06 - 12 آذار/مارس 2024
الأربعاء 13 آذار 2024 - 2:56 م 840 89 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية
06 - 12 آذار/مارس 2024
إعداد : علي إبراعيم
الاحتلال يشدد قيوده على الأقصى في شهر رمضان
وأذرعه ترد على عمليات المقاومة النوعية بالبناء الاستيطاني
استمرت في أسبوع الرصد الإجراءات المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال أمام أبواب المسجد الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة، فيما تفتح المجال أمام المستوطنين لاقتحام المسجد بشكلٍ شبه يوميّ. وشهد أسبوع الرصد اعتداء عددٍ من المستوطنين على مقبرة الرحمة، وتحطيم عددٍ من شواهد القبور، ومع حلول شهر رمضان شددت قوات الاحتلال قيودها أمام أبواب المسجد، وفي أزقة البلدة القديمة، وعلى الرغم من هذه القيود فقد بلغ عدد المصلين في الليلة الثالثة من ليالي رمضان إلى نحو 45 ألفًا.
أما على الصعيد الديموغرافي وافق "مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية الإسرائيلية" على مخطط بناء نحو 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة في عدد المستوطنات جنوب القدس وشرقها. وأعلنت شرطة الاحتلال أنها اعتقلت 1209 فلسطينيين، بذريعة "الدخول والإقامة بشكل غير قانوني في القدس"، منذ بداية العام الجاري. وفي قطاع غزة تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهداف المدنيين، وقد أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 31272 شهيدًا، وإصابة أكثر من 73 ألفا آخرين، وكشفت الوزارة بأن الاحتلال ارتكب في 24 ساعة الأخيرة 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أدت إلى ارتقاء 88 شهيدًا، إضافةً إلى 135 جريحًا، وبحسب الوزارة فقد ارتفعت حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف في قطاع غزة إلى 28 شهيدًا، جلهم من الأطفال وكبار السن.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
بالتوازي مع استمرار العدوان على قطاع غزة، تصعد أذرع الاحتلال من حصارها على المسجد الأقصى المبارك، وتفرض القيود المشددة أمام وصول المصلين إلى المسجد، إذ تنتشر قوات الاحتلال أمام أبواب المسجد وفي أزقة البلدة القديمة، ولا تسمح عناصر الاحتلال الأمنية إلا لكبار السن القاطنين في البلدة القديمة من الوصول إلى الأقصى، وبالتزامن مع استمرار فرض هذه القيود، تحمي قوات الاحتلال مقتحمي المسجد الأقصى. ففي 6/3 اقتحم الأقصى 219 مستوطنًا، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، وأدوا طقوسًا علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 7/3 اقتحم الأقصى 205 مستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي، وأدوا طقوسًا يهوديّة علنية قرب مصلى باب الرحمة.
وتتابع قوات الاحتلال حصارها للأقصى في يوم الجمعة، فللأسبوع الـ 22 على التوالي تمنع قوات الاحتلال الشبان من أداء صلاة الجمعة في الأقصى، وتعرقل عناصره الأمنية وصول المصلين من أحياء القدس المختلفة وبلداتها إلى المسجد، ومع اقتراب شهر رمضان، كثّفت سلطات الاحتلال من وضع المتاريس الحديديّة، والحواجز لعرقلة حركة المصلين، ومنعت مئات الفلسطينيين من الدخول إلى الأقصى، ولاحقت الشبان في أزقة البلدة القديمة، وعلى أثر تصاعد القيود أدى نحو 15 ألف مصلٍ صلاة الجمعة في المسجد.
واستمرت اقتحامات الأقصى في أسبوع الرصد، ففي 10/3 اقتحم الأقصى 288 مستوطنًا، على أثر دعوة "منظمات المعبد" أنصارها للمشاركة في اقتحام الأقصى عشية "الشهر العبري"، وأدى المقتحمون صلوات يهودية علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 11/3 اقتحم الأقصى 275 مستوطنًا، أدوا طقوسًا علنية في ساحات الأقصى الشرقية، وفي هذا اليوم أبعدت سلطات الاحتلال حارس الأقصى خليل الترهوني، على أثر اعتقاله مساء أمس من طريق الواد بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة. وفي 12/3 اقتحم الأقصى 91 مستوطنًا، تجولوا في ساحات المسجد بشكلٍ استفزازي.
ومع بداية شهر رمضان المبارك، صعدت قوات الاحتلال من إجراءاتها الأمنية في أزقة البلدة القديمة، وأمام أبواب المسجد الأقصى، فقد منعت المصلين من الدخول إلى المسجد لأداء صلاة العشاء من باب القطانين. وفي الليلة الثانية من ليالي رمضان في 11/3 أدى نحو 35 ألف مصلٍ صلاتي العشاء والتراويح في الأقصى، وأدى عشرات الفلسطينيين صلاتهم في الطرق المحيطة بالمسجد. وفي 12/3 ارتفع عدد المصلين في الأقصى إلى نحو 45 ألف مصلٍ، على الرغم من إجراءات الاحتلال المشددة وعرقلة دخول أعداد كبيرة من المصلين.
وشهد أسبوع الرصد اعتداءً جديدًا بحق مقبرة باب الرحمة، ففي 9/3 اقتحم المقبرة نحو 40 مستوطنًا، وتجولوا في أرجائها بشكلٍ استفزازي، وداسوا على القبور، وحطموا عددًا من شواهد القبور، وبحسب مصادر مقدسية فقد حطم المستوطنون 5 مقابر لعائلات "العباسي، الأعور، وعودة"، ويأتي هذا الاعتداء بعد مدة من تدنيس المقبرة، ووضع رأس حمار على سور المقبرة.
التهويد الديموغرافي
تصعد سلطات الاحتلال من إقرار المشاريع الاستيطانية، ففي 7/3 وافق "مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية الإسرائيلية" على مخطط بناء نحو 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة في عدد المستوطنات جنوب القدس وشرقها، وبحسب المخطط سيتم بناء 2052 وحدة استيطانية في مستوطنة "معاليه أدوميم"، و604 وحدات استيطانية في مستوطنة "إفرات"، الواقعة بين بيت لحم والخليل جنوب القدس المحتلة، و330 وحدة في مستوطنة "كيدار" المقامة على أراضي بلدة السواحرة. وأشارت مصادر عبرية بأن المخطط الاستيطاني الجديد ردٌ من قبل الاحتلال على العملية النوعية عند حاجز الزعيم قبل شهر.
ولا تتوقف أذرع الاحتلال عن استهداف الفلسطينيين في القدس المحتلة، ففي اليوم الأول من شهر رمضان في 11/3، أعلنت شرطة الاحتلال أنها اعتقلت 1209 فلسطينيين، بذريعة "الدخول والإقامة بشكل غير قانوني في القدس"، منذ بداية العام الجاري، إضافةً إلى اعتقال نحو 433 فلسطينيًا آخرين بذريعة نقلهم وتوفير المبيت وتشغيلهم.
وفي سياقٍ متصل من استهداف الفلسطينيين، شهد أسبوع الرصد جرائم قتل بحق الشبان الفلسطينيين في القدس المحتلة، ففي 12/3 قتلت قوات الاحتلال الفتى حمدان الحلحولي (15 عامًا) بالقرب من حاجز مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، وأظهرت مقاطع مصورة أن الفتى كان يرشق الحاجز بالفرقعات، ولم يكن هناك أي تماس مباشر مع جنود الاحتلال، ولا يشكل أي خطرٍ عليهم، ونعت مساجد مخيم شعفاط الشهيد، وأعلنت الإضراب الشامل والحداد في المخيم.
وبعد أقل من ساعة من ارتقاء الطفل، أطلق الاحتلال النار على مركبة فلسطينية قرب حاجز قرية الجيب شمال غربي القدس المحتلة، ما أدى إلى ارتقاء الشابين المقدسيين زيد خلايفة (23عامًا)، وعبد الله عساف (16عامًا)، وإصابة 3 آخرين. وبحسب مصادر مقدسية فقد بلغ عدد الشـهداء في القدس وضواحيها منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 14 شهيدًا.
العدوان على غزة
تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهدافها للمدنيين، فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة في 13/3 عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 31272 شهيدًا، وإصابة أكثر من 73 ألفا آخرين، وبحسب الوزارة فإن غالبية الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء، وكشفت الوزارة بأن الاحتلال ارتكب في 24 ساعة الأخيرة 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أدت إلى ارتقاء 88 شهيدًا، إضافةً إلى 135 جريحًا.
ومع بداية شهر رمضان تستمر معاناة الفلسطينيين في القطاع بالتفاقم، نتيجة شح المساعدات التي تدخل إلى القطاع، ما أدى إلى اشتداد المجاعة في القطاع وخاصة في الشمال، وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة فقد ارتفعت حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف في قطاع غزة إلى 28 شهيدًا، جلهم من الأطفال وكبار السن.