17 - 23 نيسان/أبريل 2024
الأربعاء 24 نيسان 2024 - 6:59 م 1185 79 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية
17 - 23 نيسان/أبريل 2024
إعداد: علي إبراهيم
المنظمات المتطرفة تتابع حشد المستوطنين لاقتحامات "الفصح" العبري
وتعلن عن مكافآت مالية لمن يدخل "القرابين" إلى الأقصى
شهد أسبوع الرصد تصاعدًا في تحضيرات أذرع الاحتلال المتطرفة لـ "الفصح العبري"، ففي 19/4 أعلنت منظمة "عائدون إلى جبل المعبد" عن برنامج مكافآت لمن يستطيع إدخال قرابين "الفصح" إلى الأقصى، وصلت إلى 50 ألف شيكل (نحو 13 ألف دولار أمريكي)، وهو العام الثالث على التوالي الذي تُعلن فيه المنظمات المتطرفة عن مكافآت لتشجيع المستوطنين على إدخال القرابين. ولم تكتف "منظمات المعبد" بدعوة أنصارها إلى تقديم "قرابين الفصح"، بل عملت على استعراض انخراط المستوطنين بهذه الطقوس، من خلال مسيرة من مستوطنة "كوخاف يعقوب" إلى القدس المحتلة. وفي اليوم السابق لأول أيام الفصح، حاول مستوطنون إدخال "القرابين الحيوانيّة" إلى المسجد، وأعلنت شرطة الاحتلال عن اعتقالها لـ 13 مستوطنًا، وأخفى المستوطنون القرابين داخل أكياس، وعربة أطفال. وفي أول أيام "الفصح العبريّ" اقتحم الأقصى 292 مستوطنًا، وأدى المقتحمون صلوات يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية.
تعود أزمات قطاع التعليم في القدس المحتلة إلى الواجهة مجددًا، فقد تفاجأ أهالي طلاب مدرسة "مار متري" الثانوية في باب الخليل بإعلان إغلاقها في العام المقبل، بقرار من بطريركية الروم الأرثوذكس، بذريعة الأزمة المالية التي تعاني منها المدرسة، وبحسب اتحاد لجان أولياء طلاب مدارس القدس فإن الإغلاق سيلحق الضرر بأكثر من 350 طالبًا وطالبة، ويصب في مصلحة مخططات الاحتلال للسيطرة على مدارس المدينة المحتلة. وفي قطاع غزة تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهداف المدنيين، وقد أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 34262 شهيدًا، وإصابة نحو 77229 آخرين، وأعلنت الوزارة عن انتشار أوبئة خطيرة في القطاع.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
شهد أسبوع الرصد تصاعدًا في تحضيرات أذرع الاحتلال المتطرفة لـ "الفصح العبري"، وما يشهده العيد من اعتداءات على المسجد الأقصى، ففي 17/4 أعلنت مدرسة "جبل المعبد"، عن إقامة برنامج احتفاليّ في 18/4/2024، على أن يُقام الحفل عند القصور الأموية، على أن يشارك المحتفلون في اقتحام المسجد الأقصى. وفي 19/4 أعلنت منظمة "عائدون إلى جبل المعبد" وتحت شعار "النجاح هو التضحية الصحيحة"، عن برنامج مكافآت لمن يستطيع إدخال قرابين "الفصح" إلى الأقصى، وصلت إلى 50 ألف شيكل (نحو 13 ألف دولار أمريكي)، إضافةً إلى مكافآت أخرى لمن يستطيع التقاط صورة "القربان" أو يشارك فيه، وهو العام الثالث على التوالي الذي تُعلن فيه المنظمات المتطرفة عن مكافآت لتشجيع المستوطنين على إدخال القرابين.
ولم تكتف "منظمات المعبد" بدعوة أنصارها إلى تقديم "قرابين الفصح"، بل عملت على استعراض انخراط المستوطنين بهذه الطقوس، فقد نظمت منظمة "العودة إلى جبل المعبد" يوم أمس مسيرة من مستوطنة "كوخاف يعقوب" إلى القدس المحتلة، وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقطعًا لمستوطن وهو يتجه الى المدينة المحتلة برفقة "عنزة"، وإلى جانب المسيرة نشرت حسابات المنظمات المتطرفة عددًا من الصور لمستوطنين يحملون "القرابين" ويتجهون إلى المدينة المحتلة، بعضهم من خارج القدس المحتلة وبعضهم في أزقة البلدة القديمة. وفي 22/4 في اليوم السابق من أول أيام الفصح، حاول المستوطنون إدخال "القرابين الحيوانيّة" إلى المسجد، وأعلنت شرطة الاحتلال عن اعتقالها لـ 13 مستوطنًا، وأخفى المستوطنون القرابين داخل أكياس، وكراتين، وعربة أطفال.
وفي ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، وخلال استعدادات أذرع الاحتلال "للفصح العبري"، اقتحم المستوطنون المسجد الأقصى بشكل شبه يوميّ، ففي 17/4 اقتحم الأقصى 115 مستوطنًا، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، أدوا طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 18/4 اقتحم الأقصى 155 مستوطنًا، أدوا طقوسًا علنية قرب مصلى باب الرحمة، بحماية شرطة الاحتلال.
وتتابع قوات الاحتلال محاولاتها لتقييد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى في يوم الجمعة، عبر نصب الحواجز الحديديّة، وتقييد حركة المصلين القادمين من بلدات المدينة المحتلة، وفي الأسبوع الـ 28 من بداية العدوان على غزة، أدى 50 ألف مصلٍ صلاة الجمعة في الأقصى، وبحسب مصادر مقدسية تمركزت قوات الاحتلال أمام أبواب الأقصى، وأوقفت الشبان والنساء، وأخضعت البعض للتفتيش، وعلى أثر بداية خطبة الجمعة، منعت قوات الاحتلال الشبان القادمين من جهة باب الأسباط من الدخول إلى الأقصى، وأبعدتهم بالقوة من هذه المنطقة، ومن الاعتداءات التي أعادت شرطة الاحتلال تنفيذها في يوم الجمعة، انتشار قوات الشرطة الخاصة في ساحات الأقصى خلال خطبة الجمعة ومن ثم الصلاة، وتجولها ما بين المصلين، وهو اعتداء بدأت بتنفيذه منذ بداية العدوان على القطاع.
واستمرت اقتحامات الأقصى في أسبوع الرصد، ففي 21/4 اقتحم الأقصى 181 مستوطنًا، تجولوا بشكلٍ استفزازي في ساحات الأقصى، بحماية قوات الاحتلال. وفي 22/4 اقتحم الأقصى 228 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي أول أيام "الفصح العبريّ" في 23/4 اقتحم الأقصى 292 مستوطنًا، وأدى المقتحمون صلوات يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية، وأخرجت قوات الاحتلال عددًا من الشبان بالقوة من داخل الأقصى، وخاصة الذين رابطوا في مسار المستوطنين.
وشهد أسبوع الرصد تطورًا خطيرًا في التعامل الرسمي للاحتلال مع الأقصى، ففي 17/4كشفت وسائل إعلام عبرية، بأن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أدرج في خطط وزارته قضية "تغيير الوضع القائم في الأقصى"، وبحسب مخطط الوزارة ستعمل على إدخال المزيد من الأدوات التكنولوجية في محيط الأقصى، ووضعها تحت تصرف شرطة الاحتلال، وبحسب ما نشرته وسائل الإعلام العبرية وضعت وزارة الأمن القومي جملة من الأهداف في عام 2024 أبرزها: "تعزيز الحكم الإسرائيلي في المسجد الأقصى، وتوفير الحقوق الأساسية ومنع التمييز والعنصرية في المسجد". وبحسب مراقبين، فقد رسخت أذرع الاحتلال الأمنية العديد من هذه الأهداف في المسجد وفي محيطه، من خلال الأمر الواقع، وفرض الطقوس اليهودية العلنية خلال اقتحامات الأقصى شبه اليومية.
التهويد الديموغرافي
تعود أزمات قطاع التعليم في القدس المحتلة إلى الواجهة مجددًا، ففي 23/4 تفاجأ أهالي طلاب مدرسة "مار متري" الثانوية في باب الخليل بالقدس المحتلة بإعلان إغلاقها في العام المقبل، بقرار من بطريركية الروم الأرثوذكس، بذريعة الأزمة المالية التي تعاني منها المدرسة، وأرسلت البطريركية كتابًا إلى إدارة المدرسة تقول فيه: "قررنا إغلاق المدرسة بسبب التكلفة التشغيلية العالية والضغط المالي الكبير"، وطالبت البطريركية جميع الأهالي تسديد المبالغ المستحقة عليهم، والعمل على نقل وتسجيل أبنائهم إلى مدارس أخرى، في العام الدراسي القادم. ورفض أهالي الطلال القرار بشكلٍ قاطع، ونظموا وقفة احتجاجيّة أمام مقر البطريركية بوقف قرار إغلاق المدرسة، وشارك فيها عشرات الطلاب وذويهم، إضافةً إلى ممثلين عن لجنة أولياء الأمور والهيئة التدريسية، وتفاجأ المشاركون في الوقفة باستدعاء البطريركية لشرطة الاحتلال لقمعهم.
وبحسب اتحاد لجان أولياء طلاب مدارس القدس، فإن إغلاق المدرسة سيؤدي إلى تشريد أكثر من 350 طالبًا وطالبة من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، ويصب في مصلحة مخططات الاحتلال للسيطرة على مدارس المدينة المحتلة، إذ سيضطر جزء كبير من هؤلاء الطلاب إلى الالتحاق بالمدارس التابعة لبلدية الاحتلال، فيما ربط مقدسيون ما بين إغلاق المدرسة، وتسريب أملاك البطريركية، إذ تقع المدرسة الفندق والمحال التجارية التي سُربت في السنوات الماضية إلى الجمعيات الاستيطانية.
العدوان على غزة
تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهدافها للمدنيين في عموم فلسطين وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة في 24/4 عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 34262 شهيدًا، وإصابة نحو 77229 آخرين، وبحسب الوزارة فإن غالبية الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء، وكشفت الوزارة بأن الاحتلال ارتكب 6 مجازر في 24 ساعة الأخيرة، أدت إلى ارتقاء 79 شهيدًا، إضافةً إلى 86 جريحًا آخرين، وكشفت الوزارة بأن آلاف الشهداء ما زالوا تحت ركام المباني المدمرة، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
ونتيجة سوء الأوضاع الصحية، وانتشار المياه الملوثة، وتسرب مياه صرف الصحي إلى الشوارع وما بين خيام النازحين، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن انتشار أمراضٍ وأوبئة خطيرة في القطاع، وقد رصدت الوزارة انتشار "الحمى الشوكية" ومرض "الكبد الوبائي" بين الفلسطينيين في القطاع، ما يُفاقم معاناة الفلسطينيين، في ظل غياب الخدمات الصحية الأساسية، وندرة الأدوية التي تدخل إلى القطاع.