21 - 27 كانون الأول/ديسمبر 2022
الأربعاء 28 كانون الأول 2022 - 1:51 م 2258 193 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
21 - 27 كانون الأول/ديسمبر 2022
إعداد: علي إبراهيم
نحو 1800 مستوطن اقتحموا الأقصى بالتزامن مع عيد "الحانوكاه/الأنوار"
وأذرع الاحتلال التهويدية تستولي على "أرض الحمرا" في سلوان
شهدت اقتحامات المسجد الأقصى بالتزامن مع عيد "الحانوكاه/الأنوار" اقتحام الأقصى من قبل نحو 1800 مستوطن، بمشاركة حاخامات وأعضاء في كنيست الاحتلال وعناصر متطرفة، وشهدت هذه الاقتحامات صلواتٍ يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية بحماية قوات الاحتلال. وشهد أسبوع الرصد سيطرة أذرع الاحتلال على أرض الحمرا في بلدة سلوان، وهي أرض مملوكة لإحدى الكنائس المسيحية في القدس، وكانت تضم بركة لتجميع مياه عين سلوان، وأعلنت أذرع الاحتلال إطلاق حفرياتٍ تهويدية داخلها للبحث عن آثار يهودية مزعومة. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على إعطاء نتنياهو الضوء الأخضر لإيتمار بن غفير للمضي في قانون إعدام منفذي العمليات الفردية، على الرغم من تخوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تبعات هذا القانون. أما على صعيد التفاعل، تتابع القدس في أسبوع مشاركة مؤسسة القدس الدولية في مؤتمر الرواد الثالث عشر، واستمرار التفاعل الفلسطيني مع "الفجر العظيم" في المسجد الأقصى، إضافةً إلى ندوة متخصصة تناولت القدس والأقصى في ضوء الوثائق التاريخية بمشاركة مؤرخين ومتخصصين.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تابعت أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بالتزامن مع "عيد الأنوار" اليهودي، ففي 21/12 اقتحم الأقصى 307 مستوطنين، من بينهم عضو "الكنيست" تسفيكا فوغيل، وأدى المقتحمون طقوسًا يهودية في ساحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال، وشهد الاقتحام خروج عددٍ من المستوطنين من باب الأسباط، على أثر أدائهم رقصات وصلوات علنية في ساحات الأقصى الشمالية. وفي 22/12 اقتحم الأقصى 249 مستوطنًا، بمشاركة عضو "الكنيست" نيسيم فاتوري، وشهد الاقتحام أداء المقتحمين طقوسًا علنية في ساحات المسجد الشرقية، إلى جانب طقوس الانبطاح على أثر خروج المستوطنين من الأقصى. وفي 25/12 اقتحم الأقصى 489 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، الذين أدوا صلوات يهودية علنية قرب مصلى باب الرحمة بحماية قوات الاحتلال. وفي 26/12 اقتحم الأقصى 182 مستوطنًا، أدت أعدادٌ منهم طقوسًا يهودية علنية في باحات المسجد الأقصى الشرقية. وبلغ عدد مقتحمي الأقصى في عيد "الحانوكاه/ الأنورا" نحو 1800 مستوطن. وفي 27/12 اقتحم الأقصى 248 مستوطنًا، نفذوا جولاتٍ استفزازية في أرجاء الأقصى.
وفي سياق آخر من التهويد، ففي 27/12 استولى مستوطنون بحماية قوات الاحتلال على أرض الحمرا في منطقة وادي حلوة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، ووضعوا سياجًا حول الأرض ليمنعوا أصحاب الأرض من الوصول إليها. وتعود ملكية الأرض إلى كنيسة الروم الأرثوذكس، وهي مستأجرة منذ عام 1928 باسم الشقيقين إبراهيم عوض سمرين وخليل عوض سمرين. وبحسب باحثين مقدسيين كانت الأرض تضم بركتين كبيرتين لتجميع مياه العين، وتأمين المياه للقدس والأقصى.
وعلى أثر سيطرة أذرع الاحتلال على الأرض، كشفت وسائل إعلام عبرية بأن "سلطة الآثار الإسرائيلية" و"سلطة الطبيعة والحدائق" ومنظمة "إلعاد" الاستيطانية، أصدرت بيانًا مشتركًا يُشير إلى بدء الحفريات التهويدية في الأرض، بذريعة استكشاف "بركة شلوخ" التي يدعي الاحتلال أنها تعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وبحسب البيان سيفتح فتح المجال للمستوطنين لمتابعة أعمال التنقيب، على أن تفتح بشكلٍ كامل مع انتهاء أعمال البحث عن الآثار المزعومة.
