01 - 07 آذار/مارس 2023
الأربعاء 8 آذار 2023 - 4:28 م 1966 208 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
01 - 07 آذار/مارس 2023
إعداد علي إبراهيم
بن غفير يرفض طلب الشرطة وقف اقتحامات الأقصى في العشر الأخير من رمضان
ويقر استمرار عمليات الهدم في رمضان، على الرغم من التحذيرات الأمنية
تستمر اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي بحماية قوات الاحتلال، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين لصلواتٍ يهودية علنية في ساحات المسجد الشرقية. ومع اقتراب شهر رمضان والأعياد اليهودية التي تتزامن معه، طلبت شرطة الاحتلال إغلاق أبواب الأقصى أمام المقتحمين في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، إلا أن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير رفض الطلب، واصفًا إياه بأنه "استسلام للإرهاب". وفي مرتبط بالوزير المتطرف، وبهدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، قرر بن غفير أن تستمر عمليات هدم منازل الفلسطينيين وترحيلهم منها خلال شهر رمضان، على الرغم من التوصيات الأمنية بوقف هذه العمليات، لكونها تسهم في توتر الأوضاع أمنيًا.
وتسلط النشرة الأسبوعية الضوء على تصاعد عمليات المقاومة، ففي شهر شباط/فبراير الماضي شهدت المناطق الفلسطينية المحتلة نحو 1177 عملًا مقاومًا، أدت إلى مقتل 8 مستوطنين، وإصابة 43 آخرين. وعلى إبعاد أول أسيرٍ فلسطيني من الداخل الفلسطيني المحتل إلى الضفة الغربية، مع تطبيق قانون ترحيل الأسرى الفلسطينيين الذين تلقوا مساعدات مالية من السلطة الفلسطينية حيز التنفيذ.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها للمسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ففي 1/3 اقتحم الأقصى 123 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، أدوا طقوسًا يهودية علنية قرب مصلى باب الرحمة، وشهدت جولة الاقتحامات الصباحية مشاركة عددٍ من عناصر مخابرات الاحتلال، الذين تجولوا في باحات المسجد. وفي 2/3 اقتحم الأقصى 141 مستوطنًا، تجولوا في ساحات المسجد بشكلٍ استفزازي. وفي 5/3 اقتحم الأقصى 127 مستوطنًا، أدى عددٌ منهم طقوسًا يهودية علنية في ساحات المسجد الشرقية. وفي 6/3 اقتحم الأقصى 215 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، وشهد الاقتحام اعتقال شابين فلسطينيين من داخل الأقصى.
ومع اقتراب "عيد المساخر" اليهودي، دعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى المشاركة الكثيفة في اقتحام الأقصى في 7 و8/3/2022، وأعلنت أنها ستوفر نقلياتٍ مجانية ودليلًا يرافق المقتحمين، في محاولة لإشراك المزيد من المستوطنين في الاقتحامات. وفي 7/3 بالتزامن مع اليوم الأول من العيد اقتحم الأقصى 128 مستوطنًا، بمشاركة الحاخام المتطرف يهودا غليك، الذي اقتحم المسجد متنكرًا بزي "خاد المعبد"، وارتدى عددٌ من المقتحمين الأزياء الكهنوتية البيضاء المرتبطة بـ"المعبد".
وفي سياق متصل باقتحامات الأقصى، وعلى أثر توصية شرطة الاحتلال بإيقاف اقتحامات الأقصى في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، ففي 6/3 سربت وسائل إعلام عبرية تسجيلات صوتية لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، من اجتماعٍ ضمه مع شرطة الاحتلال، وحسب الموقع فإن بن غفير رفض وقف الاقتحامات في رمضان، واصفًا القرار بأنه "استسلام تام للإرهاب"، ومن المتوقع أن يشهد رمضان تصاعدًا في الأحداث، إذ يتزامن الأسبوع الثالث من رمضان مع "عيد الفصح" العبري، ويشهد الأقصى في هذا العيد جملة من الاعتداءات.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف آلة الاحتلال وأذرعه عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 6/3 هدمت جرافات الاحتلال عددًا من المباني في بلدة العيسوية وحي وادي الجوز. ففي العيسوية هدمت جرافات الاحتلال بحماية أعدادٍ كبيرة من قوات الاحتلال، منشآت سكينة وبركاست، وجرفت أراضٍ زراعية. أما في وادي الجوز هدمت جرافات الاحتلال منزلين بذريعة البناء من دون ترخيص.
ومع اقتراب شهر رمضان، يصعد وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من القرارات في إقرار المزيد من الاعتداءات على الفلسطينيين، ففي سياق تقليل التصعيد بالتزامن مع رمضان، كانت شرطة الاحتلال توقف عمليات الهدم في المناطق الفلسطينية المحتلة، إلا أن بن غفير قرر المضي في هدم منازل المقدسيين خلال رمضان، وتتحضر أذرع الاحتلال لتهجير عددٍ من العائلات الفلسطينية في البلدة القديمة وفي بلدة سلوان وفي حي الشيخ جراح. وعلى الرغم من أن وقف الهدم يأتي في سياق تقليل "التصعيد" الأمني، إلا أن قرارات بن غفير الأخير تسهم في تأجيج الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، خاصة ما تحضر له أذرع الاحتلال في المسجد الأقصى.
المقاومة
تستمر المقاومة في الأراضي الفلسطينية المحتلة في استهداف الاحتلال ومستوطنيه، وبحسب مركز معلومات فلسطين "معطى" شهدت الضفة الغربية والقدس المحتلتين نحو 1177 عملًا مقاومًا في شهر شباط/فبراير 2022، وأدت إلى مقتل 8 مستوطنين، وإصابة 43 آخرين. وبحسب مركز معطى شهد الشهر الماضي 144 عملية إطلاق نار، و4 عمليات طعن، و9 عمليات حرق منشآت وآليات عسكرية.
وتتصاعد تحضيرات مستويات الاحتلال الأمنية لشهر رمضان، وما يمكن أن يحدث خلاله من تصعيد، ففي 1/3 كشفت وسائل إعلام عبرية أن قائد حرس الحدود أمير كوهين قرر تشكيل فرقة للمستعربين في شرطة القدس، وأشارت الصحف العبرية إلى أن الفرقة الجديدة تأتي في "ظل التوترات الأمنية في القدس والضفة الغربية"، على أن يتم تفعيل هذه الوحدة "خلال أحداث العنف في القدس ومحيطها"، وكشفت المصادر العبرية أن عمل الوحدة الجديدة سيشمل المسجد الأقصى المبارك و"الأماكن الحساسة الأخرى". والمستعربون هم عناصر أمنية إسرائيلية، يتخفى أفرادها بالزي المدني الفلسطيني، وينفذون مهام أمنية داخل المناطق الفلسطينية، وخاصة في الضفة الغربية.
قضايا
على أثر إقرار "الكنيست" قانون ترحيل الأسرى الفلسطينيين ممن تلقى مساعدات مالية من السلطة الفلسطينية، بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذ هذا القانون الجائر، ففي 5/3 أفرجت سلطات الاحتلال على الأسير منير الرجبي، الذي أمضى 20 عامًا في سجون الاحتلال، وأبعدته عن مكان سكنه في مدينة حيفا في الداخل الفلسطيني المحتل، إلى مدينة الخليل في الضفة الغربية. ويُعدّ الأسير الرجبي أول أسير تطبق عليه سلطات الاحتلال القانون الجديد الذي صادق عليه "الكنيست" في 28/2/2022.