18 - 24 أيار/مايو 2022
الأربعاء 25 أيار 2022 - 8:03 م 2661 176 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
18 - 24 أيار/مايو 2022
إعداد: علي إبراهيم
"يوم القدس" عنوان التصعيد القادم في القدس المحتلة
ومحاكم الاحتلال تتدخل في الأقصى، وتسمح للمستوطنين بأداء السجود الملحمي
تابعت أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكل شبه يومي، بمشاركة طلاب المعاهد التلمودية وحاخامات المنظمات المتطرفة. وتشكل ذكرى "يوم القدس" بالتقويم العبري في 29/5/2022 محطة بالغة التصعيد في القدس المحتلة، فإلى جانب دعوات "منظمات المعبد" لاقتحام المسجد الأقصى بأعداد ضخمة، وقرار محاكم الاحتلال السماح بأداء الطقوس اليهودية داخل الأقصى، تتحضر أذرع الاحتلال لتنظيم "مسيرة الأعلام"، وخلال أسبوع الرصد أعلنت سلطات الاحتلال أن المسيرة قائمة وبمسارها المعتاد، من ساحة باب العمود إلى حائط البراق مرورًا بالحي الإسلامي، ويأتي الإصرار الإسرائيلي على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها المقاومة، بأن المسيرة ستشعل الأوضاع في كل الأراضي الفلسطينية. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على إعلان "الشاباك" الإسرائيلي القبض على "خلية" تابعة لأحد فصائل المقاومة في القدس المحتلة، كان من ضمن أهدافها اغتيال عضو "الكنيست" المتطرف إيتمار بن غفير، وأثار الخبر العديد من الشبهات خاصة أن العديد من المعتقلين ممن أبعد عن الأقصى في مراتٍ سابقة نتيجة دوره في الدفاع عنه.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تصعد المنظمات المتطرفة من دعواتها لتدنيس المسجد الأقصى، والمطالبة بهدمه، ففي 18/5 نشرت منظمة "لاهافا" الاستيطانية دعوات تحريضية لهدم مصلى قبة الصخرة وبناء "المعبد"، ودعت المنظمة أنصارها إلى المشاركة الكثيفة في اقتحام الأقصى في 29/5/2022. وفي سياق دعوات المنظمات المتطرفة لاقتحام الأقصى في "يوم القدس"، ففي 22/5 دعا عددٌ كبيرة من الحاخامات اليهود جمهور المستوطنين إلى المشاركة في اقتحام المسجد الأقصى، معلنين أنها "فرصة استثنائية أن يتمكن اليهود من الصعود إلى جبل المعبد، خصوصًا في يوم تحرير القدس".
وشهد أسبوع الرصد تصعيدًا خطيرًا، تمثل في قرار محكمة الصلح الإسرائيلية في 22/5 القاضي بالمساح للمستوطنين بأداء "السجود الملحمي" الكامل داخل المسجد الأقصى، إلى جانب أداء صلوات "الشماع" بصوتٍ مرتفع، واعتبار هذه الطقوس لا تهدد "السلم" وأن أداء الصلوات العملية "حق لجميع الديانات"، ويأتي القرار في محاولة لاستباق اقتحامات الأقصى في 22/5، إضافةً إلى فتح المجال أمام المزيد من تشريع الطقوس اليهودية عبر قرارات محاكم الاحتلال، على الرغم من أنها لا تمتلك أي سلطة قانونية على القدس المحتلة بما فيها المسجد الأقصى.
وعلى صعيد اقتحامات المسجد الأقصى، تابعت أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد بشكلٍ شبه يومي، ففي 19/5 شارك في اقتحام الأقصى المتطرف موشيه فيجلن، وشهد الاقتحام أداء عددٍ من المقتحمين طقوسًا يهودية علنية بحماية قوات الاحتلال. وفي 22/5 اقتحم الأقصى 92 مستوطنًا، تلقوا شروحاتٍ عن "المعبد"، وأدى العديد منهم طقوسًا يهودية علنية في ساحات المسجد الشرقية. وفي 23/5 اقتحم الأقصى 153 مستوطنًا، من بينهم طلابً في معاهد الاحتلال التلمودية، وجاء الاقتحام على أثر قرار محكمة الصلح الخاص بأداء "السجود الملحمي" داخل الأقصى، وشهد الاقتحام 5 محاولات لأداء السجود الملحمي، إحداها أمام سبيل الكأس قرب المصلى القبلي، وبحسب متابعين لشؤون القدس، 3 من هذه المحاولات لم تتعرّض لها شرطة الاحتلال. وفي 24/5 اقتحم الأقصى 70 مستوطنًا، جالوا في ساحات المسجد بشكلٍ استفزازي، بالتزامن مع احتجاز هويات عددٍ من المصلين.