التهويد الديموغرافي
تتابع أذرع الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 21/12 نفذت بلدية الاحتلال في القدس عمليتي هدم بذريعة البناء من دون ترخيص الأولى في حي رأس العامود، هدمت أطقم بلدية الاحتلال ما تبقى من منزل عائلة أبو فرحة. أما الثاني ففي حي البستان في سلوان، إذ هدمت أطقم البلدية ممرًا خاصًا بعائلة أبو رجب يربط منزلهم بالشارع الرئيسي.
أما على صعيد تهجير المقدسيين، ففي 21/12 كشفت وسائل إعلام عبرية أن الإدارة المدينة التابعة لسلطات الاحتلال، ستقدم خطة جديدة لتهجير أهالي قرير الخان الأحمر، وبحسب المصادر العبرية فإن وزير الجيش في حكومة الاحتلال وافق عليها. وتتضمن الخطة تهجير أهالي الخان إلى أرضٍ جديد تبعد عن موقع الخان الحالي بنحو 300 متر.
قضايا
ومع اقتراب تشكيل الحكومة الإسرائيلية يعمل بنيامين نتنياهو على إعطاء شركائه في الائتلاف المزيد من مطالبهم، ففي 23/12 كشفت وسائل إعلام عبرية بأن نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لعضو "الكنيست" إيتمار بن غفير لإقرار قانون إعداد منفذي العمليات الفردية، على الرغم من الاعتراضات التي أبدتها المنظومة الأمنية، خشية تصاعد العمليات، وخاصة خطف الجنود.
التفاعل مع القدس
في 22/12 شاركت مؤسسة القدس الدولية في مؤتمر الرواد الـ 13 الذي عُقد ي مدينة إسطنبول، وشاركت المؤسسة عبر معرض معلوماتي، وضح أبرز المعارك مع الاحتلال في القدس المحتلة، ابتداءً من المعركة على المسجد الأقصى، وصولًا إلى معركة التعليم، مرورًا بمعركة الهوية وهدم المنازل وغير ذلك، ولاقى المعرض تفاعلًا من الحضور على اختلاف جنسياتهم، الذين أشادوا بفكرته وما قدمه من معطيات ومعلومات. وفي سياق المشاركة في المؤتمر قدم مدير العام لمؤسسة القدس الدولية الأستاذ ياسين حمود ورقة تحت عنوان "القدس والصمود"، قدّمت إطلالة على أبرز دوافع الصمود المقدسي، انطلاقًا من وجود الاحتلال ومحاولة فرض أجنداته، مرورًا بما يحاك للمسجد الأقصى وتصعيد الاعتداء على المسجد ومكوناته البشرية، وما يتصل بها من إجراءات عقابية يتعرض لها المقدسيون، ثمّ أجملت مجموعة من النقاط المركزية التي تشهد صمودًا وثباتًا في وجه التغول والصلف الإسرائيلي، ما يسمح للجهات الفاعلة في الأمة أن تركز جهود الدعم والمؤازرة في هذه النقاط، ويفتح المجال أمام المزيد من الثبات على أثر تفعيل دور مختلف فئات الأمة وأطيافها.
ويستمر التفاعل الفلسطيني مع مبادرة "الفجر العظيم"، ففي 23/12 شارك آلاف الفلسطينيين في صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، بمشاركة فاعلة من العائلات المقدسية، وشهدت مصليات الأقصى المسقوفة حشودًا كبيرة، من القدس المحتلة ومن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وفي 25/12 اختتمت في مدينة إسطنبول أعمال الندوة الدولية "القدس الشريف والمسجد الاقصى في ضوء الوثائق التاريخية"، من تنظيم مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلامية "أرسيكا"، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة مرمرة التركية، واللجنة العليا لشؤون القدس، وشهدت الندوة مشاركة من شخصيات دبلوماسية وأكاديمية وباحثين، وتخلل الندوة تقديم أوراق عمل متخصصة استعرضت الجهود في الحفاظ على مكانة القدس والمسجد الاقصى المبارك استنادًا إلى الوثائق التاريخية.