09 - 15 آذار/ مارس 2016
الأربعاء 16 آذار 2016 - 10:36 ص 11217 1361 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
09 - 15 آذار/ مارس 2016
انتفاضة القدس مستمرة والاحتلال يفرض المزيد من الإجراءات للقضاء عليها
تستمر انتفاضة القدس على الرغم من الإجراءات التي يتخذها الاحتلال للقضاء عليها، ويتكامل الخطاب السياسي مع الخطاب الديني الإسرائيلي في الدعوة إلى الانقضاض على الفلسطينيين وقتلهم. وفيما تسجل حاجة المقدسيين إلى حوالي 40 ألف وحدة سكنية فإنّ الاحتلال يستمر في هدم منازلهم بذريعة المخالفات القانونية.
التّهويد الديمغرافي:
أمام الزيادة الطبيعية للفلسطينيين في القدس، ترتفع الحاجات إلى توفير السكن اللازم لهم، ولكن الاحتلال يحول دون تحقيق ذلك، عبر سياساته وشروطه التعجيزية. وبحسب بيانات شبه رسمية وصلت حاجة المقدسيين إلى حوالي 40 ألف وحدة سكنية لسد الحاجة الموجودة، كما يجب توفير عشرة آلاف وحدة سنويًا، لمواكبة الزيادة الطبيعية للسكان في المدينة المحتلة.
هذه الحاجات الماسة للمقدسيين إلى توفير المسكن تقابلها سياسة هدم المنازل التي تنفذها سلطات الاحتلال بذريعة البناء من غير ترخيص، ففي قرية العيسوية طالت أوامر الهدم عددًا من المنازل والمباني السكنية، فيما وصل عدد المباني التي أخطرت بالهدم خلال عامين إلى 50 منزلًا. هذا الهدم الممنهج يأتي في وقت قدمت فيه منظمة "عطيرت كوهنيم" دعوى لإخلاء بيوت تضم 51 عائلة من سكان سلوان بمدينة القدس، وعادةً ما تقدم الجمعية عروضًا مالية مغرية لإخلاء هذه المنازل، للقيام بتهويدها وإقامة بؤر استيطانية مكانها.
انتفاضة القدس:
مع استمرار انتفاضة القدس، كشفت إحصائية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" عن حجم القتلى في صفوف الاحتلال، والذي وصل إلى 34 إسرائيليًا، مع تسجيل إصابة 342 آخرين. ورصدت الصحيفة وقوع حوالي 1300 عملية في محافظات الضفة الغربية، 360 عملية منها في القدس المحتلة، وعلى قائمة العمليات 74 عملية دهس، و33 عملية طعن، و71 عملية إطلاق نار. وإذا تستمر الانتفاضة فإن الاحتلال يواجهها بمزيدٍ من الإجراءات القمعية، فقد أقرّ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" الخميس 10/3، سلسلة إجراءات "عقابية" كان أبرزها سد الثغرات في السياج الأمني حول القدس، ووضع قيود على دخول العمال الذين يملكون تصاريح عمل، بالإضافة إلى حرمان عوائل منفذي العمليات من الحصول على أي تصاريح عمل أو تصاريح تجارية، وتقصير الفترة الزمنية للموافقة على هدم منازل منفذي العمليات.
وسائل الاحتلال للحد من الانتفاضة تضاف إلى وحشية الاحتلال في مواجهة المظاهرات والاحتجاجات، فإطلاق الرصاص لمواجهة المحتجين أو العمليات الفردية سلوك دائم لجنوده، حيث قالت صحيفة "هآرتس" العبرية بأن جنود الاحتلال أطلقوا أكثر من 38 ألف رصاصة إسفنجية في عامي 2014 و2015، أما الرصاص المغلف بالإسفنج الأزرق فأطلق منه جنود الاحتلال حوالي 20 ألف رصاصة خلال المدة ذاتها. وبحسب الصحيفة فإن الرصاص "الأسود" الأخطر والأشد تأثيرًا، أطلق منه جنود الاحتلال أكثر من مثيله "الأزرق"، ويستهدف الاحتلال المناطق الحساسة في الجسم خصوصًا منطقة الرأس، الأمر الذي تسبب بفقدان 7 مقدسيين لعيونهم.
هذه الوحشية في التعامل لم تكن بغطاء سياسي فقط، بل هي بغطاء ديني يتجدد عبر فتاوى الحاخامات التي تدعو إلى قتل الفلسطينيين، وآخرها فتوى الحاخام الأكبر يتسحاق يوسف الذي دعا جنود الاحتلال إلى قتل منفذي العمليات من دون الخوف من القيادة والمسؤولين. وهو مثال متجدد بأن الإجرام متأصل في الاحتلال الذي، يشكل إلغاء الفلسطيني منهجية أساسية ومتبعة لديه.
التفاعل مع القدس:
تواصل مبادرة "الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام الغزالي ومنهجه" في المسجد الأقصى المبارك وجامعة القدس، عملية التدريس منذ 3 سنوات، في مسعى لتفعيل الدور العلمي للمسجد الأقصى، وربط المسلمين بحلقات التعليم، والهدف من الوقفية هو إحياء الحياة العلمية في المساجد حيث تقام دروسٌ أسبوعية منتظمة، يحضرها مجموعة من الطلاب من خلفيات علمية ومستويات مختلفة، كما يوجد منحة دكتوراه وأخرى ماجستير كل عامين.
وأطلقت مؤسسة "الرؤيا الفلسطينية، يوم الإثنين 14/3، مشروعها الجديد "حقكم"، الذي يهدف الى زيادة قدرة المقدسيين على الوصول إلى حقوقهم من خلال المساهمة في رصد انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الانساني التي يرتكبها الاحتلال، من خلال إطلاق منصة إلكترونية تفاعلية يمكن الوصول إليها من خلال موقع إلكتروني، وتطبيقه على الهواتف الذكية باللغتين العربية والإنجليزية. ويسعى المشروع إلى توفير جميع المعلومات التي يحتاج إليها المقدسي لمعرفة حقوقه، وتقدّم له النصائح القانونية اللازمة، كما تعمل المنصة على تسهيل حصول المقدسيين على المساعدات والخدمات القانونية من خلال مؤسسات حقوقية؛ وينفذ المشروع بدعم من عدد من المؤسسات الحقوقية والإنسانية.