10 - 16 أيار/مايو 2023
الأربعاء 17 أيار 2023 - 4:14 م 1497 169 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
10 - 16 أيار/مايو 2023
إعداد: علي إبراهيم
يوم "توحيد القدس" محطة للتصعيد في القدس والأقصى
ودعوات لمواجهة "مسيرة الأعلام" برفع العلم الفلسطيني على كل شرفة ومكان
تستمر اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية بحماية قوات الاحتلال. وتصعد أذرع الاحتلال من استعداداتها للاعتداء على القدس والأقصى بالتزامن مع يوم "توحيد القدس"، فقد أعلنت "منظمات المعبد" حشدها لاقتحام الأقصى، وأنها تسعى إلى إشراك نحو 5 آلاف مستوطن في الاقتحام، فيما تقدمت واحدة من المنظمات المتطرفة بطلبٍ رسمي لإشراك جزء من المشاركين في "مسيرة الأعلام" التهويدية في اقتحام الأقصى، على أن يشارك فيه 7500 مستوطن، بالتزامن مع المسيرة مساء اليوم نفسه. أما على صعيد "مسيرة الأعلام" فقد أعلن عددٌ من وزراء الاحتلال نيتهم المشاركة في المسيرة، فيما تحشد أذرع الاحتلال الأمنية عناصرها لتأمين مسار المسيرة، فيما تتلاحق تصريحات قادة الاحتلال بأن المسيرة ستتم في موعدها وضمن مسارها. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال هدمها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. وعلى صعيد التفاعل تسلط القراءة الأسبوعية الضوء على نداء مؤسسة القدس الدولية لمواجهة ما تتحضر له أذرع الاحتلال في "يوم توحيد القدس".
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك بشكلٍ شبه يومي، ففي 11/5 اقتحم الأقصى 206 مستوطنين، أدى عددٌ منهم صلواتٍ يهودية علنية في باحات المسجد الشرقية. وفي 12/5 اقتحم الأقصى 170 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي. وفي 14/5 اقتحم الأقصى 187 مستوطنًا، بمشاركة الحاخام المتطرف يهودا غليك، الذي قدم للمقتحمين شروحات تلمودية عن "المعبد"، وشهد الاقتحام أداء أعدادٍ كبيرة من المستوطنين صلواتٍ يهودية علنية قرب مصلى باب الرحمة. وفي 15/5 اقتحم الأقصى 149 مستوطنًا، تجولوا في ساحات المسجد بشكلٍ استفزازي. وفي 16/5 اقتحم الأقصى 310 مستوطنين، وأدى عددٌ من المقتحمين صلواتٍ يهودية في ساحات الأقصى الشرقية بحماية قوات الاحتلال، التي انتشرت في المسجد بشكلٍ كثيف.
ومع اقتراب ذكرى "توحيد القدس" تتلاحق استعدادات أذرع الاحتلال لاقتحام الأقصى في 18/5/2023، فقد كشفت مصادر مقدسية بأن منظمة "العودة إلى جبل المعبد" قدمت طلبًا إلى سلطات الاحتلال لإدخال "مسيرة الأعلام" إلى داخل المسجد الأقصى، على أن يشارك في هذا الاقتحام نحو 7500 مستوطن، علمًا أن موعد المسيرة ما بين الساعة الرابعة والسادسة عصرًا، ما يعني أن المنظمات المتطرفة تحاول أن تقتحم الأقصى مرتين في هذا اليوم، الأولى في صباح 18/5 أما الثاني سيكون مساء بالتزامن مع المسيرة، في حال وافقت سلطات الاحتلال على هذا الطلب. وفي سياق متصل بالاقتحام الصباحي، تحشد "منظمات المعبد" أنصارها لتنظيم اقتحام حاشدٍ، فقد أعلنت أنها تهدف لأن يصل عدد المقتحمين إلى 5 آلاف، ونشرت صورًا لمستوطنين في داخل الأقصى يحملون رقم 5 آلاف، إضافةً إلى إعلانات نشرتها في مسار القطار الخفيف في القدس المحتلة وفي مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وتضع المنظمات المتطرفة أهدافًا لاقتحاماتها في محاولة لرفع أعداد المشاركين فيها.
وفي سياق متصل بالتصعيد في ذكرى "توحيد القدس"، بدأت أذرع الاحتلال ومسؤولوه الاستعداد لتنظيم "مسيرة الأعلام"، والتشديد المستمر على أنها ستتم في موعدها، وعلى غرار اقتحام الأقصى، أعلنت أذرع الاحتلال أنها ستنظم مسيرة الأعلام في 18/5/2023 ما بين الساعة الرابعة والسادسة عصرًا، أي في اليوم السابق للذكرى التي ستقع في 19/5/2023، ويأتي هذا التراجع لأن يوم الذكرى يتزامن مع يوم الجمعة، الذي يشهد وجودًا إسلاميًا كثيفًا في البلدة القديمة وفي الأقصى. وعلى أثر إقرار موعد المسيرة، أعلن عدد من وزراء الاحتلال المشاركة فيها من بينهم وزير الأمن القومي بن غفير، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إضافةً إلى يتسحاق فاسرلاف وزير النقب والجليل، وبالتزامن مع هذه المشاركة، أطلقت شرطة الاحتلال استعداداتها لتأمين المسيرة، ومن أبرز هذه التحضيرات حشد مئات من عناصر شرطة الاحتلال.
وحول مسار المسيرة لهذا العام، أعلن نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس أريه كينج، عن 3 مساراتٍ جديدة لمسيرة الأعلام، وهي طريق جبل المشارف خروجًا من مستوطنة "بيت أوروت" في قرية الطور، وطريق جبل الزيتون خروجًا من مستوطنة "هار هزيتيم" في حي رأس العمود، إضافةً إلى تنظيم لقاءات مباشرة مع جنود الاحتلال الذين شاركوا في احتلال الشطر الشرقي للقدس في عام 67، على أن تكون اللقاءات في أكثر من نقطة في المدينة المحتلة.
وفي مقابل استعدادات الاحتلال أطلق نشطاء فلسطينيون دعواتٍ لإحياء الفجر العظيم في الأقصى فجر الخميس في 18/5/2023، لمواجهة اقتحامات الأقصى في ذكرى "توحيد القدس"، وأطلقت العديد من الجهات الفلسطينية نداءات لمواجهة مخططات الاحتلال في هذا اليوم.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 10/5 هدمت جرافات الاحتلال عددًا من المنشآت في مناطق مختلفة من المدينة المحتلة، ففي بلدة جبل الكبر هدمت جرافات الاحتلال شقتين سكنيتين، يقطن فيهما 10 أفراد معظمهم من الأطفال. وفي حي وادي قدوم في بلدة سلوان هدمت جرافات الاحتلال محلين تجاريين. وفي 14/5 أجبرت بلدية الاحتلال مقدسية على هدم منزل نجلها في جبل المكبر، واضطر العائلة على هدم المنزل ذاتيًا تجنبًا للغرامات الباهظة.
التفاعل مع القدس
في 16/5 أطلقت مؤسسة القدس الدولية نداء مفتوحًا إلى المؤسسات والقوى وشعوب الأمة للتحرّك وتنفيذ فعاليات مناهضة لمواجهة ما تتحضر له أذرع الاحتلال في "يوم توحيد القدس"، مشددة على ضرورة أن نكون جميعًا على قدر أمانة الدفاع عن قدسنا وأقصانا، وعلى قدر التضحيات التي يقدمها أهلنا في فلسطين الذين يخوضون المعركة تلو المعركة ثأرًا للأحرار، وفي المقدمة حرية القدس. ودعت المؤسسة إلى تنفيذ فعاليات مناهضة لـ "مسيرة الأعلام" التهويديّة، وتحديدًا فعاليات رفع علم فلسطين في كلّ التجمعات والأمكنة المتاحة، لتسجيل انتصار على الاحتلال في هذه المعركة عبر رفع العلم الفلسطيني بكثافة، وتصدير مشاهد رفعه في كلّ المساحات الإعلامية، والتشويش على الاحتلال في المشهد الاستعراضي التهويدي الذي يريد إبرازه للعالم.
وفي اليوم نفسه دعا الحراك الشبابي الشعبي في مدينة القدس المحتلة، لتحويل يومي الخميس والجمعة القادمين، إلى يومين للعلَم الفلسطيني، ودعا البيان الفلسطينيين في فلسطين والشتات إلى رفع العلم الفلسطيني في كل ساحة وعند كل نقطة حدود يستطيعون الوصول إليها.