29 تموز/يوليو - 04 آب/ اغسطس 2015


تاريخ الإضافة الأربعاء 5 آب 2015 - 1:26 م    عدد الزيارات 19102    التحميلات 1311    القسم القراءة الأسبوعية

        


 قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات

29 تموز/يوليو - 04 آب/ اغسطس  2015

 

أطفال الأقصى وحراسه جميعهم مطلوب للاحتلال


يحاول الاحتلال تكثيف وجوده في المسجد الأقصى فيصعد من اقتحاماته للأقصى ويكثف من إجراءاته الأمنية على أبوابه، ويستهدف كل من يعرقل هذه الاقتحامات من حراس المسجد وحتى الأطفال فيه، كما يعمل على المحافظة على وتيرة الاستيطان داخل القدس وخارجها في نسق متسق مع أعمال الهدم والمصادرة التي تمارسها أذرع الاحتلال الاستيطانية.

 

 

التهويد الديني:
لا يتوقف الاحتلال عن استهداف المسجد الأقصى والمرابطين في جنباته، وأمام تكثيف الاقتحامات وزيادة حدتها يرفع الاحتلال من استهدافه لحراس الأقصى عبر الاعتقال والإبعاد. وخلال الأسبوع المنصرم برزت أنباء عن فصل الأوقاف الأردنية لعدد من حراس المسجد الأقصى بلغ عددهم ثلاثة وأن القائمة ستطال ثلاثين حارسًا ممن يواجهون الاقتحامات ويعرقلون وجود المستوطنين في باحات الأقصى، وكان الرد الأردني بأن سبب الفصل هو ضعف الأداء وأن الحراس ما زالوا في مرحلة التجربة، والمفارقة أن أحد المفصولين كان أسيرًا معتقل في سجون الاحتلال والاثنين الآخرين أبعدهم الاحتلال قبل استلام مهامهم الوظيفية، ويشير مراقبون بأـن قرارات الأوقاف الأردنية يحيطها الكثير من اللبس أمام تفاقم الخطر الذي يتعرض له المسجد الأقصى، إلى جانب ما يقوم به الاحتلال من إبعاد واعتقال حراس المسجد الذين لهم اليد الطولى في الكشف عن تسلل عدد من المستوطنين للمسجد لاقتحامه وتدنيسه.


أمام هذه الصورة التي تجسد تعامل الاحتلال مع حراس المسجد الأقصى تظهر أولوية للاحتلال بحماية وتسهيل الاقتحامات بأي شكل كان، حتى وصل لمنع الأطفال من دخول المسجد الأقصى لمشاركتهم في عرقلة حركة المقتحمين، فقد ادعت القناة العبرية العاشرة في تقرير لها بأن القائمين على المخيمات الصيفية في الأقصى يحرضون على الكراهية ويقومون بتلقين الأطفال وحضهم على مهاجمة المقتحمين، وقامت شرطة الاحتلال بعرقلة دخول 600 طفل يومي الأربعاء والخميس للمسجد الأقصى ولكن احتشاد الأطفال وإصرارهم على الدخول كسر قيد شرطة الاحتلال بعد بعض الوقت، وقد وضع القائمون على المخيمات الصيفية هذه الاجراءات في سياق تفريغ المسجد الأقصى من رواده وعدم ربط الناشئة في القدس بمسجدهم بمقابل غض الاحتلال الطرف عن كثير من الفساد الذي يطال هذه الفئات العمرية.


منع الاحتلال يوم الأحد النساء ممّن تقل أعمارهن عن 30 عامًا من دخول المسجد الأقصى، فيما منعت الرجال دون الـ50 أيضًا، وشهد يوم الأحد 2/8 اقتحام رئيس جهاز الشاباك "يورام كوهين" للمسجد الأقصى برفقة عدد من المستوطنين بحماية من قوات عسكرية كاملة التجهيز كما منعت المرابطين من الاقتراب عبر وضع حواجز حديدية، وقد شهد يوم الثلاثاء 4/8 محاولة أجد المتطرفين رفع العلم الصهيوني في صحن قبة الصخرة ومحاولة الاعتداء على المرابطين، وبعد منعه من حراس المسجد تدخلت قوات الاحتلال واعتدت على المصلين وعلى موظفي الأوقاف بعنف شديد واعتقلت خمسة من حراس الأقصى.

