14 - 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2015
الأربعاء 21 تشرين الأول 2015 - 3:40 م 14342 1457 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية
14- 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2015
إعداد: علي إبراهيم
الاحتلال يتخبّط في مواجهة الانتفاضة واقتصاده يتأثر
شكّلت الانتفاضة منعطفًا محوريًا في الأيام الأخيرة وفرضت حالة رعب لا يمكن للاحتلال أن يتغاضى عنها، مما حدا به لرفع حدة تدابيره لحصار الانتفاضة وإجهاضها، وعلى رأسها جدار في حي جبل المكبر، لم يلبث نتنياهو أن أمر بوقف العمل به بعد انتقادات من وزرائه، فيما استمر التوسع الاستيطاني في حي سلوان جنوب المسجد الأقصى.
التهويد الديني:
يتمادى الاحتلال في استهداف القدس والمسجد الأقصى؛ وأمام انتفاضة القدس والعمليات الفريدة النوعية التي ألحقت أضرارًا جسيمة بالاحتلال، يصر على الاستمرار في مسار تهويد القدس وفرض سيطرته على المسجد الأقصى.
ومن الخطوات التهويدية الأخيرة قرار المحكمة المركزية الإسرائيلية القاضي بنقل صلاحيات "تشغيل" منطقة القصور الأموية – جنوب وغرب المسجد الأقصى – إلى جمعية "إلعاد" الاستيطانية. ومع أن هذه المنطقة قد تعرضت لتغييرات كبرى طالت الأبنية الأثرية منذ احتلال القدس عام 1967، إلى أن سيطرة هذه الجمعية عليها تعني مزيدًا من الحفريات والتغييرات فوق الأرض وتحتها، إضافةً لربط المنطقة بالموقع التهويدي الاستيطاني المسمى بـ "مركز الزيارات – عير دافيد" الذي تشرف عليه الجمعية كذلك.
وللجمعة الرابعة على التوالي فرض الاحتلال قيودًا على المصلين، ففي 16/10 أدى الآلاف صلاة الجمعة في شوارع القدس بعدما منع الاحتلال دخول المصلين دون الـ 45 عامًا للمسجد الأقصى. ويعلق مراقبون على عدم توقف الاقتحامات خلال هذا الأسبوع بالقول إنها محاولة من قبل الاحتلال للظهور بمظهر غير المكترث بانتفاضة القدس وبأنها لن تؤثر على أهدافه في الأقصى. ولكن واقع هذه الاقتحامات وعدد من يشارك فيها والحماية الأمنية الكبيرة التي ترافقها تظهر عكس ما يريد الاحتلال.
التهويد الديمغرافي:
يعتبر الوجود الاستيطاني في القدس على قدر كبير من الأهمية، مما لذلك من تقديم للنظرة الإسرائيلية وإثبات زائف لأحقية الاحتلال في هذه الأرض. وبعد عمليات تسريب العقارات والاستيلاء على أخر في سلوان، أصدرت وزارة الإسكان الإسرائيلية ترخيصًا لتوسيع الشارع المؤدي إلى بؤرة استيطانية جديدة في قلب سلوان بالقدس المحتلة، هذه البؤرة سيشيد فيها مبنى استيطاني تحت مسمى "مقدسات بنفنستي" مؤلف من ثلاث طبقات. وبحسب وسائل إعلام عبرية قإن الأرض التي سيقام عليها المبنى يمتكلها أشخاص مقربون من الجمعية الاستيطانية "عطيرت كوهنيم"، مما يرجح إمكانية إشراف هذه الجمعية على البناء وعلى توسعة البؤرة بالتعاون مع أذرع الاحتلال الأخرى.
وفي سياق متصل قامت جمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية صباح الإثنين 19/10 بالاستيلاء على منزلين لعائلة أبو ناب ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وقامت قوات من الوحدات الخاصة بإخراج السكان بالقوة، وتقع منازل هذه العائلة ضمن مخطط لـ "عطيرت كوهنيم" للسيطرة على 5 دونمات و200 متر مربع من حي الحارة الوسطى في سلوان، بحجة ملكيتها ليهود من اليمن منذ عام 1881.
أمام الانتفاضة التي فجرها اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى والمقدسيين، يحاول الاحتلال وأد هذه الانتفاضة بأي شكل ممكن، وقد تفتقت عقليته عن إقامة جدار فاصل داخل أحياء القدس، ففي 18/10 قامت الشرطة الإسرائيلية بوضع جدار بطول مترين أمام حي جبل المكبر، وقد برر الاحتلال إقامته لحماية الحي الاستيطاني المجاور من هجمات الفلسطينيين. ومع تبريرات الاحتلال لأهمية الجدار في الحد من العمليات الحاصلة في القدس فقد عارض إقامته عدد من نواب ووزراء الاحتلال معتبرين أن خطوة كهذه سوف تعطي الانطباع وسط الإسرائيليين أنه سيتم تقسيم "العاصمة"، حسب تعبيرهم، وبعد انتقادات سمعها المجلس الوزراي المصغر لإقامة الجدار، لا سيما من الوزرين يسرائيل كاتس وزئيف إلكين، أمر نتنياهو بوقف العمل به.
انتفاضة القدس:
تلتهب القدس وعموم مدن الضفة بالعمليات والاحتجاجات، وأصبحت العمليات الفردية أكثر إيلامًا للاحتلال، وفي المقابل يستنفر الاحتلال آلة القتل والحصار ليجهض الانتفاضة التي بدأت تدفع الاحتلال ثمن تغوله وتهوره.
فبعد اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر في حكومة الاحتلال "الكابينت" الثلاثاء 13/10 أعلن عن عدة قرارات لكبح الانتفاضة، على رأسها إغلاق الأحياء العربية وإخضاع المقدسيين للتفتيش الجسدي عند دخولهم إلى أحيائهم وخروجهم منها.
ومن آثار الانتفاضة في الداخل الإسرائيلي، ما ذكرته عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية لجهة تراجع كبير لحق الاقتصاد الإسرائيلي بشكل عام، بناء على عدد من المعطيات منها انخفاض الصفقات عبر البطاقات الائتمانية، كما سجلت مجمعات التسوق والمحال التجارية تراجعًا كبيرًا في حركة البيع، إضافة لتراجع مجمل الأنشطة السياحية في المناطق المحتلة وأظهرت معطيات رسمية أن السياحة في القدس تراجعت منذ بداية الشهر الحالي بنسبة 50%. هذا الانخفاض أثر في بورصة "تل أبيب" التي سجلت تراجعًا في التداولات من جهة وفي قيمة الأسهم من جهة أخرى بلغ 20% أحيانًا. وإن هذه الأرقام التي تسجل والانتفاضة لا تزال في بدايتها مرجحة للارتفاع مع استمرار التحركات.
التفاعل مع القدس:
برزت خلال هذا الأسبوع عدد من التفاعلات مع قضايا القدس والانتفاضة. فأكّدت الحكومة الأردنية في تصريح بأنها "ستقف بكل حزم في وجه أي محاولة لتغيير الأوضاع القائمة في المسجد الأقصى، أو ما يسمى بالتقسيم الزماني والمكاني". وأكد مراقبون بأن الأردن مدعو للقيام بخطوات أكثر عملية للحد من التغول الإسرائيلي على الأقصى خصوصًا أمام رفع الاحتلال سقف اعتداءاته.
وعلى الصعيد الرسمي العربي تعمل الجامعة العربية بالتنسيق مع السفراء العرب على عقد جلسة خاصة في مجلس الأمن لطرح الحماية الدولية للشعب الفلسطيني واستصدار قرار دولي بهذا الشأن.
وعلى صعيد متصل انطلقت في مدينة اسطنبول الخميس 15/10 أعمال المؤتمر التأسيسي لـ"رابطة برلمانيون لأجل القدس"، بحضور 130 برلمانيًا عربيًا وإسلاميًا من دول مختلفة. ويرمي القائمون على المؤتمر من خلال إنشاء الرابطة البرلمانية، إلى تنسيق الجهود النيابية دعمًا للشعب الفلسطيني وانتفاضة القدس، في محاولة للتصدّي للعدوان الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب ومقدساته الرازحة تحت الاحتلال. ويهدف المؤتمر إلى دعوة البرلمانات العربية والإسلامية لإيجاد لجنة فلسطين والقدس في البرلمانات، لإبقاء قضية فلسطين حاضرة سعيًا لخطط عملية يتم تنسيقها بين البرلمانات والحكومات لنصرة قضية القدس وفلسطين بشكل مستمر.
ووصف بيان لـ "الهيئة العالمية للعلماء المسلمين" وما يجري من مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال بأنه "انتفاضة ثالثة"، وأكدت الهيئة حق الشعب الفلسطيني المشروع في الدفاع عن المسجد الأقصى والذود عن أرضه وعرضه. وطالبت الهيئة التابعة لرابطة العالم الإسلامي، عموم المسلمين شعوبًا ودولا بعدم الانشغال عن قضية القدس والمسجد الأقصى.
وفي متابعة التفاعل الشعبي مع القدس خلال هذه المرحلة، نظمت العديد من الفعاليات داخل وخارج فلسطين تضامنًا مع القدس والانتفاضة الجارية فيها، فقد شهدت العاصمة السودانية الخرطوم عقب صلاة الجمعة 16/10 مسيرةً حاشدة دعمًا لانتفاضة القدس. كما نظمت "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" وقفة تضامنية مساء الجمعة أمام ساحة البرلمان في العاصمة الرباط؛ لنصرة المسجد الأقصى. ونظم عدد من الأحزاب التونسية، السبت 17/10، مسيرة جماهيرية حاشدة نصرة للأقصى ودعمًا للشعب الفلسطيني في هبته ضد الإحتلال ومستوطنيه وسط العاصمة تونس. وأكد المشاركون أن الأقصى لن يخضع للتقسيم الزماني أو المكاني كما يخطط الاحتلال ومستوطنوه.