21 - 27 أيلول/سبتمبر 2022
الأربعاء 28 أيلول 2022 - 4:26 م 2490 173 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
21 - 27 أيلول/سبتمبر 2022
إعداد: علي إبراهيم
تصاعد اقتحامات الأقصى وتدنيسه في "رأس السنة العبرية"
ودعوات لتشكيل حلف عربي وإسلامي للدفاع عن الأقصى
استبقت منظمات الاحتلال المتطرفة حلول عيد "رأس السنة العبرية" بالدعوة إلى اقتحام المسجد بكثافة، وشهد أسبوع الرصد اقتحام المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات جولاتٍ استفزازية في ساحات المسجد، إلى جانب أداء الصلوات اليهودية العلنية. وتزامنًا مع "رأس السنة العبرية" حولت قوات الاحتلال ساحات المسجد إلى ساحة حرب، وفرضت قيودًا مشددة أمام أبواب المسجد، في سياق عرقلة وصول المصلين إلى الأقصى، وتعرض عددٌ كبير من المرابطين إلى اعتداءات من قبل قوات الاحتلال، التي أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط باتجاه المرابطين. وبحسب مصادر مقدسية شهد اليوم الثاني من العيد نفخ أحد المستوطنين في البوق من داخل المسجد، بحماية قوت الاحتلال. أما على الصعيد الديموغرافي تتحضر بلدية الاحتلال لعددٍ من المشاريع الاستيطانية، أبرزها ترميم شارع "الكاردو" بتكلفة تصل إلى نحو 2.5 مليون شيكل. وأما على صعيد التفاعل، تسلط القراءة الضوء على جملة من المستجدات، أبرزها الدعوات المختلفة لحماية الأقصى، التي أشار بعضها إلى ضرورة تشكيل حلفٍ عربي وإسلامي لحماية المسجد الأقصى من اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 21/9 اقتحم الأقصى 140 مستوطنًا، أدى عددٌ منهم طقوسًا يهودية علنية بحماية قوات الاحتلال. وفي 22/9 اقتحم الأقصى 386 مستوطنًا، تجولوا في ساحات المسجد، وأدوا طقوسًا يهودية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 25/9 عشية "رأس السنة العبرية"، اقتحم الأقصى 439 مستوطنًا، أدى عددٌ منهم طقوسُا يهودية علنية، شملت "السجود الملحمي" وصلوات تلمودية أخرى.
وفي 26/9 بالتزامن مع اليوم الأول من عيد "رأس السنة العبرية" اقتحمت قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى، وفرضت قيودًا مشددة أمام أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وبلغ عدد مقتحمي المسجد الأقصى نحو 405 مستوطنين، اقتحم عددٌ منهم المسجد باللباس الكهنوتي الأبيض. وفي اليوم الثاني لـ "رأس السنة العبرية" في 27/9 اقتحم الأقصى 446 مستوطنًا، وأمن عشرات عناصر الشرطة الإسرائيلية الحماية للمقتحمين، وشارك في الاقتحام المفوض العام لشرطة الاحتلال يعقوب شبتاي، الذي نفذ برفقة عددٍ من ضباط الاحتلال جولاتٍ استفزازية في المسجد، وواجه المرابطون المقتحمين بالتكبير وبالمفرقعات النارية، لإرباك جولاتهم الاستفزازية في المسجد. وبحسب مصادر مقدسية تمكّن أحد المستوطنين من النفخ في البوق في الساحات الشرقية للأقصى، وعلى أثر النفخ طوّقته قوات الاحتلال وأمّنت خروجه من المسجد.
وفي متابعة لاعتداءات الاحتلال بحق مقبرة باب الرحمة، ففي 23/9 اقتحم المقبرة عضو "الكنيست" سيمحا روتمان، وقام بالنفخ بالبوق قرب القبور الإسلامية وبحماية قوات الاحتلال، ويأتي هذا الاعتداء على أثر إقرار إحدى محاكم الاحتلال الطقوس اليهودية داخل المقبرة، ومن بينها النفخ بالبوق.
التهويد الديموغرافي
تتابع سلطات الاحتلال إقرار المزيد من المشاريع الاستيطانية، ففي 24/9 كشف المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، أن وزير شؤون القدس في حكومة الاحتلال زئيف إلكين أقر تخصيص مبلغ 2.5 شيكل (نحو 705 آلاف دولار أمريكي)، لإنقاذ شارع "الكاردو" في البلدة القديمة، وتدعي سلطات الاحتلال أن المشروع يسعى للحفاظ على الشارع، على أثر ظهور تشققات وتصدعات فيه، وهي التي ظهرت نتيجة الحفريات التي تجريها جمعية "إلعاد" الاستيطانية أسفل البلدة القديمة.
وفي سياق المشاريع الاستيطانية، كشفت مصادر عبرية أن "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" أودعت ثلاث مخططات استيطانية، تتضمن بناء 706 وحدات استيطانية جديدة على أنقاض مباني في حي الطالبية، وتشمل الخطة هدم 7 مبانٍ سكنية تتكون مـن 3 إلى 4 طبقات، وبناء مجمع سكني ضخم فـي مكانهـا، يتكون مـن 4 أبراج تضم كل واحدة منها 25 طابقًا، على أن تحتوي نحو 390 وحدة استيطانية، وتتضمن الخطة بناء مراكز تجارية ورياض أطفال، ومراكز للرعاية الصحية وكنيسًا وغيرها.
أما على صعيد هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 25/9 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله الواقع قرب باب الأسباط بذريعة البناء من دون ترخيص، وأدى هدم المنزل إلى تشريد العائلة المكونة من ثمانية أفراد، معظمهم من الأطفال.
التفاعل مع القدس
شهد المسجد الأقصى في 23/9 مشاركة فلسطينية حاشدة في صلاة الفجر ضمن مبادرة "الفجر العظيم"، وشهد المسجد مشاركة فلسطينية من القدس والداخل الفلسطيني المحتل والضفة الغربية. وفي قطاع غزة شارك آلاف الفلسطينيين في تظاهرة حاشدة على أثر انتهاء صلاة الجمعة في مدينة رفح، نصرة للقدس والأقصى، ورفع المشاركون في التظاهرة لافتات ترفض مخططات الاحتلال واعتداءاته بحق المسجد الأقصى.
وفي 26/9 دعت أكثر من 100 جهة تضم أحزابًا سياسية، وجمعيات ومؤسسات ومبادرات شبابية من مختلف دول العالم، إلى التفاعل بقوة وبمختلف الوسائل والفعاليات والبرامج مع الأحداث في المسجد الأقصى. ودعت الجهات الموقعة الضمائر الحية في العالم للقيام بالمظاهرات والوقفات والاحتجاجات، إضافةً إلى استثمار المرحلة لتوعية الأمة بما يحاك ضد المسجد الأقصى المبارك من مؤامرات. وطالبت المؤسسات المؤثرين والناشطين على شبكات التواصل إيصال صوت الأقصى، ومساندة المرابطين فيه.
وفي 27/9 قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القره داغي، إنّ ما يحدث في المسجد الأقصى من اعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه، يُشكّل اختبارًا تاريخيًا لشعوب الأمة العربية والإسلامية، ودعا الشيخ القره داغي إلى تشكيل حلف عربي وإسلامي، وبرنامج عمل حقيقي تنخرط فيه مختلف شعوب الأمة بنخبها المختلفة للدفاع عن الأقصى، مطالبًا بتحييد كل الخلافات اليوم أمام هذه القضية، وما تتعرض له من عدوان مصيري.