02 - 08 أيلول/سبتمبر 2015
الأربعاء 9 أيلول 2015 - 10:57 م 16931 1352 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
02 - 08 أيلول/سبتمبر 2015
الاحتلال يمعن في حصار الأقصى... ودعوات لمواجهة مخططات التقسيم
يتابع الاحتلال هجومه على المسجد الأقصى، ويفرض حصارًا على النساء عصب الرباط وأساسه، كما يتابع في مسارات التهويد مع الأخبار عن بناء مشروع "بيت الجوهر" التهويدي في قلب البلدة القديمة، وفي مقابل ذلك مجموعة من المواقف الشاجبة لمشاريع التهويد ينتظر أن تخرج إلى إطار التنفيذ والتصدي الفعال.
التهويد الديني:
تتلاحق خطوات الاحتلال لفرض سيطرته على المسجد الأقصى، وقد استمر خلال هذا الأسبوع في منع النساء من الدخول إلى الأقصى، كما يتابع اقتحاماته شبه اليومية وسط غياب المرابطات من باحات المسجد المبارك. ومع أن الاحتلال قد منع المرابطات من الدخول للأقصى، فإنهن يرابطن بشكل يومي أمام باب السلسلة وهو الباب الذي يخرج منه المستوطنون بعد اقتحام الأقصى، ففي 2/9 نظمت المرابطات مع العديد من الشبان وقفة احتجاجية ضد اعتداءات الاحتلال، وما لبثت شرطة الاحتلال أن هاجمت المعتصمين بشكل عنيف واعتقلت عددًا منهم. ولم يقف منع النساء من الدخول للأقصى خلال الساعات الصباحية بل بلغ التضييق حدّ احتجاز هوياتهن عند صلاة الفجر ومنع طالبات مدارس الأقصى من الدخول للمسجد قبل الساعة الـ 11 صباحًا.
ولا يتوقف الاحتلال أو أذرعه عن محاولات تهويد البلدة القديمة، ضمن سياق طمس المعالم العربية والإسلامية فيها، وفي آخر مشاريع الاحتلال التهويدية مشروع "بيت الجوهر"، وهو كنيس ضخم يصل ارتفاعه لـ 23 مترًا، مكون من 6 طبقات وعلى مساحة 378 م2 بدعم مباشر من الحكومة الإسرائيلية، بتكلفة حوالي 50 مليون شيكل (13 مليون دولار). وهو ثاني أكبر كنيس في البلدة القديمة بعد "كنيس الخراب"، ويهدف المشروع إلى إيجاد مواقع يهودية "مقدسة" في قلب القدس القديمة، وزرع مبانٍ مقبّبة توحي بأقدمية الوجود اليهودي فيها، وتشويه الفضاء العام في القدس.
وفي نسق آخر للتهويد إقدام "سلطة الطبيعة" الإسرائيلية في 2/9 على الاستيلاء على جزء كبير من مقبرة "باب الرحمة" الملاصقة لجدار المسجد الأقصى من الجهة الشرقية، وقد قامت عناصر من الشرطة بوضع أسلاك شائكة حول هذه المساحة المستولى عليها. وسيعمل الاحتلال على إنشاء حديقة وطنية في المكان، ولكن عددًا من المقدسيين قاموا بخلع هذه الأسلاك والتجمع في المقبرة للتأكيد أنها جزء من تاريخ القدس، علمًا أن المقبرة ذات أهمية دينية وتاريخية كبيرة فقد دفن فيها عدد من الصحابة الكرام إضافة لقادة وعلماء وصالحين.
قضايا:
يعاني سكان القدس من استهداف مستمر في وجودهم وأسرهم، وينال أطفال القدس نصيبًا من اعتداءات الاحتلال، ففي تقرير أصدره مركز أسرى فلسطين للدراسات، بأن نحو ثلث الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال والبالغ عددهم 200 طفل هم من مدينة القدس المحتلة، وبعضهم لم يتجاوز عمره الـ 13 عامًا. وقد بلغ عدد الأطفال المقدسيين في سجون الاحتلال 60 طفلًا وهم يشكلون 30% من إجمالي عدد الأسرى الأطفال.
ويتعرض الكثير من الأطفال للاعتقال فترات بسيطة في مراكز الشرطة، يواجهون خلالها ممارسات عنيفة واعتداءات نفسية وجسدية، مما يترك آثارًا نفسية كبيرة، إضافةً لإمكانية انحراف هؤلاء الأطفال نحو المخدرات التي تروج بكثرة في السجون. ومع قانون العقوبات الاسرائيلي الجديد أصبح كافيًا ادعاء شرطي واحد بأن الطفل كان يلقي الحجارة ليتم اعتقاله ويواجه الحبس مدة تترارح بين 10 و 20 عامًا، إضافةً لتحويل الأهل إلى سجانين عبر الاعتقال المنزلي، وهي إحدى ممارسات الاحتلال لتفتيت الأسرة المقدسية.
التفاعل مع القدس:
أمام الاعتداء الصارخ على المسجد الأقصى والهجمة الشرسة التي يتعرض لها يرتفع التفاعل مع قضايا القدس والأقصى، وسنمر على أهم هذه التفاعلات خلال هذا الأسبوع.
فقد طالب الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، بوقفة جادة فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا، تجاه سعي الاحتلال لتطبيق للتقسيم الزماني في المسجد الأقصى. وقال أبو مرزوق إن الاحتلال أقدم على هذه الخطوة في "ظل صمت عربي، وانصراف فلسطيني لمشاريع تفرق ولا تجمع".
وعلى الجانب الرسمي الفلسطيني حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية بشدة، من المخططات والدعوات والاستعدادات التي تقوم بها منظمات وجمعيات يهودية متطرفة لحشد أعداد كبيرة من المتطرفين اليهود لاقتحام المسجد الأقصى يوم 13/9/2015 بالتزامن مع "رأس السنة العبرية"، وأدانت الوزارة ببيان لها في 2/9، الهجمة المتواصلة ضد المسجد الأقصى وحمّلت الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير في استهداف المسجد الأقصى المبارك.
وأمام مخططات تقسيم الأقصى زمانيًا، دعا العلامة د. يوسف القرضاوي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، الدول العربية والإسلامية إلى تحرك رسمي موحّد للوقوف في وجه خطوات الاحتلال في فرض التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك، مشددًا على أن محاولات الاحتلال فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك من الممكن وقفها إذا وجدت تحركًا سياسيًا موحدًا.
وفي خطاب في 7/9/2015، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى ثورة غضب نصرة للمسجد الأقصى متعهدًا بعدم السماح بتقسميه زمانيًا ومكانيًا. ودعا أهل القدس للنفير العام من أجل المسجد الأقصى والمقاومة بكل أشكالها في وجه إجرام الاحتلال، وأكد مشعل أن المطلوب إطلاق يد المقاومة للدفاع عن المسجد الأقصى، إضافة لغضب فلسطيني نصرة للأقصى في أماكن وجوده كافة. كما طالب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 48 الشيخ كمال الخطيب السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بوقف التنسيق الأمني انتصارًا للمسجد الأقصى المبارك ورفضًا للتقسيم الزماني الذي يحاول الإحتلال تطبيقه في ظل الراحة الأمنية التي يتمتع بها.