30 كانون الأول/ديسمبر 2015 - 05 كانون الثاني/ يناير 2016
الأربعاء 6 كانون الثاني 2016 - 3:27 م 11809 1604 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
30 كانون الأول/ديسمبر 2015 - 05 كانون الثاني/ يناير 2016
تهويد القدس... من الأقصى حتى الكنيسة
يستمر الاحتلال في سياساته التهويدية التي تهدف إلى تغيير وجه القدس العربي والإسلامي، كما لا تتوقف الحفريات والاقتحامات التي تستهدف المسجد الأقصى بالتوازي مع الاعتداء على الكنائس ليستهدف مسلمي القدس ومسيحييها على حد سواء. وفي موازاة ذلك، تستمر إجراءت الاحتلال لخنق "انتفاضة القدس" مع استمرار المواجهات والعمليّات الفردية.
التهويد الديني:
يدفع الاحتلال نحو تهويد القدس بشكل متزايد، وتتلاحق مشاريعه الرامية لتحقيق هذا الهدف، وتعتبر الحفريات واحدة من الوسائل التهويدية الأكثر خطورة، فيقوم الاحتلال بإنشاء معالم يهويدة مكذوبة أسفل الأقصى وفي محيطه؛ وقد كشفت دائرة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن حفريات ينفذها الاحتلال في محيط ساحة البراق، وقرب باب المغاربة، وقد نددت الدائرة بهذه الأعمال مؤكدة أنّ هذه المنطقة جزء من المسجد الأقصى ودائرة الأوقاف هي المشرفة عليها.
إلى جانب هذه الحفريات يضغط الاحتلال لاستمرار اقتحامات المسجد الأقصى، وفي وقت يحرص فيه على تمرير الحفريات بهدوء يحرص المرابطون والمرابطات على ألا تمر الاقتحامات بالهدوء ذاته فيتصدّون لها فيما تستمر اعتداءات قوات الاحتلال على حراس الأقصى والمصلين وتمنع نساء القائمة الذهبية من الدخول وتتخذ الإجراءات بحق الشبان فتحتجز هوياتهم واتفتشهم أو تحيلهم إلى مركز الشرطة.
مسار التهويد لا يمسّ بالمسلمين فقط، وكما أن هؤلاء يقبعون في قلب الصراع مع الاحتلال فإن مسيحيي القدس القدس يواجهون الخطر ذاته، ومع الاحتفال بأعياد الميلاد تصاعدت الاعتداءات على الكنائس، وفي 3/1/2016 ذكرت مصادر إسرائيلية أن رئيس منظمة 'لاهافا' اليهودية المتطرفة الحاخام بينتسى غوبشتاين جدد دعوته لحرق الكنائس في القدس المحتلة، وقال غوبشتاين: "إن الوجود المسيحي في القدس غير مرغوب فيه، وهذا ما يجب أن نترجمه بالأفعال وليس بالأقوال فقط"، ودعى لوضع عراقيل تحد من انتشار المسيحية. ومنظمة "لاهافا" متّهمة بحرق ثلاث كنائس مسيحية في القدس المحتلة، كما يعمل أعضاؤها على إهانة القساوسة والتضييق على تحركاتهم.
الانتفاضة:
تستمر القدس في إذكاء الانتفاضة التي تحمل اسمها بالتزامن مع تطبيق الاحتلال لسياساته التي يظن أنها قادرة على احتواء التطورات، وعلى رأسها سياسة هدم منازل منفذي العمليات الفردية. ففي 4/1/2016 اقتحمت قوات الاحتلال بلدة جبل المكبر لتنفيذ قرار هدم منزليّ الشهيدين علاء أبو جمل وبهاء عليان، حيث قامت قوات الاحتلال بمحاصرة المنزلين وتحطيم محتوياتهما وجدارنهما الداخلية وإغراقهما بالأسمنت المسلح. ويهدف الاحتلال من استعراض القوة هذا إلى إرسال رسائل رعب وردع للحدّ من عمليات الطعن، خصوصًا أن هذه الإجراءات تهدف إلى إيلام عوائل الشهداء.
لكن على الرغم من هذه الإجراءات لم تتوقف العمليات الفردية ولا المواجهات. ففي 29/12/2015 اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال بعد اقتحامها لبلدتي بيت دقو وأبو ديس، رشق خلالها شبان الانتفاضة قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة. وفي 4/1/2016 اندلعت مواجهات عقب اقتحام قوات الاحتلال لقرية العيساوية تخلّلها إطلاق الاحتلال للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز بشكل عشوائي، ما أسفر عن عدة إصابات، وفي قرية قطنة اندلعت مواجهات بين الشبّان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع 7 إصابات بالرصاص الحي، و3 إصابات بالرصاص المغلّف بالمطاط، إلى جانب نحو 30 إصابة بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز السام، كما استهدف الاحتلال سيارة الإسعاف بالرصاص.
وشهد الأسبوع الماضي عدة عمليات منها تلك التي وقعت الأحد 3/1/2016 عندما طعن شاب فلسطيني مستوطنًا أصيب إصابة متوسطة، كما جرت عملية أخرى الاثنين 4/1/2016 أسفرت عن إصابة شرطيين بجراح وصفت ما بين طفيفة ومتوسطة بعملية طعن بشارع "بار ليف" قرب محطة القطار الخفيف بالقدس المحتلة فيما جرى استهداف المهاجم بالرصاص وإصابته بجراح بالغة.
التفاعل مع القدس:
ضمن إطار التفاعل مع القدس ورصد أبعاد الانتفاضة وآفاقها مع بداية عام 2016، أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقدير موقف بعنوان "انتفاضة القدس وعام 2016... تحليل البيئة المحيطة وآفاق الدعم"، وهي محاولة لقراءة البيئة المحلية والإقليمية والدولية للانتفاضة والسيناريوهات المتوقعة للعام 2016. وألقى التقدير الضوء على الظروف والفرص والتحديات الموضوعية التي تواجهها الانتفاضة والمنتفضين وعرض السيناريوهات الممكنة لتطوير الانتفاضة كظاهرة فلسطينية وطنية، وتقديم توصيات استراتيجية لأخذ هذه الجولة من المواجهة مع المحتل إلى التقدم على طريق التحرر من الاحتلال.