14 - 20 أيلول/سبتمبر 2016
الأربعاء 21 أيلول 2016 - 2:23 م 13175 1548 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
14 - 20 أيلول/سبتمبر 2016
تطورات انتفاضة القدس تفاجئ الاحتلال وتوقّعات بمزيد من العمليات مع اقتراب موسم الأعياد اليهودية
مع استمرار الاحتلال في التّهويد الديني والديمغرافي، وتنوع أدوات التنفيذ وميادين الصراع، تظل انتفاضة القدس العامل الأكثر تغيرًا والذي يشكل خطرًا للاحتلال، فخلال هذا الأسبوع وعلى الرغم من إجراءات الاحتلال وزيادة عديد الشرطة، فقد تم تنفيذ عدة عمليات طعن في القدس والخليل بما أكّد أن انتفاضة القدس لم تنته بخلاف ما صرح به وزير الأمن الإسرائيلي حول "كبح موجة الإرهاب" ورئيس بلدية الاحتلال في القدس.
التهويد الديني:
تتابع أذرع الاحتلال تنفيذ مشاريع التهويد في القدس، ففي 15/9 تم الكشف عن مشروع نفق تهويدي يربط حي وادي حلوة في سلوان بمنطقة حائط البراق، وقد بدأ العمل في البُنى التحتية لخطوط المياه والصرف الصحي ضمن النفق، ويبلغ عرض النفق 7,5 م، وستكون الحفريات على مدى 550 م، وقد تم حفر عشرات الأمتار منه حتى الآن، بتكلفة إجمالية تصل إلى مليون شيكل.
وعلى صعيد آخر استمرت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، فقد اقتحم الأقصى في 18/9 نحو 70 مستوطنًا بحماية مشددة من شرطة الاحتلال. كما صعّد عضو "الكنيست" الحاخام يهودا غليك من خطابه متوعدًا بخرق قرار منع الاقتحامات السياسية، وقال غليك في تصريحات نقلها موقع القناة العبرية السابعة "سأحترم القرار حاليًا، لكن لا يمكن أن تستمر هذه الإجراءات طويلًا، وسوف ننظر في اتخاذ إجراءات ضد هذا القرار غير القانوني".
التهويد الديمغرافي:
أظهرت أرقام البناء الاستيطاني في القدس ارتفاعًا كبيرًا في البناء الاستيطاني وصل إلى لنسبة 40%، فقد أظهرت بيانات نشرها "المكتب المركزي للإحصاء" التابع للاحتلال حول أعمال البناء في المستوطنات، أنه تمّ في النصف الأول من عام 2016 البدء ببناء 1195 وحدة استيطانية، ما يشكل زيادة نسبتها 40% مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي 2015. وقالت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية: "إن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء لقطاع واحد فقط وهو قطاع المستوطنين، والذي يشكل أقل من 5% من مجمل السكان الإسرائيليين".
وفي سياق متصل بالاستيطان كشفت مواقع عبرية بأن حركة الاستيطان في القدس ستشهد ارتفاعًا كبيرًا، بعد إبرام الاحتلال الاتفاق حول المساعدات الأمريكية، وسوف تشمل الوحدات الممنوحة واحدة من الجمعيات المتدينة الحريدية، وبحسب هذه المواقع سيتم المصادقة على جميع المخططات الاستيطانية المجمدة ووضعها موضع التنفيذ.
انتفاضة القدس:
بخلاف تصريحات وزير أمن الاحتلال حول "كبح موجة الإرهاب" وتفاخر رئيس بلدية الاحتلال في القدس بالإجراءات التي "قضت على الإرهاب"، شهد الأسبوع المنصرم انعطافة جديدة في انتفاضة القدس مع تنفيذ عمليات طعن ودهس في القدس والخليل بشكل خاص. ففي 16/9 استشهد الشاب الأردني سعيد عمرو بعد محاولته تنفيذ عملية طعن في منطقة باب العمود فيما استشهد شاب فلسطيني وأصيبت خطيبته بجروح بعدما أطلقت قوات الاحتلال عليهما بعد محاولتهما تنفيذ عملية دهس ضد مجموعة من المستوطنين.
ومع استمرار رشق القطار الخفيف وسيارات المستوطنين بالحجارة، وتحضيرًا لموسم الأعياد اليهودية القادم، قامت شرطة الاحتلال برفع مستوى التأهب في جميع أنحاء القدس. وفي اجتماع أمني عقد في 18/9 برئاسة نتنياهو تم إقرار تشديد الإجراءات الأمنية في القدس وخاصةً البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، ودعا إلى التصرف بحزم ضد ما وصفه بـ"محاولة انتهاك النظام"، كما أمر بتعزيز قوات الجيش قرب المستوطنات وفي الطرق التي يمر بها المستوطنون، وقد جدد نتنياهو قراره القاضي بمنع أعضاء "الكنيست" ووزراء حكومته من اقتحام المسجد الأقصى في "هذا الوقت الحساس" بحسب تعبيره، بالإضافة إلى إجراءات عديدة تطال وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
ومع سريان تطبيق هذه الإجراءات وخلال 24 ساعة تم تنفيذ أكثر من ثلاث عمليات طعن في القدس والخليل، ففي 19/9 استُشهد شابان فلسطينيان هما مهند جميل الرجبي وأمير جمال الرجبي بعدما حاولا تنفيذ عملية طعن في منطقة الخليل. وفي وقت سابق من اليوم نفسه أطلقت شرطة الاحتلال النار على الشاب أيمن الكرد قرب باب الساهرة في القدس، وأصابته بجروح خطيرة، بعد تنفيذه عملية طعن أسفرت عن جرح شرطيين هما ضابط ومجندة، وفي أعقاب العملية أغلقت شرطة الاحتلال حميع الطرق المؤدية إلى باب الساهرة ومداخل القدس القديمة ومنعت الدخول إليها مجبرة طلبة المدارس للعودة لمنازلهم، فيما وقعت مواجهات في شارع صلاح الدين بين الشبان وقوات الاحتلال التي قامت بملاحقة الطلبة.
التفاعل مع القدس:
شهد مسقط رأس الشهيد الأردني سعيد العمرو في بلدة المغير في 17/9 بمحافظة الكرك، احتجاجات من قبل الأهالي للمطالبة بجثمانه الذي تحتجزه قوات. وقد سلّمت سُلطات الاحتلال عصر الأحد 18/9، جثمان الشهيد للسلطات الأردنية عبر معبر الكرامة، وكشفت العائلة بأن مجندة إسرائيلية أطلقت على الشهيد عشر رصاصات في ظهره. وقد شيعه مئات المواطنين الأردنيين في 19/9 على وقع هتافات تمجّد الشهيد، وتتوعد بالثأر من قتلته. واستدعت الخارجية الأردنية، سفيرة الاحتلال في عمّان، وطلبت منها تزويد الوزارة بالتوضيحات والمعلومات التفصيلية كافة عن الحادثة والتحقيقات الجارية، وأعلنت الخارجية أنّها "ستتخذ الموقف المناسب وفقًا لتلك المعلومات".