16 - 22 كانون الأول/ديسمبر 2015
الأربعاء 23 كانون الأول 2015 - 10:56 م 11721 1341 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
16 - 22 كانون الأول/ديسمبر 2015
إعداد: علي إبراهيم
الاحتلال يعطّل مشاريع إعمار الأقصى ليعزّز الاستيطان ويهدم منازل المقدسيين
تستمرّ اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى ومن ذلك منع أعمال الترميم والتطوير فيه، وعلى مستوى الاستيطان فإنّ الاحتلال يسابق الظروف الدولية والانشغال بقضايا الإرهاب التي لا تبدو شاملة للإرهاب الإسرائيلي، لتعزيز البناء الاستيطاني في مستوطنات القدس وسائر أنحاء الضفة الغربية، بدعم من شركات أمريكية وإسرائيلية على حد سواء.
التهويد الديني:
لا يمكن لم يتابع التطوارت في القدس عامة والأقصى بشكل خاص إلا أن يلاحظ حجم الأخطار المحدقة به، فالاقتحامات مستمرة كلازمة شبه يومية ضمن مشهد تحمي فيه شرطة الاحتلال المقتحمين وتمنع المسلمين من المصلين والمرابطين من دخوله فتضيّق عليهم وتحجزهم عند أبوابه.
ولا يقتصر هجوم الاحتلال على الأقصى على الاقتحامات ومخططات التقسيم الزماني والمكاني، بل يتعداه للتدخل في ترميم أي جزء من أجزاء المسجد. ففي هذا الإطار، أعلن مسؤول في دائرة الأوقاف في القدس أن الاحتلال يعطل تنفيذ أكثر من 21 مشروعًا لإعمار المسجد الأقصى، والتعطيل يتم عبر منع إدخال أي من مواد البناء اللازمة للترميم إضافةً لمنع المتعهدين من الدخول. وقد قدمت الأوقاف العديد من الشكاوى لشرطة الاحتلال ولكنه لم تلقَ أي تجاوب. والجدير بالذكر أن هذه المشاريع من المشاريع الحيوية لصيانة مباني المسجد المبارك وأهم هذه المشاريع المعطلة هي مشروع الإطفاء والإنارة، والإنذار، والتهوية، وتبليط الساحات، وترميم باب الرحمة، إضافةً لعدد من المشاريع الأخرى. وهذا المنع هو محاولة من قبل الاحتلال لترسيخ سيادته المزعومة على المسجد الأقصى كما يتسق هذا الفعل مع الحفريات التي تجري أسفل الأقصى، مما يجعل المسجد آيلًا للسقوط جراء تقادم مساجده ومبانيه.
التهويد الديمغرافي:
يحرم الاحتلال المسجد الأقصى من أقل أدوات العمارة والترميم، ويمادى مقابل ذلك في بناء الوحدات الاستيطانية وهدم منازل الفلسطينيين في القدس في تغوّل واضح لواقع الاستيطان في المدينة المحتلة وجوارها. وتتبابع أذرع الاحتلال عمليات الهدم التي تحرم المقدسييين من أبسط حقوقهم في الحياة، ففي 16/12 هدمت جرافات الاحتلال منزل المقدسي إبراهيم دياب، كما جرفت أرضًا تابعة له بالقرب من مقر هيئة الصليب الأحمر الدولية بحي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة. وسلمت سلطات الاحتلال بلاغات لأربع عائلات مقدسية لإخلاء المنازل بحجة أنها مملوكة لجمعيات استيطانية، وتقع المنازل في "عقبة الخالدية" في البلدة القديمة من القدس المحتلة، وقد نفت هذه العائلات ادعاءات الاحتلال. وتأتي هذه الخطوة لتعزيز البؤر الاستيطانية داخل البلدة القديمة التي تحوي 71 بؤرة استيطانية.
ووفق أحدث التقارير عن الاستيطان التي يصدرها "المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان"، فإن الاحتلال يستفيد من الأجواء الدولية المنشغلة في الحرب على الإرهاب والحروب المندلعة في المنطقة لزيادة الاستيطان والتوسع في الضفة الغربية. ومن أحدث المخططات الإسرائيلية مصادقة "لجنة التخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال صباح الأربعاء (16/12) على بناء 891 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "جيلو" جنوب القدس، و(330) وحدة استيطانية في الشيخ جراح بما فيها مبنى ضخم يتألف من 12 طبقة لمدرسة دينية. كما أشار التقرير للعديد من الانتهاكات بحق الفلسطينيين في القدس جرت خلال هذه المدة.
وبعد تقرير صحيفة "هآرتس" العبرية حول الدعم الأمريكي للاستيطان، نشرت الصحيفة في 16/12 تقريرًا جديدًا عن تمويل شركات إسرائيلية وأميركية للمستوطنات، وبحسب الصحيفة، فإن من بين الشركات "تنوفا" الخاصة بمنتجات الألبان، وشركة الغاز "ديلك" وشركة الشوكولاته "الفجر الصاعد"، حيث خصمت هذه الشركات وغيرها من أرباحها السنوية أموالاً طائلة لتمويل مشاريع استيطانية بالضفة الغربية والقدس المحتلتين. وهي نقاط جديدة لإحراج السياسة الأمريكية التي تشدد على رفض الاستيطان، وتقف مكتوفة الأيدي في المقابل عن الدعم الكبير للمستوطنات من أمريكا.
التفاعل مع القدس:
أبرز محطات التفاعل مع القدس في الأسبوع الماضي كانت الحملة العالمية لدعم المرابطين في المسجد الأقصى التي أطلقها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وقد دعا الأمين العام للاتحاد الشيخ الدكتور علي القره داغي أعضاء الاتحاد لتخصيص يوم 25/12/2015 للتضامن مع المسجد الأقصى، من أجل التعريف بما تقوم به سلطات الاحتلال من هدم لمعالمه الإسلامية كافة، تمهيدًا لبناء "المعبد" المزعوم على أنقاضه. ودعا الاتحاد العلماء إلى "إلى تخصيص خطب الجمعة والدروس عن دور المرابطين وأهمية دعمهم، والتفاعل مع الحملة، وكفالة 12000 مرابط في الأقصى بمبلغ 600 دولار شهريًا، ليكون الرباط مهنتهم وشغلهم الشاغل في إعاقة مشاريع الاحتلال.
وفي محطة أخرى للتفاعل، أنهى المؤتمر الدولي لقضية القدس الذي عقد في جاكرتا أعماله وخرج بجملة من التوصيات التي سترفع إلى الأمم المتحدة، الجهة المنظمة للمؤتمر. ومن أبرز التوصيات تأكيد وضع القدس كأحد قضايا النزاع الحساس المعقد بين دولة الاحتلال وفلسطين، والحفاظ على مدينة القدس كأهم المقدسات، وضرورة ضمان حرية الحركة للمواطنين، وضرورة وقف البناء الاستيطاني.
وفي الجزائر أقام المركز "الثقافي الإسلامي" مهرجانًا للتضامن مع فلسطين ونصرة للمسجد الأقصى المبارك، ودفاعًا عن القدس، تزامنًا مع احتفالات المركز بذكرى المولد النبوي الشريف، ومع افتتاح السنة الثقافية في المركز الثقافي في ولاية تيبازة.