد في حزب الليكود، وقد علقت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أنه من الواضح في خطاب "هوتوفلي" تأثير المتشددين في حكومة نتنياهو الجديدة. ومن الشخصيات التي أضافها نتنياهو على وزارة الخارجية تعيينه المتطرف "غولد" مديرًا عامًا للشؤون الخارجية والذي وصفته صحيفة هآرتس في وقت سابق بأنه أحد الصقور تجاه القضية الفلسطينية، الأمر الذي يعكس رغبة نتنياهو في السيطرة على وزارة الخارجية.
لم تقف تعيينات نتنياهو على وزارة الخارجية بل عين القيادي في حزب الليكود زئيف إلكين وزيرًا لـ "شؤون القدس"، ومعروف عن إلكين كونه من الناشطين المتطرفين من أنصار "التيار الديني اليهودي القومي"، ومن أشد دعاة طرد المقدسيين وتكثيف التهويد والاستيطان في مدنية القدس المحتلة.
كما قررت وزيرة التربية والرياضة الإسرائيلية الجديدة ميري ريغف نقل مكتب وزارتها من "تل أبيب" إلى مدينة القدس، الأمر الذي أثار ردود أفعال مرحبة ومشجعة من قبل القيادات الإسرائيلية، فقد صرح مراقب الدولة الإسرائيلية بأهمية هذه الخطوة داعيًا كل الوزراء بتنفيذ مثل هذه القرارات، كما لاقت هذه الخطوة دعمًا من عدد كبير من أعضاء الكنيسيت ورئيس بلدية الاحتلال "نير بركات".
التفاعل مع القدس:
في إطار التفاعل مع القدس وقضاياها، نظم منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال ورشة عمل إعلامية بعنوان "القدس في الإعلام العربي- الواقع والمأمول" في 21/5 بمدينة إسطنبول التركيّة، بمشاركة مختصين في الشأن المقدسي ووسائل إعلام عربيّة، وتهدف إلى تشخيص حال القدس في الإعلام العربي، والعمل على إيجاد حلول تعود بها إلى مكانها الصحيح في وسائل الإعلام العربية.
وعلى الصعيد التركي صرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن "المسجد الأقصى المبارك لنا إلى الأبد، وليشهد الله والتاريخ على ذلك، سيبقى ملكنا للأبد"، منتقدًا تصريحات لبعض زعماء المعارضة التركية قالوا فيها إن "القدس أرض خاصة باليهود".
نتيجة لسياسات الاحتلال الرامية لتهويد التعليم وفرض رؤيته على المناهج الدراسية حذرت جامعة الدول العربية من انهيار العملية التعليمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة كنتيجة لاستهداف الاحتلال الإسرائيلي محو الهوية العربية والفلسطينية، وطالبت بضرورة توفير الدعم العربي للعملية التعليمية في فلسطين والعمل على رفع المعاناة عن الطلاب الفلسطينيين ودعم صمودهم. كما استنكر البيان محاولات الدولة العبرية استهداف العملية التعليمية في القدس المحتلة من خلال فرض المناهج الإسرائيلية على المؤسسات التعليمية في شرقي القدس المحتلة لمحو الهوية العربية وإذابة المجتمع المقدسي.