04 - 10 أيار/مايو 2016
الأربعاء 11 أيار 2016 - 3:44 م 12098 1594 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
04 - 10 أيار/مايو 2016
انتفاضة القدس تكسب زخمًا جديدًا والجمعيات الاستيطانية تعزز وجودها حول الأقصى
سجلت انتفاضة القدس مع بدء شهرها الثامن ارتفاع وتيرة العمليات مقارنة بالربع الأول من عام 2016 عندما أعلن الاحتلال أنّه نجح إلى حد كبير في السيطرة على الوضع. وقد سجلت الأسبوع الماضي عمليتا طعن في القدس تمكن منفذوها من الانسحاب، كما استمرت عمليات رشق القطار الخفيف في شعفاط، بالإضافة إلى استمرار المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في أحياء مختلفة. كما شهد الأسبوع الماضي استمرار الاقتحامات في الأقصى بالإضافة إلى تعزيز الوجود الاستيطاني في حارة السعدية وحي الشيخ جراح.
التهويد الديني:
استمرت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى خلال الأسبوع المنصرم بعد انقضاء "الفصح العبري"، مع العلم أنها تزايدت بشكل لافت في تلك الفترة مع اقترانها بمحاولات المستوطنين أداء صلوات تلمودية في المسجد وعند أبوابه. وقام الحاخام المتطرف يهودا غليك باقتحام المسجد مع مجموعات من المستوطنين بحماية شرطة الاحتلال والقوات الخاصة، فيما أدى مستوطنون طقوسًا وشعائر تلمودية صامتة في منطقة باب الرحمة المعروفة باسم "الحُرش" بين المصلى المرواني وباب الأسباط. وبالمقابل، فقد تواصلت عملية التضييق على المسلمين واحتجاز هوياتهم، بالإضافة إلى صدور قرارات بالإبعاد عن الأقصى من بينها قرار بمنع المقدسيين طارق الهشلمون وأكرم الشرفا من دخول الأقصى نهائيًا لحين صدور قرار من المحكمة يحدد مدة الإبعاد.
كما نصبت شرطة الاحتلال الإسرائيلي كاميرات مراقبة عند مئذنة باب الغوانمة في الزاوية الشمالية الغربية للأقصى، ضمن حملة قامت بموجبها بوضع عشرات الكاميرات على مداخل المسجد كافة وعلى باب المغاربة وفوق المدرسة التنكزية التي حولتها إلى مقر لما يسمى بـ"حرس الحدود" والشرطة، كما قامت بوضع كاميرات عالية الحساسية والدقة ذات قدرة على التحرك في الاتجاهات كافة على أبواب المدينة المقدسة، لا سيما باب الأسباط.
وأعلن نتنياهو عن تنظيم مؤتمر لتلقين موظفي الأمم المتحدة في القدس "التاريخ اليهودي"، وذلك بعد اعتماد اليونسكو قرارًا يدين بشدّة الاعتداءات الإسرائيلية والتدابير غير القانونية التي تتخذها "إسرائيل" والتي تحدّ من حرية العبادة التي يتمتع بها المسلمون ومن إمكانية وصولهم إلى الموقع الإسلامي المقدس المسجد الأقصى" مع عدم استخدام القرار تسمية "جبل المعبد" التي يطلقها اليهود على الأقصى. ورفض الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، مقترح نتنياهو وقال إنّ العاملين في الأمم المتحدة بالقدس ملمّون جيدًا بتاريخ المنطقة وشعوبها ودياناتها.
