27 كانون الثاني/يناير - 02 شباط/فبراير 2016
الأربعاء 3 شباط 2016 - 3:30 م 11878 1371 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
27 كانون الثاني/يناير - 02 شباط/فبراير 2016
"انتفاضة القدس" تدخل شهرها الخامس والاحتلال يغطّي على عجزه إزاءها باستمرار التهويد
دخلت "انتفاضة القدس" الأسبوع الماضي شهرها الخامس مع استمرار تنفيذ العمليات الفردية في القدس فيما استمر الاحتلال في التعاطي مع التطورات من منطلق "إدارة الأزمة" على أمل أن تخمد العمليات من دون أن يضطر إلى قطع مسلسل مخططاته التهويدية في الأراضي المحتلة. لكن الأسبوع المنصرم شهد عملية يمكن وصفها بالنوعية حيث أقدم عنصر من الأمن الفلسطيني على إطلاق النار على جنود الاحتلال عند حاجز "بيت إيل" شمال رام الله، الأمر الذي أثار القلق الإسرائيلي من احتمالات التحاق الأمن الفلسطيني بركب الانتفاضة.
التهويد الديني:
تواصلت خلال مدة الرصد أعمال التهويد التي تستهدف المسجد الأقصى حيث بدأ الاحتلال بناء الطبقة الرابعة من "بيت شتراوس" عبر صبّ واجهاتها الخارجية بالأسمنت المسلح بالإضافة إلى صب الأعمدة فوق الطبقة الثالثة حيث ستستعمل هذه الطبقة كمكتب لـ "راب المبكى والأماكن اليهودية المقدسة" وستضم مكاتب تشغيلية لمبنى "بيت شتراوس" وغرفًا لتبديل الملابس للعمال. كما سيستعمل سقفها بعد تبليطه كشرفة للجمهور للإطلال على ساحة البراق وعلى البلدة القديمة وشارع باب السلسلة.
ووافقت حكومة الاحتلال على توسعة ساحة حائط البراق بحيث سيكون بالإمكان تخصيص مكان للصلاة المشتركة بين النساء والرجال جنوب غرب الأقصى بعد سنوات من النزاع حول هذا الموضوع. وكان نتنياهو عيّن عام 2013 ناثان شارانسكي، رئيس الوكالة اليهودية، لحل النزاع الذي أثارته بشكل خاص "جمعية نساء الحائط" في السنوات السابقة.
وفيما تتقدم سلطات الاحتلال على مستوى مشاريع تهويد الأقصى فإنها تستمر في التشويش على عمليات الترميم في المسجد والتدخل في شؤون الأوقاف. وفي هذا الإطار، منعت قوات الاحتلال صباح الأحد (31/1) عمّال لجنة الإعمار من ترميم إحدى المصاطب بالقرب من دار القرآن الكريم، حيث احتاج البلاط المتصدع هناك إلى تغيير. كما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على النساء المبعدات عن الأقصى أثناء اعتصامهنّ عند باب المجلس في 2/2/2016 ضمن مشهد يتكرر عند أبواب المسجد من دون أن تتحرك الأطراف المعنية بالأقصى بشكل مباشر لوقفه، ومن دون تحرك رسمي إزاء قضية إبعاد المرابطات و"القائمة السوداء" التي أعلن عنها الاحتلال في آب 2015.
انتفاضة القدس:
دخلت "انتفاضة القدس" شهرها الخامس مع استمرار العمليات الفردية ضد الاحتلال. وفي هذا الإطار، تم رشق القطار الخفيف بالحجارة أثناء مروره في بلدة شعفاط شمال القدس المحتلة ما أدى إلى أضرار مادية فيه. كما ثقبت إطارات مركبات تابعة للاحتلال وحطم زجاجها أثناء وجودها في سلوان لتنفيذ أعمال حفر في أرض للمقدسي خالد الزير تدعي سلطات الاحتلال وجود آثار يهودية فيها. وشهدت مردة الرصد عمليات أو محاولات طعن على حاجز قلنديا شمال القدس، وعند مدخل مستوطنة "جفعات زئيف" شمال غرب القدس، وعند باب العمود.
وفي 31/1/2016 أطلق أمجد السكري، وهو رقيب أول في الشرطة الخاصة، النار من سلاحه على قوات الاحتلال فأصاب ثلاثة منهم بجراح، واستشهد بعد العملية برصاص الاحتلال. هذه العملية، وهي الثانية التي ينفذها عنصر من أمن السلطة منذ بدء "انتفاضة القدس"، شكلت عامل قلق لدى الاحتلال من احتمالات اختراق التنسيق الأمني الذي تساعد السلطة من خلاله الاحتلال على عدم توسع الحراك الشعبي وتصعيده.
قضايا:
في سياق محاولات السيطرة على العملية التعليمية في القدس، اشترطت وزارة المعارف على مدارس القدس التي تدرّس المنهاج الفلسطيني أن تعمل على تدريس المنهاج الإسرائيلي مكانه كي تحصل على الميزانيات المخصصة لها من الوزارة، وذلك ضمن خطة استكملت الوزارة صياغتها قبل أسابيع وفق "هآرتس" العبرية. وتأتي هذه الخطوة ضمن المساعي الإسرائيلية على مصادرة الوعي العربي وتدجينه وفرض مفاهيمها ومصطلحاتها ورؤيتها على المناهج والثقافة والهوية في القدس المحتلة.
التفاعل مع القدس:
لم يشهد الأسبوع الماضي أيّ خرق لركود المواقف الرسمية العربية أو الإسلامية في ما خص القدس والأقصى على الرغم من حملة التهويد الشرسة المستمرة بشكل متصاعد. ولم يبدِ أي طرف رسمي اهتمامًا باستهداف المرابطات وإبعادهن على الأقصى، كما مرّ قرار الاحتلال بإبعاد مدير الأملاك الوقفية ناجح بكيرات عن القدس بهدوء، وكذلك قرارات إبعاد مقدسيين عن القدس والمسجد الأقصى.
على المستوى الأممي، قال أمين عام الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن إن الاستيطان يثير تساؤلات حول التزام الجانب الإسرائيلي بـ "حل الدولتين". واعتبر بان كي مون أنه بالنظر إلى الشعوب المضطهدة تاريخيًا يتبين أن الطبيعة البشرية تقتضي صدور رد فعل على الاحتلال. ولم يلبث نتنياهو أن رد على بان بالقول إنه "يشجع على الإرهاب".