02 - 08 آذار/ مارس 2016
الأربعاء 9 آذار 2016 - 3:48 م 12581 1343 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
02 - 08 آذار/ مارس 2016
عمليات جديدة تربك الاحتلال وتعطي انتفاضة القدس زخمًا جديدًا
أعطت العمليات الثلاث التي نفذها فلسطينيون أمس الثلاثاء في القدس ويافا و"تل أبيب" زخمًا جديدًا لانتفاضة القدس فيما أربكت هذه العمليّات الاحتلال الذي يندفع باتجاه المزيد من الإجراءات للقضاء على على الحراك الفلسطيني. وظهر خلال الأسبوع الماضي اعتداء جديد على الأقصى تمثل في عقد المتطرفين لقرانهم في المسجد، كما أظهرت معطيات تراجع التجارة في القدس القديمة بشكل خاص بسبب الاحتلال وسياساته واعتداءات مستوطنينه.
التّهويد الديني:
يمضي الاحتلال في هجمته الشرسة لتهويد القدس والأقصى، ومن صور ذلك إقدام متطرفين يهود على عقد قرانهم في المسجد حيث قال الحاخام المتطرف بنتسي غوفشتاين، زعيم منظمة "لاهافا" الإرهابية، إنّ ابنه "إلياشيف" عقد قرانه في الأقصى، ضمن خطوة "تؤكد حق اليهود الديني في إعادة بناء المعبد"، وفق غوفشتاين. كما كشفت الإذاعة الإسرائيلية عن أن عددًا من عناصر اليمين الديني المتطرف أقدموا مؤخرًا على عقد قرانهم أمام حاخامات داخل الأقصى، مستغلين الاتفاق الذي تمّ التّوصل إليه بين الأردن ودولة الاحتلال بشأن ال ترتيبات حول اقتحامات المستوطنين للأقصى.
وفي متابعة لما ذكرته صحيفة "هآرتس" العبرية الأسبوع الماضي، حول التقدّم في ملف تركيب كاميرات مراقبة في الأقصى، ومن ثم النفي الأردني لهذه التسريبات، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" في 6/3 بأن المملكة الأردنية توصلت إلى اتفاق مع الدولة العبرية ينصّ على نصب كاميرات مراقبة في المسجد قبل حلول "عيد الفصح اليهودي" الشهر المقبل، وعللت الأمر بارتفاع عدد الزوار خلال أيام العيد، مما يعزز أهمية مراقبة المسجد لدى الطرفين. ومع هذا التّقاطع المتكرّر عاد المسؤولون الأردنيون للنفي، مؤكدين أنّ الملف أدرني بحت.
التهويد الديمغرافي:
يشكل الحصار الاقتصادي للمقدسيين أحد وسائل الاحتلال لدفعهم إلى تركها، وحول الحصار الاقتصادي المفروض على تجار القدس، صرّح رئيس لجنة تجار شارع صلاح الدين في 3/3، بأن الحركة التجارية في البلدة القديمة تعاني من شلل كبير، مما أدى إلى إغلاق عدد من المحال التجارية، ووصل تدني نسب المبيعات إلى أكثر من 70%، في حين وصل حجم إغلاق المحال في البلدة القديمة لـ 35% من مجمل عددها. ويشير تجار القدس إلى أنّ الاحتلال يقف وراء هذا التراجع، حيث يفرض ضرائب مرتفعة، إضافةً إلى الاعتداءات الأمنية عبر عمليات اقتحام وتفتيش المحلات، وغضّ الطرف عن المستوطنين، الذين يعمدون إلى تلف البضائع المعروضة والعبث بها، مما يؤثر في قدرة تجار القدس على الاستمرار، أمام غيابٍ شبه كامل لدور السلطة والمنظمات العربية لدعم هذا القطاع في القدس.
ومع حصار القطاعات المعيشية في القدس، يواصل الاحتلال حرمان الفلسطينيين من منازلهم ومنشآتهم، ففي 2/3 قامت جرافات بلدية الاحتلال بهدم مبنى سكني قيد الإنشاء في حي جبل الزيتون/الطور بحجة البناء من دون ترخيص. وفي اليوم ذاته، قامت جرافات الاحتلال معززة بقوة من الجيش باقتحام قرية حزما، وهدمت محطة وقود إضافةً إلى عدد من المنشآت التجارية.
وفي مقابل هذه الثنائية يقوم الاحتلال بتعزيز الوجود اليهودي في المستوطنات، فقد كشفت صحيفة "كول هعير" العبرية أن العمل يجري لبناء حوالي 1000 وحدة استيطانية جديدة في 4 مستوطنات، وهي "هار حوما" (جبل أبو غنيم)، و"بسغات زئيف"، و"معاليه أدوميم"، و"موديعين". وذكرت الصحيفة أن البناء الاستيطاني مستمرّ داخل المستوطنات القائمة، وفي المواقع الاستيطانية "العشوائية" التي بدأت تتحوّل إلى مستوطنات رسمية بمصادقة حكومة الاحتلال.
قضايا:
مع مضي الاحتلال قدمًا في سياسات التهويد المختلفة، يسجل الفشل تلو الآخر في محاولاته الدائمة لإثبات روايته المزعومة حول القدس والأقصى. وفي أحدث الأبحاث الجيولوجية الصادرة عن "المعهد الجيولوجي الإسرائيلي"، بالتعاون مع عدد من الجامعات العبرية، والتي تناولت السلاسل السندية الحجرية والزراعية المنتشرة في جبال القدس وتلالها، ظهر أن التاريخ الذي تعود إليه هذه السلاسل هي إسلامية، يعود بعضها إلى العهد العثماني والمملوكي، والبعض الآخر لبعَيد الفتح الإسلامي.
ودأبت أذرع الاحتلال على ترويج رواية تفيد بأن هذه السلاسل ذات "مشهد توراتي مشهود"، ولكن الدراسة لم تستطع إثبات أي دليل يبيّن أن بناء هذه السلاسل الحجرية يعود إلى ما يطلق عليها فترة "المعبد الثاني". وهو إخفاق جديد للاحتلال، فروايته المزعومة لا تتفق مع تاريخ القدس العربي والإسلامي، والذي تؤكده الشواهد العمرانية والمكانية في القدس وجوارها.
انتفاضة القدس:
دخلت انتفاضة القدس شهرها السادس مع عمليات جديدة أعطت الانتفاضة زخمًا إضافيًا على الرغم من الإجراءات التي يحاول الاحتلال من خلالها القضاء على الانتفاضة ووأدها. وأربكت العمليات الثلاث التي نفذها فلسطينيون في 8/3 في القدس ويافا و"تل أبيب" الاحتلال الذي سيتجه نحو مزيد من الإجراءات التي يظنّ أنها ستكون فعالة في القضاء على الانتفاضة. وجاءت العمليات الثلاث بعد إقدام قوات الاحتلال على إعدام فدوى أبو طير في البلدة القديمة بالقدس بزعم محاولتها تنفيذ عمليّة طعن.