وفي متابعة للأضرار التي لحقت بالمسجد الأقصى على أثر اقتحامات الاحتلال في رمضان وما بعده، أعلن المهندس بسام حلاق أن سلطات الاحتلال حطمت 30 شباك جصي في المصلى القبلي، من بينها 12 شباكًا من الشبابيك المعشقة الأثرية القديمة.
مسيرة الأعلام
تشكل ذكرى "يوم القدس" بالتقويم العبري في 29/5/2022 محطة بالغة التصعيد في القدس المحتلة، فإلى جانب اقتحامات المسجد الأقصى تتحضر أذرع الاحتلال لتنظيم "مسيرة الأعلام"، وقد شكلت المسيرة واحدة من الملفات التي أدت إلى اندلاع معركة "سيف القدس" في عام 2021. ففي 18/5 أعلن وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال عومير بارليف، أن "مسيرة الأعلام" ستتم ضمن مسارها الاعتيادي، على أن تصل إلى باب العمود، ومن ثم إلى حائط البراق المحتل مرورًا بالحي الإسلامي. وعلى أثر قرار سلطات الاحتلال، ذكرت مصادر فلسطينية أن فصائل المقاومة نقلت عبر وسطاء رسائل تحذيرية إلى الاحتلال، بأن إقامة مسيرة الأعلام سيكون لها عواقب وخيمة. ويشير متابعون إلى أن إصرار سلطات الاحتلال على المضي في المسيرة محاولة للالتفاف على قواعد الاشتباك التي فرضتها المقاومة على أثر معركة "سيف القدس"، وإرضاء لليمين المتمثل بـ"منظمات المعبد".
التهويد الديموغرافي
في 19/5 أجبرت سلطات الاحتلال فلسطينيًا على هدم منزله ذاتيًا في بلدة صور باهر، جنوب القدس المحتلة بذريعة البناء من دون ترخيص. وعادة ما تهدد سلطات الاحتلال أصحاب المنازل بتغريمهم مبالغ طائلة في حال لم يستجيبوا لقرارات الهدم.
قضايا
في 24/5 أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" اعتقاله شبانًا مقدسيين خطّطوا لتنفيذ عمليات نوعية في القدس المحتلة، من بينها مخطط لاستهداف عضو "الكنيست" المتطرف إيتمار بن غفير. وأشار متابعون إلى أن الأذرع الأمنية الإسرائيلية تحاول تسجيل انتصار جديد لها بعد فشلها المتكرر في الأشهر الماضية في صد العمليات النوعية في قلب المناطق المحتلة، وهو ما حدث على أثر عملية الشـهيد أبو شخـيدم في نهاية عام 2021، إذ أعلن الاحتـلال حينها القبض عن خلية تابعة للمقاومة. إضافةً إلى أن الاحتـلال يفرض المزيد من التضييق على الشبان المقدسيين نتيجة صمودهم في الأقصى، وأن هذه الاتهامات جزء من مخطط كيدي يستهدف شباب القدس والأقصى، خاصة أن المعتقلين ممن استهدفهم الاحتلال بشكل متكرر بالاعتقال والإبعاد.
التفاعل مع القدس
في 22/5 دعا المؤتمر العربي الطارئ للاتحاد البرلماني العربي، إلى وقف الإجراءات الإسرائيلية في القدس المحتلة، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، وقال البيان الختامي للمجتمعين بأن محاولات تهويد القدس وتدنيس حرمة المسجد الأقصى المبارك، تعد تصعيدًا مباشرًا وتهديدًا للمنطقة، وطالب المؤتمر بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالقدس، مؤكدًا بطلان إجراءات الاحتلال الرامية إلى تغيير معالم القدس ومصادرة هويتها العربية والإسلامية.