08 - 14 حزيران/يونيو 2016
الأربعاء 15 حزيران 2016 - 2:44 م 13357 3132 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
08 - 14 حزيران/يونيو 2016
انتفاضة القدس تضرب في العمق الإسرائيلي والاحتلال يرد بمزيدٍ من القمع والتهويد
يتابع الاحتلال هجمته التهويدية على الصعد كافة، فمع شهر رمضان يمعن الاحتلال بحصار الأقصى والتدخل في أعمال الصيانة والترميم، كما سير في المسجد دورية سيّارة للمرة الأولى منذ احتلال كامل القدس. وعلى الصعيد الديمغرافي تم الكشف عن خطط عديدة لمشاريع وحدات استيطانية جديدة، ولبناء شبكة مواصلات تربط القدس بباقي الأراضي المحتلة. وفي سياق انتفاضة القدس، برز خلال مدة الرصد عملية نوعية في "تل أبيب" استهدفت مركز "شارونا" التجاري بالقرب من وزارة الجيش وشكلت خيبة أمل للمراهنين على انتهاء الانتفاضة، كما أثارت قلقًا إسرائيليًا من احتمال تقليدها.
التّهويد الديني:
تصل الاعتداءات بحق الأقصى لمستوياتٍ جديدة، ففي 12/6 بدأ الاحتلال بتطبيق إجراءات جديدة في المسجد، وكان أبرزها تسيير دورية أمنية داخل عربة كهربائية جابت ساحات الأقصى، وهي المرة الأولى منذ احتلال كامل المدينة عام 1967، وهو اعتداء يأتي بعيد إغلاق الاحتلال لأماكن الوضوء الجديدة بباب الغوانمة. وتأتي هذه الممارسات مع استمرار الاقتحامات خلال شهر رمضان المبارك، واستمرار منع نساء "القائمة الذهبية" من دخول الأقصى بالإضافة إلى منع الاحتلال إدخال طعام الإفطار للصائمين في 8/6، واعتقال 4 من حراس الأقصى لمواجهتهم الاقتحامات التي تمت بدعوة من "منظمات المبعد" يوم الأحد في 12/6.
التهويد الديمغرافي:
يستمر الاستيطان في القدس كأحد أوجه تهويديها، ومتابعةً لاحتفالات الاحتلال في الذكرى 49 لاحتلال كامل القدس، صادقت "اللجنة المحلية للتنظيم والبناء" على مخططين، الأول لبناء 82 وحدة سكنية في مستوطنة "رمات شلومو" (تلة شعفاط)، والثاني لبناء 150 وحدة سكنية على سفح مستوطنة "جيلو" جنوب القدس، وهي وحدات جديدة. كما كشفت دوريات عبرية عن عمليات بناء متعددة لوحدات استيطانية متفرقة في مستوطنات "هارحوما" و"بسغات زئيف" و"معاليه أدوميم" وغيرها.
وفي سياق متصل، كشفت جمعيات استيطانية عن تحضير ما تسمى بـ"اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" في القدس، عن تحضيرات لبحث مخططها الخاص ببناء 258 وحدة استيطانية على أراضٍ تعود لقريتيّ العيسوية والطور وجزء من أراضي لفتا، على أن تبحث المخطط في 23/6 القادم. ويضم المخطط بناء حديقة ومدرسة وكنيس، وسوف تشكل هذه البؤرة حاجزًا لتمدد القرى والبلدات العربية، كما ستصبح منطقةً للتهويد داخل المناطق العربية.
وعلى صعيدٍ آخر كشف رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات عن مخطط لإقامة شبكات من "التلفريك" -القطار المعلق- والقطار الخفيف، مهمتها وصل أجزاء المدينة والمستوطنات المحيطة، بمنطقة القدس القديمة ومحيط المسجد الأقصى، وتأتي هذه المشاريع ضمن خطة واسعة للمواصلات في المدينة المحتلة، لربطها مع المدن الأخرى وعلى رأسها "تل أبيب". وسيضم القطار الخفيف 3 شبكات جديدة ليصل طول الخطوط الإجمال لنحو 60 كيلومترًا بتكلفة نحو 25 مليار شيكل (7 مليارات دولار أمريكي). أما "التلفريك" فسيمرّ في البلدة القديمة والمستوطنات المحيطة بالقدس، ويهدف المشروع لتسهيل وصول الملايين من اليهود والسياح الأجانب إلى منطقة ساحة البراق والبلدة القديمة بحسب بركات.
انتفاضة القدس:
تمكّن فلسطينيان في 8/6/2016 من تنفيذ عملية في "مركز شارونا" التجاري بالقرب من مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية ومجمع وزارة الجيش، الأمر الذي أكّد أن إجراءات الاحتلال لإخماد "انتفاضة القدس" المستمرة منذ حوالي 10 أشهر لم تحقق هدفها. وأدت العملية إلى قتل 4 إسرائيليين، أحدهم ضابط في الوحدة الإسرائيلية الخاصة "سيريت متكال"، وجرح 6 آخرين، واعتقلت شرطة الاحتلال منفذَي العملية، وهما من بلدة يطا بالخليل. وشكلت هذه العملية خيبة أمل للمراهنين على انتهاء الانتفاضة، حيث إنها شكلت تطورًا في سياق العمليات التي لم تتوقف محاولات تنفيذها على الرغم من إجراءات الاحتلال للقضاء عليها.
وكان من آخر هذه الإجراءات ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في 8/6 أن الشرطة الإسرائيلية قررت منع دفن جثامين الشهداء الفلسطينيين من سكان القدس داخل قراهم، على أن تحدد الشرطة صلاحية اختيار المقابر التي يتم الدفن فيها، وقد أقر القرار وزير الأمن أردان ومجلس الوزراء. كما كشفت معلومات عن طلب نتنياهو دراسة إنشاء مقبرة جديدة تضم جثامين الفلسطينيين والآثار الأمنية المترتبة عليها. كما أصدر وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان قرارًا يقضي بعدم تسليم جثامين الشهداء الذين ينفّذون عمليات، وهو موقف مغاير لرأي القادة الأمنيين بعدم جدوى هذه الخطوة.
التفاعل مع القدس:
في أبرز محطات التفاعل مع القدس، طالبت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة باستعادة حارة المغاربة من الاحتلال، في بيان للذكرى السنوية لهدم الحارة، وأكدت الهيئة أن حارة المغاربة في القدس المحتلة، ملك مغتَصب، ودعت كل أحرار الأمة للمطالبة بالحقوق السليبة من الاحتلال الإسرائيلي.