 

 

التهويد الديمغرافي:
أصبح الاستيطان هدفًا رئيسًا لحكومات الاحتلال المتعاقبة، وقد تصاعدت العطاءات الاستيطانية وقرارات البناء بشكل كبير منذ تشكيل الحكومة الحالية، وقد كان آخرها القرار الصادر عن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ببناء 800 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس والضفة الغربية المحتلتين، وقد كشف موقع "0404" العبري تقسيم هذه الوحدات حيث بلغ نصيب المدينة المحتلة منها 500 وحدة سكنية تتوزع على المستوطنات في القدس، وقد أشاد وزير التربية والتعليم المتطرف نفتالي بينيت بهذا القرار واصفًا إياه بأنه رد على هدم بنايتين للمستوطنين في رام الله بأمر من المحكمة العليا الاسرائيلية. وقد لاقى القرار استهجانًا دوليًا من وزارة الخارجية الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة وقد وصفوا القرار بأنه يعرقل عملية السلام.


وفي سياق متصل هدمت جرافات الإدارة المدنية صباح الأربعاء 29/7 قاعة للأفراح في منطقة "واد الدم"، كما هدمت الجرافات بركسًا يضم مطبعة الرسالة تبلغ مساحتهما 500 متر مربع، وأمهلت أصحابها ساعة فقط لإخراج المحتويات، كما قام موظفو الإدارة المدنية باقتحام منطقة العيزرية برفقة قوات من الجيش وسلمت 7 عائلات إخطارات للهدم وحددت حتى 18/8 لتقديم طلبات الاعتراض، وقام الموظفون بتصوير 9 منازل أخرى واقعة تحت الهدم، ويعيش في هذه المنطقة حوالي 50 عائلة بدوية وهو ما يوضع ضمن سياق تفريغ هذه المناطق من سكانها البدو وتحويل هذه الأراضي لبؤر استيطانية.


وفي سبيل تطوير المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال كشفت صحيفة "معاريف" أن الشركة الاستيطانية لتطوير وترميم 'الحي اليهودي' في البلدة القديمة أعدت خطة لبناء فندق وموقف للسيارات ومصعد يربط حائط البراق والحي اليهودي وقال مدير الشركة الاستيطانية "ايتاي بتسلئيل" أنه سيتم بناء موقف للسيارات تحت الأرض يسع 600 سيارة وبناء 150 غرفة فندقية، ومحلات تجارية وقد أعلن عدد من الوزراء في حكومة الاحتلال مباركتهم هذه الخطة واستعدادهم لتأمين الميزانيات اللازمة.

 

 

التفاعل مع القدس:
أمام ما شهده المسجد الأقصى خلال الأسبوعين الماضيين، كانت هناك زيادة في التفاعل الشعبي والرسمي مع ما يحدث في المدينة عامة والأقصى بشكل أخص. فقد دعا كل من رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، ورئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثذوكس المطران عطا الله حنا الأمة العربية إلى أن تلتفت إلى مدينة القدس الأقصى واعتبار التعدي على المقدسات الإسلامية هو تعد على كل الشعب الفلسطيني كما أنه تعدٍ على المقدسات المسيحية.

وطالب الشيخ العلامة يوسف القرضاوي رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، في رسالته التي وجهها إلى الحركات والأحزاب والرموز الإسلامية بتعبئة جماهير الأمة، وحثّها على التحرك وتنظيم مسيرات غضب نصرة للأقصى وسيّد المسرى عليه الصلاة والتسليم، داعيًا علماء الأمة ودعاتها إلى ضرورة التحرك وتخصيص يوم الجمعة في 31/7/2015 ليكون الأقصى محور الخطب في المساجد، ومحور التحركات الجماهيرية.


كما دانت وزارة الخارجية التركية الاعتداءات على المسجد الأقصى معبرة بأنه "على الدولة العبرية أن تضع حداً على الفور لممارساتها غير القانونية ضد الحرم القدسي الشريف، والتي تسبب رد فعل مبرر للعالم الإسلامي وتصعيد التوتر في المنطقة". وفي بيان لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل دعا خلاله إلى الرد على الاعتداءات المتكررة على القدس والمسجد الأقصى المبارك من خلال تصعيد المقاومة ضد الاحتلال وقطعان مستوطنيه، داعيًا جماهير الأمة إلى المزيد من الجهود والفعاليات في مختلف المجالات انتصارًا للمسجد الأقصى ولدماء الشهداء.


واستجابةً لجمعة الغضب نصرة للمسجد الأقصى اشتعلت عشرات نقاط المواجهة مع الاحتلال في القدس والضفة الغربية، أصيب خلالها عدد من الشبان برصاص الاحتلال، بالإضافة إلى إصابة جنديين إسرائيليين، وخرجت مسيرات جماهيرية في مختلف المدن الفلسطينية وفي عدد من المدن العربية والإسلامية والعالمية.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »