16 - 22 أيلول/سبتمبر 2015
الأربعاء 23 أيلول 2015 - 1:35 م 15467 1440 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
16 – 22 أيلول/سبتمبر 2015
الاحتلال يستبيح الأقصى والرد الإسلامي مطلع العام القادم
شهد الأقصى مع بدء موسم الأعياد اليهودية حفلة تطرّف إسرائيلية لن تقتصر على أيام الاحتفال بـ "رأس السنة العبرية" بل ستمتد إلى ما بعدها، فالموسم في أوله؛ وهي حتمًا متصلة بما قبلها من اعتداءات وإجراءات يسعى الاحتلال من خلالها إلى أن يبسط يده على المسجد لتحقيق مخططاته واستكمال سيطرته على القدس برمّتها. وفي إطار السعي الإسلامي إلى التصدي للتطورات في الأقصى حديث عن جهود لعقد قمة إسلامية مطلع العام المقبل.
التهويد الديني:
توّج الاحتلال الإجراءات التي بدأها ما بعد عيد الفطر المبارك بتصعيد اقتحاماته للأقصى على مدى ثلاثة أيام بالتزامن مع الاحتفال بـ "رأس السنة العبرية" حيث اعتدت عناصر الشرطة والقوات الإسرائيلية على المصلين والمرابطين وألقت قنابل الغاز والرصاص المطاطي في المسجد القبلي ومن شبابيكه وكان المسجد بعد انسحابها أشبه بميدان حرب. سبقت هذا التصعيد سلسلة من الإجراءات التي شملت، على سبيل المثال، منع النساء من دخول المسجد في فترة الاقتحامات الصباحية، وإصدار وزير جيش الاحتلال قرارًا باعتبار المرابطين والمرابطات "تنظيمًا إرهابيًا"، والاعتداء على حراس المسجد وإصدار قرارات إدارية بإبعاد عدد منهم.
ولوحظ خلال الأسبوع الماضي سعي الاحتلال إلى منع أي اعتكاف في المسجد لمنع المعتكفين من القفز على القيود التي تفرضها على دخول المسلمين لضمان خلو المسجد من عناصر التصدي للاقتحامات الصباحية بشكل خاص. كما لوحظ نشاط في المشاركة في الاقتحامات والدعوات إليها من قبل عناصر وأعضاء بارزين في حزب الليكود، كما دعت منظمة "نساء لأجل المعبد" و"عائدون إلى جبل المعبد" إلى يوم دراسي حول "المعبد" بمشاركة عدد من الحاخامات. وتعتبر هذه "الأيام الدراسية" من الحلقات التي تتكرر بشكل سنوي لمناقشة واقع الاقتحامات، و"حق" اليهود في الصلاة في الأقصى، وغالبًا ما تشهد مشاركة، ومباركة، من أعضاء في الكنيست، لا سيما من أحزاب اليمين.
وكشف مركز "كيوبرس" عن أن حوالي 10 آلاف اقتحموا الأقصى منذ بداية عام 2015 حتى 20/9/2015 ونفّذ هذه الاقتحامات بمعظمها مستوطنون من أفراد الجماعات اليهودية و"منظمات المعبد"، وعناصر من مخابرات الاحتلال وجنود بلباس عسكري وغيرعم من موظفي سلطة الآثار الإسرائيلية وطلاب الجامعات، بالإضافة إلى عناصر من قوات التدخل السريع وعناصر أخرى من فرق متعددة. كما تعرض المسجد الأقصى خلال هذه المدة لأربعة اقتحامات عسكرية كبرى، أحدها في "ذكرى خراب المعبد" (26/7/2015) والثلاثة الأخرى بالتزامن مع "رأس السنة العبرية" (13-15/9/2015) وتخللها اقتحام للجماعات اليهودية وحاخامات ووزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئل.
التهويد الديمغرافي:
لم تنشغل سلطات الاحتلال في خضم المعركة التي تسعى لحسمها لمصلحتها في الأقصى، عن حرب التهويد والاستحواذ التي تشنها على القدس بشكل عام، فصادقت بلدية الاحتلال في القدس مساء الأحد (20/9)، على تسمية الشوارع في البلدة القديمة وشرقي القدس عمومًا، بأسماء عبرية ذات دلالات توراتية، في خطوة لتهويد المدينة وفرض الطابع اليهودي عليها عنوة، ومن ذلك إطلاق اسم "شير همعلوت" على حي ببلدة سلوان، وهو الاسم التوراتي الذي يدل على "الطريق إلى المعبد"، ودلالته الدينية السياسية هي تغيير الطريق إلى المسجد الأقصى، وعلى الرغم من أن البلدية لم تعلن الحي المحدّد، إلّا أنّ الاسم يدل على حي البستان، الأقرب إلى الأقصى.
كما هدمت جرافاتها في 21/9/2015 منزلاً يعود لعائلة العباسي في حي رأس العمود ببلدة سلوان جنوب الأقصى بحجة البناء من دون ترخيص. وكانت جرافات تابعة لبلدية الاحتلال هدمت في 20/9/2015 ستّة بركسات ومنشآت تجارية، في الشارع الرئيس الواصل بين قريتي عناتا وحزما من دون سابق إنذار.
التفاعل مع القدس:
على الرغم من الهجمة المتصاعدة التي يتعرض لها الأقصى إلا أن الموقف الرسمي العربي والإسلامي لا يزال نمطيًا لجهة التمسك بالاستنكار والشجب وتحذير الاحتلال من مغبّة الاعتداءات على المقدسات. وإلى جانب تصريحات الإدانة جرت اتصالات بين عدد من قادة الدول العربية والإسلامية ومسؤولين غربيين لمناقشة التطورات في القدس والأقصى. وفي موازاة ذلك، أعلن إياد مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، عن "جهود تبذل لعقد قمة إسلامية دفاعًا عن المسجد الأقصى في العاصمة المغربية مطلع العام المقبل"، وهذا "الاستعجال" من قبل المنظمة في التصدي للاعتداءات على الأقصى يثير التساؤل حول الموقف الإسلامي ومدى جديته في التصدي لقضايا الأمة.
وعلى المستوى الشعبي، شهدت مدن الضفة الغربية وقفات تضامنية مع الأقصى بالإضافة إلى حراك طلابي تضامني في جامعات الضفة، وانطلقت مسيرات تنديد بممارسات الاحتلال في الجزائر، ومصر، وغزة، والمغرب وغيرها. وفي الأردن طالب المشاركون في الفعاليات التضامنية الحكومة الأردنية بوضع حد لانتهاكات الاحتلال في القدس. ويبقى أهل القدس هم أول المدافعين عنها في وجه الاحتلال وسياساته التهويدية واعتداءاته على الأقصى، حيث يستمر الحراك في عدد من الأحياء المقدسية في وقت تركزت أهم المواجهات خلال مدة الرصد بين الشبان المقدسيين وقوات الاحتلال في العيسوية وجبل المكبر ومخيم شعفاط وأبو ديس وجبل المكبر.