25 - 31 أيار/ مايو 2016
الأربعاء 1 حزيران 2016 - 4:15 م 11523 1414 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
25 - 31 أيار/ مايو 2016
الاحتلال يمعن بتهويد القدس، والعرب يردّون بدعم "المبادرة الفرنسية"
تتحرك خلال هذه الأيام "المبادرة الفرنسية" لإنعاش المفاوضات المتوقفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتحضيرات لعقد اجتماع في الثالث من شهر حزيران/يونيو القادم، ويأتي هذا الحراك السياسي على وقع استعداد "إسرائيل" للاحتفال بالذكرى 49 لاحتلال كامل القدس، وتنظيم فعاليات تهويدية مختلفة، واستمرار الاعتداءات على الأقصى والمصلين. وفي هذه الإطلالة نتناول أحدث ما كشفته التقارير الحقوقية حول إمعان الاحتلال بهدم المنشآت الفلسطينية ولو كانت مشيدة بتمويل أوروبي، إضافةً لآخر أحداث "انتفاضة القدس" والتي تسير بحد الفاعلية الأدنى.
التهويد الديني:
تستمر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، في ظل حماية أمنية من قوات وعناصر الاحتلال، مع استمرار احتجاز بطاقات النساء والشبان على بوابات الأقصى. ووصل عدد من اقتحم الأقصى خلال شهر أيار/مايو نحو 963 مستوطنًا وجنديًا إسرائيليًا، كما تم إبعاد 14 فلسطينيًّا عن القدس والمسجد الأقصى لمدد تتراوح ما بين 15 يومًا وثلاثة أشهر. كما رفضت سلطات الاحتلال طلب السماح لأعضاء الكنيست العرب من دخول الأقصى خلال شهر رمضان، محذرة إياهم من عواقب خرق هذا القرار.
تأتي هذه الأرقام مع استعداد الاحتلال لتنظيم احتفالاته بذكرى الـ 49 لاستكمال احتلال القدس، حيث دعت "منظمات المعبد" لاقتحام جماعي للأقصى والاحتفال داخله، ومع أن هذه المناسبة تأتي عشية شهر رمضان، يتحضر الاحتلال لجملة من الفعاليات تنظمها أذرعه المختلفة تستبيح بها المدينة، منها مؤتمر شبابي تهويدي بعنوان "الحج إلى أورشليم" سيحضره آلاف الطلاب، ومسيرة "الأعلام الإسرائيلية" في 5 حزيران/يونيو التي ستمر في أزقة البلدة القديمة، وتنظيم مراسيم عسكرية لجنود الاحتلال الذين شاركوا في احتلال القدس عام 1967، كما سيتم عقد جلسة حكومية خاصة في منطقة "تلة الذخيرة"، بمشاركة نتنياهو ووزراء من الحكومة ورئيس بلدية الاحتلال.
هذه الخطط والاحتفاليات القادمة، سيسبقها تنظيم مؤسسات الاحتلال لمهرجان "الأنوار" التهويدي، حيث انطلقت فعالياته في 25/5، على أن يتضمن المهرجان عروضًا مسرحية، وغنائية صاخبة، وعروضًا ضوئية واستعراضيّة، وتركز أغلبها على المصطلحات التلمودية التهويدية.
التهويد الديمغرافي:
لا يتوقف الاحتلال عن هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين، بصرف النظر عن تمويل بنائها، وفي أحدث التقارير الحقوقية المنشورة تم الكشف عن هدم الاحتلال لأكثر من 120 منشأة أوروبية التمويل في الضفة الغربية خلال الأشهر الثلاثة الأول من 2016، كما ألقى التقرير الضوء على الصمت الأوروبي تجاه هذه العمليات، مطالبة الجهات الأوروبية المعنية بالتحرك لوقف هذه السياسة الإسرائيلية، ومطالبة الدولة العبرية بالتعويضات اللازمة، وفرض العقوبات عليها إذا استمرت بها. وفي صعيد متصل بعمليات الهدم، سلمت طواقم بلدية الاحتلال في القدس، إخطارات هدم جديدة شملت منازل في سلوان.
انتفاضة القدس:
يلاحق الاحتلال شبح الانتفاضة لمختلف أجهزته، فقد أعلن جهاز "الشاباك" الإسرائيلي في 29/5، عن اعتقال خلية تابعة لحركة حماس، على علاقة مباشرة بعملية تفجير الحافلة التي نفّذها الشاب عبد الحميد أبو سرور في القدس في 18 نيسان/إبريل الماضي، وبحسب ادعاء الشاباك فإن الخليّة مكوّة من خمسة أفراد من سكان مدينة بيت لحم ومحيطها، متّهمة بتصنيع عبوات وأحزمة ناسفة، والتخطيط لسلسلة هجمات.
من مظاهر استمرار الانتفاضة بالحدّ الأدنى، إلقاء الزجاجات الحارقة والذي تسبب باندلاع حريق كبير في معسكر للاحتلال قرب العيساوية، وقد أصيب جراءه جنديان إسرائيليان، وفي 29/5 أصيب مستوطن جراء رشق حافلة بالحجارة، وفي 30/5 أصيب جندي إسرائيلي بجراح بعملية طعن في مدينة "تل أبيب"، نفذها شاب يبلغ من العمر 17 عامًا، تمكنت شرطة الاحتلال من اعتقاله.
التفاعل مع القدس:
تتحرك خلال هذه الأيام "المبادرة الفرنسية" لإنعاش المفاوضات المتوقفة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، على أن يعقد اجتماع في العاصمة الفرنسية، في الثالث من حزيران/يونيو القادم، للبحث في هذه المبادرة، سيشارك فيه 26 دولة من بينها مصر والأردن والسعودية، إضافةً إلى الأمانة العامة للجامعة العربية، وقد سبق الاجتماع عدة خطوات تتمحور حول المبادرة، أولها اللقاء بين الرئيسين عباس والسيسي، اللذين بحثا ملف المصالحة الفلسطينية، والتحضير لاجتماع باريس بالإضافة إلى التنسيق المصري الفلسطيني.
كما تم عرض "الأفكار الفرنسية" بشأن "عملية السلام"، على الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية في 28/5، والذي أعلن دعمه لها وللجهود العربية والدولية كافة لحل القضية الفلسطينية. وقد أعلن المجلس رفضه لجميع السياسات والخطط الإسرائيلية التي تستهدف ضم "شرقي القدس" المحتلة، وتشويه هويتها العربية وتركيبتها السكانية، والمساس بمقدساتها، كما أعلن عن عزمه التحرك في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لاستصدار قرار بوقف الاستيطان، ودعا المجتمع الدولي إلى وضع المنظمات الاستيطانية على قوائم الإرهاب، وملاحقة أعضائها أمام المحاكم الدولية.
وفي التفاعل الداخلي مع "المبادرة الفرنسية"، أعلنت كل من حركتي حماس والجبهة الشعبية عن رفضهما لهذه المباردة التي وصفوها بأنها "محاولة لإلهاء الشعب الفلسطيني"، كما تهدف "إلى شطب الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين إلى ديارهم"، كما وصف التفاعل من جانب السلطة مع المبادرة بأنه خطوة فردية بعيدة عن التوافق الوطني الجامع.
ومواكبة للمسجد الأقصى في رمضان، دعا "مجلس الإفتاء الأعلى" في فلسطين في 26/5، المسلمين في شتى أصقاع المعمورة للتحرك لنصرة إخوانهم الفلسطينيين، وبأن شهر رمضان يأتي في ظل استمرار الهجمة شرسة على المقدسات، حيث عمليات تغيير معالم المدينة المقدسة والحفريات المستمرة أسفله، بهدف تهويد القدس وتغيير معالمها العربية والإسلامية.