08 - 14 شباط/فبراير 2023


تاريخ الإضافة الأربعاء 15 شباط 2023 - 4:36 م    عدد الزيارات 1660    القسم القراءة الأسبوعية

        


قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس

تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات

08 - 14 شباط/فبراير 2023

 

المقاومة في القدس تتصاعد، وبن غفير يطلق عملية أمنية لمواجهتها والاحتلال يصعد من استهداف منازل الفلسطينيين، ويصادق على المزيد من المشاريع الاستيطانية

 

تستمر اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، وتشهد هذه الاقتحامات جولاتٍ استفزازية في أرجاء المسجد، وأداء المستوطنين للطقوس اليهوديّة العلنية، وخاصة في ساحات المسجد الشرقية. وفي متابعة لما يعانيه المسجد الأقصى من تصدعٍ في أبنيته نتيجة حرمانه من عمليات الترميم الضرورية، فقد شهد أسبوع الرصد تسرب المياه إلى المصلى المرواني، إضافةً إلى رصد تشققاتٍ خطيرة قرب أحد أبواب المسجد. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وعلى أثر تصاعد عمليات المقاومة في القدس المحتلة، وتكبيد الاحتلال خسائر فادحة، ردت الحكومة الإسرائيلية المصغرة عليها عبر إقرار المزيد من المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، إلى جانب تشريع عددٍ كبيرٍ من البؤر فيهما. وفي سياق تصاعد المقاومة شهد أسبوع الرصد عملية دهسٍ، وعمليتي طعن في القدس المحتلة، وبلغ عدد قتلى الاحتلال منذ بداية العام 10 قتلى. أما على صعيد التفاعل، تتناول النشرة استمرار التفاعل الفلسطيني مع "الفجر العظيم" في المسجد الأقصى المبارك.

 

التهويد الديني والثقافي والعمراني

 

تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 8/2 اقتحم الأقصى نحو 100 مستوطنٍ، أدوا طقوسًا يهودية علنية في ساحات المسجد الأقصى الشرقية. وفي 9/2 اقتحم الأقصى 131 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، وأدى المقتحمون طقوسًا يهودية علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 12/9 اقتحم الأقصى 121 مستوطنًا، تجولوا في أرجاء الأقصى بشكلٍ استفزازي. وفي 13/9 اقتحم الأقصى 134 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهودية علنية قرب مصلى باب الرحمة، وبحماية قوات الاحتلال. وفي 14/9 اقتحم الأقصى 263 مستوطنًا، اقتحموا المسجد على شكل مجموعات، وتلقوا شروحاتٍ عن "المعبد"، وأدوا طقوسًا يهودية علنية.

 

وفي متابعة لما يجري في المسجد الأقصى من انهيارات مختلفة نتيجة الحفريات أسفل وفي محيط المسجد الأقصى، ففي 9/2 كشفت مصادر مقدسية أن مياه الأمطار تسربت إلى داخل المصلى المرواني، ما أضر بالسجاد الموجود داخل المصلى. وإلى جانب التسريب تم رصد انهيارات وتشققات في بلاط طريق الآلام قرب باب الغوانمة أحد أبواب الأقصى، وتأتي هذه الأضرار على أثر أسبوع واحد من سقوط بلاطة من القيشاني الخارجي لمصلى قبة الصخرة، واستمرار سلطات الاحتلال منع دائرة الأوقاف الإسلامية من إجراء أي أعمال صيانة وترميم في الأقصى مهما كانت ضرورتها.

 

التهويد الديموغرافي

 

يشهد شهر شباط/فبراير تصعيدًا في حجم وأعداد المباني المهددة في الهدم في القدس المحتلة من جهة، وفي إقرار المزيد من المشاريع الاستيطانية من جهة أخرى. فعلى صعيد الهدم، ففي 11/2 أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله، بذريعة البناء من دون ترخيص، وقد سبق عملية الهدم صدور قرار بسجن صاحب المنزل وتغريمه نحو 25 ألف شيكل (نحو 7 آلاف دولار أمريكي) في حال تأخره عن الهدم. وفي 12/9 هدمت قوات الاحتلال الجدران الداخلية وأغلقت باب ونوافذ منزل عائلة الشهيد حسين قراقع في بلدة الطور، وتزامنت العملية مع موجهات عنيفة في البلدة. وفي 14/9 هدمت جرافات الاحتلال عدة منازل في جبل المكبر، وجرفت أرضًا وسورًا استناديًا في البلدة. وفي سلوان هدمت جرافات طواقم الاحتلال مستوعبًا (بركسًا) يستخدم لتربية للخيول في حي الثوري، كما جرّفت أرضًا تستخدم موقفًا للسيارات.

