22 - 28 آذار/مارس 2023
الأربعاء 29 آذار 2023 - 8:36 م 1732 208 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
22 - 28 آذار/مارس 2023
إعداد: علي إبراهيم
قوات الاحتلال تحاول إنهاء الاعتكاف في الأقصى وتمد فترة الاقتحام الصباحية
والمنظمات المتطرفة تدعو أنصارها إلى تقديم "القربان" داخل الأقصى عشية "الفصح" العبري
تستمر اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية بحماية قوات الاحتلال، وشهد اليوم الأول من شهر رمضان اقتحام عشرات المستوطنين للمسجد على أثر دعوة أطلقتها "منظمات المعبد". ومع بداية شهر رمضان بدأ الاعتكاف في رحاب الأقصى، إلا أن قوات الاحتلال اقتحمت المسجد وأخرجت المعتكفين من داخله بالقوة، وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على تمديد فترة الاقتحام الصباحية، وعلى دعوة المنظمات المتطرفة أنصارها لتقديم "القربان" داخل المسجد عشية عيد "الفصح". أما على الصعيد الديموغرافي تعمل بلدية الاحتلال على مشروع استيطاني جديد يفصل الشطر الشرقي من القدس المحتلة عن بيت لحم. وفي التفاعل مع القدس، تسلط القراءة الأسبوعية الضوء على بيانين رسميين، الأول للخارجية الروسية حول الاعتداء على الكنائس في القدس المحتلة، والثاني للخارجية الباكستانية حول اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه يومية للمسجد الأقصى، ففي 22/3 اقتحم الأقصى 243 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، أدوا طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 23/3 وتزامنًا مع اليوم الأول من شهر رمضان اقتحم الأقصى 294 مستوطنًا، على أثر دعوات أطلقتها "منظمات المعبد". وفي 26/3 اقتحم الأقصى 82 مستوطنًا واستبقت قوات الاحتلال الاقتحام بمحاولة إفراغ ساحات الأقصى من المرابطين، الذي واجهوا المقتحمين بالتكبير. وفي 27/3 اقتحم الأقصى 98 مستوطنًا، نفذوا جولاتٍ في ساحات المسجد بحماية قوات الاحتلال. وفي 28/3 اقتحم الأقصى 85 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهوديّة علنية في الساحات الشرقية من الأقصى.
ومع بداية شهر رمضان بدأ عشرات الفلسطينيين بالاعتكاف في المسجد الأقصى، إلا أن قوات الاحتلال عملت على إنهاء الاعتكاف، ففي 26/3 اقتحمت قوات الاحتلال الأقصى، واعتدت على المعتكفين داخل المصلى القبلي، وأخرجتهم من المسجد بالقوة، وكشفت مصادر مقدسية، إلى أن قوات الاحتلال كانت تمنع المصلين الذين يخرجون من الأقصى من العودة إليه.
وفي سياق تصعيد الاعتداء على الأقصى مع اقتراب "عيد الفصح"، تتابع "منظمات المعبد" تحضيراتها، ففي 22/3 نشرت المنظمات المتطرفة إعلاناتٍ باللغة العربية في البلدة القديمة، تضمنت طلب أماكن لمبيت الماعز داخل البلدة، في إشارة إلى تهيئة أماكن للقرابين الحيوانية مع اقتراب العيد العبري، وتضمنت الإعلان تقديم مبالغ مالية للمقدسيين مقابل هذه الأماكن. ومع بداية شهر رمضان، أعلنت المنظمات المتطرفة أنها استطاعت تمديد ساعات اقتحام الأقصى ساعة واحدة، على أثر إلغاء فترة الاقتحام المسائية (بعد الظهر) في شهر رمضان، على أن تبدأ فترة الاقتحام من الساعة 7 صباحًا، وتنتهي الساعة 11:45 ظهرًا، ويأتي هذا التطور في سياق التفاهمات التي عقدتها "منظمات المعبد" مع شرطة الاحتلال ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
ومع اقتراب "عيد الفصح"، تستمر المنظمات المتطرفة بحشد أنصارها، ففي 28/3 نشرت "منظمات المعبد" إعلانًا تدعو فيه جمهورها إلى التجمع أمام أبواب الأقصى عشية "عيد الفصح" في 5/4/2023، وإحضار "القرابين" حية لذبحها داخل الأقصى، وحدد الإعلان الساعة 10:30 ليلًا للتجمع، وأشار إعلان المنظمات إلى أنها حالة "طوارئ"، وأكدت لجمهورها بأن عليهم ألا يفوتوا "قربان الفصح في المعبد".
ولا تقف محاولات الاحتلال عند الاعتداء على الأقصى، بل تستمر في تهويد محيطه، ففي 22/3 كشفت مصادر فلسطينية أن بلدية الاحتلال و"صندوق إرث المبكى" يشرفان على إقامة مقهى ومطل تهويدي فوق المدرسة التنكزية وحائط البراق، في سياق زرع المزيد من المباني التهويدية في محيط الأقصى. ويهدف المشروع إلى إبقاء المستوطنين أطول فترة ممكنة، إذ سيظل المقهى يعمل على مدار الساعة.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن إقرار المشاريع الاستيطانية، ففي 23/3 كشفت وسائل إعلام عبرية عن مخطط جديد لإقامة 1200 وحدة استيطانية جديدة، ويهدف المخطط الجديد لمنع التواصل الجغرافي ما بين الشطر الشرقي للقدس المحتلة وبيت لحم، وكشفت المصادر العبرية بأن المشروع في طور التخطيط، على أن تنتقل البلدية إلى طرح العطاءات عن قريب. أما على صعيد الهدم، ففي 28/3 أزالت قوات الاحتلال ثلاث غرف زراعية في قرية السواحرة شمال شرق القدس المحتلة بذريعة البناء من دون ترخيص.
التفاعل مع القدس
في 25/3 طالبت وزارة الخارجية الروسية بمحاكمة المسؤولين عن الهجوم على كنيسة قبر "العذراء مريم" "الجثمانية" في القدس المحتلة، وقالت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة بأنه يجب على السلطات الإسرائيلية أن "تتخذ إجراءات شاملة لمحاكمة المسؤولين عن الهجوم"، وأضافت المتحدثة بأن هناك تصاعدًا في استهداف المسيحيين وكنائسهم في القدس المحتلة.
وفي سياق الردود الدولية، ففي 28/3 أدانت باكستان بشدة اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك وطرد المصلين، وانتهاك حرمة المسجد، وصرحت وزارة الخارجية الباكستانية بأن هذه الاعتداءات لا تشكل انتهاكًا خطيرًا للحق في حرية الدين أو المعتقد للشعب الفلسطيني فقط، ولكنها أيضًا إهانة للمشاعر الدينية لأكثر من 1.5 مليار مسلم حول العالم.