التهويد الديموغرافي:
ضمن السياسة الإسرائيلية لتعزيز الوجود اليهودي في القدس، لا سيما في البلدة القديمة وحول الأقصى، تمكنت جمعية "عطيرت كوهنيم" من الاستيلاء على مبنى ضخم في حارة السعدية ضمن مسلسل التوسيع الاستيطاني في الحي الإسلامي في القدس. وقد اقتحم 25 مستوطنًا حارة السعدية وارتقوا سطح المبنى المكون من 3 طبقات والمطل على الأقصى، وركبوا كاميرات مراقبة ومطافئ للحريق وسياجًا حديديًا. لكن صفحة استهداف الاحتلال لحارة السعدية لا تطوى مع هذا الاستيلاء حيث إنّ المحكمة المركزية للاحتلال وجهت إنذارًا لعائلة مازن قرش بضرورة إخلاء منزلهم، وتنتهي مهلة الإنذار في الأول من حزيران/يونيو القادم. وكان مستوطنون استولوا عام 2010 على جزء كبير من العقار فيما قررت المحكمة بفقدان عائلة قرش حق الحماية وفق نظام حماية المستأجر بزعم أنّ مازن هو من الجيل الرابع في المنزل ولا تشمله الحماية.
وفي خطوة تبرز الدّور الإسرائيلي الرسمي في دعم التوسع الاستيطاني، صادرت قوّات الاحتلال أرضًا مساحتها حوالي 3 دونمات في الشيخ جراح جنوب الأقصى وسلمها لمنظمة "أماناه" الاستيطانية بهدف بناء كنيس يهودي ومكاتب للمنظمة. وقد صادر الجيش الأرض العائدة لمحمد أبو طاعة بوثائق تثبت ملكيته لها، بهدف إنشاء أمر واقع على الأرض حيث إن المحكمة العليا للاحتلال لم تبتّ بعد في القضية ويمكن بهذه الطريقة حسم الحكم بشكل مسبق عبر إلزامها بالتعامل مع الأمر كواقع على الأرض وتسويته عبر الحكم لمصلحة المنظمة المستوطنين.
انتفاضة القدس:
لا تزال انتفاضة القدس تتفاعل فصولًا في القدس بشكل واضح، وذلك على الرغم مما حاول الاحتلال الإيحاء به لجهة أنها انتهت، أو كادت تنتهي. فقد نفّذت الأسبوع الماضي عمليتا طعن إحداهما في البلدة القديمة والأخرى في مستوطنة "أرمون هنتسيف" في حي جبل المكبر، فيما تمكن منفذو العمليتين من الانسحاب. كما شهد الأسبوع الماضي استمرار عمليات رشق القطار الخفيف بالحجارة عند مروره في حي شعفاط، كما أصيب مستوطن بجروح نتيجة رشقه بالحجارة في حي الطور.
واستمرت المواجهات في أحياء مختلفة من القدس، ومنها قرية بدو شمال غرب القدس، وأبو ديس والعيزرية شرق القدس. كما نفذت قوات الاحتلال اقتحامات شبه يومية طالت العيساوية وشعفاط ضمن روتين التضييق على المقدسيين وترهيبهم.
وفي سياق مرتبط بجثامين شهداء الانتفاضة الذين تحتجزهم سلطات الاحتلال، أوصت المحكمة العليا الإسرائيلية بتسليم الجثامين بشكل تدريجي قبل حلول شهر رمضان المبارك وقبل 48 ساعة من دفن كل جثمان لإزالة الجليد عنه. ويحتجز الاحتلال 18 جثمانًا أقدمها لثائر ابو غزالة الذي أعدمته قوات الاحتلال في 8/10/2015.
التفاعل مع القدس:
في سياق المواقف المتفاعلة مع القدس وانتفاضتها، قال النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، باسم الزعارير، إن الاحتلال يسعى إلى إخماد الانتفاضة، ودعا أهل القدس وأراضي الـ48 المحتلة إلى تفويت الفرصة على الاحتلال، وكذلك دعا السلطة الفلسطينية إلى دعم صمود المقدسيين ماليًا وسياسيًا، واستنفار القوى الحية لدعم صمودهم وفضح سياسة الاحتلال الرامية لتهويد القدس وإفراغها من أهلها.
وانطلق عشرات الفلسطينيين في 7/5 في مسيرة راجلة من حيفا باتجاه الأقصى ضمن مسيرة تنظم للسنة الثانية تهدف إلى التأكيد أن مسؤولية الأقصى هي مسؤولية كل مسلم في العالم العربي والإسلامي.