 

وفي سياق متصل بحرمان المقدسيين من الأمان في منازلهم، ففي 9/2 سلطات مصادر مقدسية الضوء على معاناة المقدسيين في حي أبو تايه في سلوان، على أثر هدم بلدية الاحتلال للسور الاستنادي الذي كان يحمي المنازل في المنطقة من خطر انجراف التربة، وكشفت المصادر أن البلدية لا تتجاوب مع الطلبات التي قدمها الفلسطينيون للحصول على رخصة لبناء السور. وتعاني بلدة سلوان من انهيارات وتشققات في المنازل في موسم الأمطار، نتيجة الحفريات التي تجريها أذرع الاحتلال أسفل الحي وفي محيطه.

 

أما على صعيد المشاريع الاستيطانية، ففي 9/2 صادقت سلطات الاحتلال على مخطط استيطانية جديد لتوسعة مستوطنة "جيفعات بنيامين" في القدس المحتلة، ويتضمن المخطط بناء 3 أبراج ضخمة، يتكون كل واحدٍ منها مكون من 30 طابقًا. وفي التصعيد الذي تقوده الحكومة الإسرائيلية الحالية، وعلى أثر تصاعد العمليات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أعلن جلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت)، عن مجموعة من القرارات لرفع حجم الاستيطان، من بينها المصادقة على 43 مخططًا استيطانيًا في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وتهدف المخططات توسيع مخططات قائمة، وإعادة البناء في عددٍ من المستوطنات المهجورة، وبحسب مصادر عبرية يتضمن المخطط، بناء نحو ألف وحدة استيطانية في مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس المحتلة.

 

المقاومة

 

تشهد القدس المحتلة تصاعدًا في العمل المقاوم، ففي 10/2 نفذ الشاب حسين قراقع (31 عامًا) عملية دهسٍ بطولية قرب مستوطنة "راموت" شمال القدس المحتلة، أدت إلى مقتل مستوطنين وإصابة 6 آخرين، واستشهاد المنفذ برصاص قوات الاحتلال. وفي 13/2 نفذ فتى فلسطيني عملية طعن قرب باب السلسلة في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، أدت إلى إصابة عنصر أمني بجراح متوسطة، وفي اليوم نفسه نفذ فتى فلسطيني عملية طعن أُخرى أمام حاجز شعفاط، وأدت إلى جرح جندي، إلى جانب مقتل جندي بنيران زميله. وشهد الحاجز استنفارًا أمنيًا من قبل قوات الاحتلال.

 

وتُشير هذه العميات إلى تصاعد العمل المقاوم في المناطق الفلسطينية المحتلة عامةً، وفي القدس على وجه الخصوص. وبحسب مصادر فلسطينية، ارتفع عدد قتلى الاحتلال نتيجة تصاعد عمليات المقاومة إلى 10 قتلى، منذ بداية عام 2023.

 

ومع موجة العمليات الفردية المتصاعدة، ففي 10/2 أطلق وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير عملية أمنية في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، أطلق عليها عملية "السور الواقي 2"، تهدف إلى حشد قوات الاحتلال في المدينة وتنفيذ المزيد من الإجراءات العقابية بحق المقدسيين، وبحسب بن غفير إلى "محاربة الإرهاب، والحد من جذوره، والوصول إلى منازل مرتكبي العمليات واعتقالهم قبل تنفيذها". وفي سياق متصل، صادق "الكابينت" في 12/9 على عدة قرارات للرد على تصاعد العمليات الفردية، من بينها قرارات تتصل بتصعيد الاستيطان، وتشريع المزيد من البؤر الاستيطانية، في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

 

التفاعل مع القدس

 

يتابع الفلسطينيون تفاعلهم مع مبادرة "الفجر العظيم"، ففي 10/2 شارك آلاف الفلسطينيين في صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، وعلى الرغم من تشديد قوات الاحتلال إجراءاتها أمام أبواب المسجد الأقصى، شارك آلاف الفلسطينيين من القدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 1948 في صلاة الفجر. وبالتزامن مع توافد المصلين، رصدت صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي أداء عددٍ من الفلسطينيين صلاة الفجر أمام أبواب الأقصى نتيجة إبعادهم من قبل سلطات الاحتلال، على الرغم من تدني درجات الحرارة.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »