13 - 19 آذار/مارس 2024
الأربعاء 20 آذار 2024 - 2:14 م 958 99 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية
13 - 19 آذار/مارس 2024
إعداد: علي إبراهيم
الأقصى ما بين اقتحامات المستوطنين والقيود أمام أبوابه
والأراضي المحتلة تشهد عددًا من العمليات الفردية النوعية
استمرت في أسبوع الرصد الإجراءات المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال أمام أبواب المسجد الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة، فيما تفتح المجال أمام المستوطنين لاقتحام المسجد بشكلٍ شبه يوميّ. وشهد أسبوع الرصد نصب قوات الاحتلال أقفاصًا معدنية لحماية جنودها أمام عددٍ من أبواب المسجد الأقصى، بالتزامن مع استمرار القيود المشددة أمام أبواب المسجد الأقصى في أيام رمضان. أما على الصعيد استولت أذرع الاحتلال على أرضٍ جديدة في القدس المحتلة، وأعلن نادي الأسير عن اعتقال نحو 7670 فلسطينيًا منذ انطلاق العدوان على غزة في 7/10/2023. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على عددٍ من العمليات النوعية التي شهدها أسبوع الرصد في الأراضي المحتلة. وفي قطاع غزة تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهداف المدنيين، وقد أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 31923 شهيدًا، وإصابة أكثر من 74 ألفًا آخرين، وكشفت الوزارة بأن الاحتلال ارتكب في 24 ساعة الأخيرة 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أدت إلى ارتقاء 104 شهداء، إضافةً إلى 162 جريحًا.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
بالتوازي مع استمرار العدوان على قطاع غزة، تصعد أذرع الاحتلال من حصارها على المسجد الأقصى المبارك، وتفرض القيود المشددة أمام وصول المصلين إلى المسجد، إذ تنتشر قوات الاحتلال أمام أبواب المسجد وفي أزقة البلدة القديمة، ولا تسمح عناصر الاحتلال الأمنية إلا لكبار السن القاطنين في البلدة القديمة من الوصول إلى الأقصى، وبالتزامن مع استمرار فرض هذه القيود، تحمي قوات الاحتلال مقتحمي المسجد الأقصى. ففي 13/3 اقتحم الأقصى 122 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهودية علنية في ساحات الأقصى الشرقية، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، وبلغ عدد المصلين في صلاتي العشاء والتراويح نحو 40 ألف مصلٍ. وفي 14/3 اقتحم الأقصى 100 مستوطن، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي، وبحسب دائرة الأوقاف فقد أدى صلاتي العشاء والتراويح نحو 70 ألف مصلٍ. وشهد هذا اليوم نصب شرطة الاحتلال أقفاص حديديّة متنقلة عند أبواب الأقصى: الملك فيصل، والغوانمة، والحديد شمال المسجد الأقصى. وبحسب مصادر مقدسية فإن هذه الأقفاص تهدف إلى حماية عناصر الشرطة والجيش المتمركزين عند أبواب المسجد، وأشار نشطاء في القدس المحتلة إلى ضرورة إزالة هذه الأقفاص، لألا يقوم الاحتلال بنصب المزيد منها أمام أبواب المسجد الأخرى.
وتتابع قوات الاحتلال حصارها للأقصى في يوم الجمعة، فللأسبوع الـ 23 على التوالي تفرض قوات قيودًا مختلفة أمام أبواب الأقصى، وفي أزقة البلدة القديمة، لتعرقل وصول المصلين من أحياء القدس المختلفة وبلداتها إلى الأقصى، ففي الجمعة الأولى من شهر رمضان، أدى نحو 80 ألف مصلٍ صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وهو رقم المصلين الأعلى منذ بداية العدوان على غزة في 7/10/2023، وإلى جانب منع مئات المصلين من الدخول إلى المسجد، منعت قوات الاحتلال دخول طواقم الطبية إلى المسجد، واعتدت عليهم بالدفع والاحتجاز، وبحسب بيان للهلال الأحمر فقد أعلن أن الاحتلال منع طواقم الإسعاف من الدخول إلى باحات المسجد الأقصى، لتقديم خدماتهم الإنسانية والإسعافية للمصلين، وكشف بأن قوات الاحتلال منعت سابقًا طواقم الإسعاف من إدخال معداتها وتجهيز نقاطها الطبية كما جرت العادة في كل عام خلال شهر رمضان.
واستمرت اقتحامات الأقصى في أسبوع الرصد، ففي 17/3 اقتحم الأقصى 120 مستوطنًا، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، وشهد هذا اليوم مطالبة وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير حكومته بالتراجع عن منع الاقتحامات في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان. وفي 18/3 اقتحم الأقصى 116 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 19/3 اقتحم الأقصى 54 مستوطنًا، تجولوا في باحات الأقصى بحماية عناصر الاحتلال الأمنية.
ومنذ بداية شهر رمضان المبارك أُطلق عدد من حملات شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، في الضفة الغربية وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، ففي 13/3 أطلقت الحركة الطلابية في جامعات الضفة الغربية حملة "طلاب من أجل الأقصى"، لنصرة المسجد وشد الرجال إليه والاعتكاف في جنباته، والتصدي للمستوطنين ومخططاتهم. وفي 16/3 انطلقت حملة "مسير الأقصى 3"، عبر إطلاق الحافلات من الضفة الغربية إلى المسجد الأقصى، وإلى جانب الضفة تشهد القرى الفلسطيني في الداخل الفلسطيني المحتل مشاركة كثيفة في شد الرحال إلى الأقصى، وتنطلق الحافلات بشكلٍ شبه يومي لأداء العشاء والتراويح في الأقصى.
التهويد الديموغرافي
تصعد سلطات الاحتلال من الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في المدينة المحتلة، ففي 19/3 أصدرت المحكمة العليا قرارًا يعطي الضوء الأخضر لمصادرة أرض فلسطينية تضم 3 منازل جنوب مدينة القدس، على أثر رفض الاستئناف الذي قدمه أصحاب الأرض، ويقضي قرار المحكمة بالاستيلاء على الأرض التي تبلغ مساحتها أكثر من 14 دونمًا، والمنازل القائمة عليها، ما يؤدي إلى تشريد 30 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال. وبحسب مصادر فلسطينية تسعى سلطات الاحتلال إلى شرق طريق استيطانيّ، وإقامة مجمعين استيطانيين وربطهما بمستوطنة "جيلو".
وفي سياق آخر، تصعد أذرع الاحتلال من اعتقال الفلسطينيين، وبحسب نادي الأسير فقد بلغ عدد حالات الاعتقال من 7/10/2023 إلى 19/3/2024 نحو 7670، وتشمل هذه الحصيلة من اعتقلوا من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا إلى تسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.
المقاومة في القدس
تستمر المقاومة الفلسطينية في الأراضي المحتلة، وقد شهد أسبوع الرصد عددًا من العمليات النوعية، وهي:
- في 13/3 أصيب جنديان إسرائيليان، في عملية طعن عند حاجز النفق، جنوب القدس المحتلة، نفذها الشاب مصطفى الوهادنة (17 عامًا) من بلدة الولجة، جنوب غرب القدس، وقد وصل الشهيد إلى الحاجز على دراجة كهربائية، ونفذ العملية.
- في 16/3 نفذ الشيخ محمود يوسف نوفل (42 عامًا) عملية إطلاق نار من مقبرة "الكرنتينا" باتجاه جنود الاحتلال في شارع الشهداء بالبلدة القديمة في الخليل، وارتقى المنفذ بعد اشتباكه مع قوات الاحتلال، ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى الشهيد، واحتجزت جثمانه، وداهمت منزل الشهيد.
- في 19/3 أصيب ضابطان في جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" بجراح في عملية إطلاق نار من مسافة صفر وارتقاء المنفذ، وهو زياد عمران (30 عامًا) من بلدة الهاشمية، وبحسب مصادر عبرية فإن الضابطين حاولا تجنيد الشاب وكان اللقاء في غابة قرب مستوطنة "عتصيون" جنوب بيت لحم، وأطق عمران النار تجاه الضابطين بشكلٍ مباشر، وأشارت هذه المصادر بأن إصابة أحد الضابطين حرجة إذ أصيب في منطقة الصدر.
العدوان على غزة
تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهدافها للمدنيين، فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة في 20/3 عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 31923 شهيدًا، وإصابة أكثر من 74 ألفًا آخرين، وبحسب الوزارة فإن غالبية الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء، وكشفت الوزارة بأن الاحتلال ارتكب في 24 ساعة الأخيرة 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أدت إلى ارتقاء 104 شهداء، إضافةً إلى 162 جريحًا.