27 أيار/مايو - 02 حزيران/يونيو 2015
الأربعاء 3 حزيران 2015 - 7:27 م 19586 1409 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
27 أيار/مايو - 02 حزيران/يونيو 2015
الاحتلال يهدم منازل المقدسيين ويحضّر لمزيد من التهويد في الأقصى
يعمل الاحتلال بشكل حثيث على تهويد مدينة القدس، فتتصاعد ممارسات الهدم في إطار إفراغ المدينة من أهلها مع تصاعد مشاريع التهويد الضخمة التي كشف عنها بتمويل من حكومة الاحتلال وإشراف بلديته وأذرعه الأخرى.
التهويد الديمغرافي:
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن قضم ما أمكن من مدينة القدس وأراضيها، عبر هدم المنازل والمنشآت، ومصادرة الأراضي ووضع اليد على الممتلكات. وتتكرر هذه الممارسات في ظل غياب أي رادع، ففي 27/5/2015 هدمت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال منزلًا في حي سلوان بذريعة البناء غير المرخص، كما سلمت في اليوم ذاته أمرًا للمواطن المقدسي شريف عمرو بإزالة ركام بيته الذي هدمته سابقًا في حي واد الجوز، على أن تقوم بلدية الاحتلال بإقامة مشاريع في المكان، وهذا فصل آخر من فصول معاناة المقدسيين الذين يفرض عليهم الاحتلال هدم منازلهم ومن ثم إزالة ركامها كي يتجنّبوا المبالغ الطائلة التي تترتب عليهم في حال إزالتها من قبل البلدية. ويأتي الهدم غالبًا ضمن ممارسة متكاملة تتضمّن الاستفزاز والاعتداء الجسدي، ففي 2/6/2015 هدمت جرافات بلدية الاحتلال منزلين قيد الإنشاء لعائلة أبو خالد في حي وادي حلوة بعد أن اقتحمت منزل العائلة واعتدت على الموجودين ورشّتهم بغاز الفلفل، واحتجزتهم في داخله.
في الجانب المقابل للهدم تستمر العطاءات الاستيطانية والمصادقة على وحدات جديدة، فقد كشفت أسبوعية "يروشاليم" العبرية أن "اللجنة المحلية للتنظيم والبناء" الإسرائيلية صادقت قبل أيام على بناء 90 وحدة استيطانية جديدة، فيما بدأت العمل على تسويق 142 وحدة استيطانية في مستوطنة "هار حوما" (جبل أبو غنيم).
التهويد الديني:
تهويد القدس وتغيير معالمها هدف للاحتلال تسعى السلطات الإسرائيلية إلى تحقيقه منذ وضعت يدها على المدينة، وقد كشف المركز الإعلامي "كيوبرس" عن مخطط ضخم يقع قرب المسجد الأقصى المبارك، وهو مشروع "المعبد التوراتي/ مركز كيدم". والمشروع عبارة عن مبنى ضخم يقع عند مدخل وادي حلوة ويبعد حوالي 20 مترًا فقط عن السور التاريخي للبلدة القديمة، ويسعى الاحتلال إلى افتتاحه عام 2017 ضمن مخطط احتفالاته بمرور 50 عامًا على احتلال شرقي القدس. وتظهر الوثائق التي حصل عليها المركز الرعاية الرسمية لهذا المشروع حيث من المتوقع تمويله من الحكومة الجديدة، إضافةً لحماس رئيس بلدية الاحتلال للمشروع "الاستراتيجي" والذي سيستقبل حوالي 10 ملايين زائر سنويًا.
لا تكمن خطورة هذا المجمع في كونه عنصرًا دخيلًا على محيط المسجد الأقصى وحسب، بل في التفاعلات بعد بنائه حيث سيصبح بؤرة استيطانية يمكن أن تتوسع داخل وادي حلوة، وهي نقط قريبة جدًا من المسجد الأقصى تساهم في تسهيل الاقتحامات ومراقبة المسجد والبلدة القديمة من سطح المجمع المرتفع.
الحملة المسعورة التي أطلقها الاحتلال منذ فترة طويلة لتهويد المدينة تأخذ طابعًا أكثر حدة وفظاظة، وليس بعيدًا عن المشروع الأول في وادي حلوة أقرت الحكومة الاسرائيلية في جلستها في 26/5 مبلغ 25 مليون دولار كاستثمارات في محيط حائط البراق، وقد علق نتنياهو على القرار بأنه "يعكس التزامنا جميعًا، التزامي كابن القدس والتزام الوزراء، بمواصلة البناء في القدس"، وهي إشارة للالتزام بمشروع الاستيطان والتهويد كبند ثابت على أجندة الحكومات المتعاقبة في دولة الاحتلال.
وفي إطار تعزيز الرواية الإسرائيلية وتثبيت الحضور اليهودي في البلدة القديمة في القدس، تقوم بلدية الاحتلال، بالشراكة مع عدد من الأذرع التهويدية الأخرى وعلى رأسها "سلطة تطوير القدس" ووزارة "شؤون القدس"، بتنظيم مهرجان "الأنوار" التهويدي السابع ما بين 3 و11/6/2015. وتتنوع الأنشطة التي يضمها المهرجان من الحفلات الراقصة والعروض السينمائية داخل البلدة القديمة، مع التركيز على استقطاب أعلى قدر من المشاركين من دولة الاحتلال أو من السياح الأجانب.
التفاعل مع القدس:
يشهد الداخل الفلسطيني تفاعلًا مع قضايا القدس ومعاناة أهلها، فقد خصصت خطبة الجمعة 29/5 لنصرة القدس والمسجد الأقصى في عشرات مساجد الأراضي المحتلة عام 1948، إضافةً للجانب التعبوي من الخطبة الذي حمل دعوة للمشاركة في "معسكر التواصل مع القدس". وانطلق المعسكر صباح السبت 30/5 وهو من تنظيم الحركة الإسلامية للاطلاع على أحوال المقدسيين ودعمهم، وترميم 75 منزلًا فلسطينيًا في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، إضافة إلى تأثيث عدد من المنازل.
وفي سياق التفاعلات، أطلقت حملة من الخليل لإنقاذ أيتام القدس، بحضور عدد من الشخصيات وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري. وشبّه صبري حصار القدس بالحصار المفروض على غزة، مشيرًا إلى أن عدد الأطفال المشردين في القدس يبلغ حوالي 430 طفلاً. كما لفت إلى أن واقع اليتم في القدس يعاني بشدة حيث قام الاحتلال بإغلاق عدد من دور الحضانة الأمر الذي دفع عددًا من الأيتام إلى التوجه للمؤسسات الإسرائيلية. وأثمر الاجتماع اتفاقًا على شراء منزل بمنطقة باب العمود في القدس ليتم ترميمه والبدء الفوري بإيواء الأيتام فيه، حيث تشرف على هذا المشروع جمعية المحبة.
وفي إطار التصريحات المتفاعلة مع القدس، شهد هذا الأسبوع تصريحًا للقيادي في حركة حماس حسام بدران حول الأحقاد الدينية الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى والمرابطين فيه، وتصريحًا لرئيس دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير.