28 أيلول/سبتمبر - 04 تشرين الأول/أكتوبر 2016
الأربعاء 5 تشرين الأول 2016 - 3:43 م 13003 1404 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
28 أيلول/سبتمبر - 04 تشرين الأول/أكتوبر 2016
كنيس جديد في البلدة القديمة يشوه وجه القدس،وانتفاضة القدس عصيّة على الإيقاف
تشهد القدس والأقصى خاصةً موجةً متجددة من الاعتداءات والتي تتزامن مع موسم الأعياد اليهودية، التي تمتد إلى نهاية هذا الشهر، حيث ارتفعت وتيرة الاقتحامات وقرارات الإبعاد بحق المصلين والمرابطين. وفي تطور تهويدي آخر تتحضر أذرع الاحتلال لبناء كنيس جديد في البلدة القديمة في القدس في محاولة لدعم رواية الاحتلال حول المدينة. وتطل القراءة على آخر تقارير منظمة "أوتشا" حول تزايد عمليات هدم منازل الفلسطينيين، وعن أحدث عمليات انتفاضة القدس وأهم مضامين التفاعل خلال الأسبوع المنصرم.
التهويد الديني:
مع بداية موسم الأعياد اليهودية، ذكرت مصادر "منظمات المعبد" بأنها تتحضر لاقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى، وقد أطلقت هذه المنظمات دعوات عبر وسائل الإعلام التابعة لها، لرفع مشاركة المستوطنين في هذه الاقتحامات، التي ستؤمن لها الحماية من قبل قوات الاحتلال، وفق "منظمات المعبد".
وفي رصد للاعتداء على الأقصى خلال الأعياد اليهودية، اقتحم المسجد 45 مستوطنًا في 3/10 كما أدى مستوطنون طقوسًا تلمودية أمام أبواب السلسلة والأسباط. وفي 4/10 اقتحم 73 مستوطنًا المسجد عبر مجموعات صغيرة ومتتالية، بالتزامن مع اقتحام عدد من ضباط الاحتلال المسجد القبلي وقبة الصخرة، حيث نفذوا جولة استكشافية فيهما، وسط توتر وهتافات التكبير من قبل المصلين. وذكرت مصادر مقدسية بأن 833 مستوطنًا و281 طالبًا يهوديًا اقتحموا المسجد الأقصى خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وتجوّلوا في باحاته، تحت حماية شرطة الاحتلال والقوات الخاصة.وفي سياق التضييق على المصلين والمرابطين، نشطت أذرع الاحتلال الأمنية في إصدار قرارات الإبعاد عن المسجد المبارك، فقد قضت محكمة الاحتلال المركزية بالسجن مدة 14 شهرًا، على ثلاثة فلسطينيين بتهمة "الرباط في الأقصى"، إضافةً إلى غرامة مالية بقيمة 15 ألف شيكل. وفي 2/10 أبعدت شرطة الاحتلال 11 شابًا وسيدة عن الأقصى لمدة 15 يومًا، واستدعت ثلاثة آخرين للتحقيق معهم، كما طالت هذه القرارات رئيس هيئة المرابطين في القدس يوسف مخيمر والذي أُبعد لمدة أربعة أشهر.
وفي سياق آخر، كشفت مصادر عبرية عن استعداد أذرع الاحتلال لبناء مشروع كنيس "جوهرة إسرائيل" في حيّ الشرف، في قلب البلدة القديمة، على بعد 200 متر غربي المسجد الأقصى، بكلفة تقدر بـ 48 مليون شيكل (حوالي 13 مليون دولار أمريكي)، حيث رصدت حكومة الاحتلال مبلغ 36 مليون شيكل للمشروع، فيما سيُجمع المبلغ المتبقّي من أثرياء اليهود. وسيُبنى الكنيس اليهودي على أنقاض وقف إسلامي من العهدين العثماني والمملوكي، وتبلغ المساحة الإجمالية للبناء حوالي 1400 متر مربع، وسيتألف من ست طبقات. ويهدف الاحتلال من هذه الكنس لخلق معالم يهويدية دخيلة على المدينة العربية، ليدعم ادعاءه بأقدمية الوجود اليهودي فيها، إضافةً إلى تشويه المظهر الإسلامي المسيحي للمدينة المحتلة.
التّهويد الديمغرافي:
تتابع أذرع الاحتلال سياسة هدم منازل الفلسطينيين في القدس، ففي 28/9 أجبرت سلطات الاحتلال المقدسي عماد جابر على هدم منزله بحجة عدم الترخيص، بعد إجباره على دفع 67 ألف شيكل مخالفات مالية. التضييق على المقدسيين في السكن تناوله تقرير صادر عن مكتب "تنسيق الشؤون الإنسانية/ أوتشا" التابع للأمم المتحدة، والذي كشف عن ارتفاع عمليات هدم منازل الفلسطينيين بنسبة 60% منذ بداية العام الجاري؛ ووفق التقرير بلغ عدد المنشآت التي دمرتها أو صادرتها سلطات الاحتلال في الضفة الغربية 878 منشأة منذ بداية عام 2016، وهو رقم يكشف حجم الاستهداف الديموغرافي والمعاناة التي تلحق بالفلسطينيين عمومًا جراء هدم منازلهم.
انتفاضة القدس:
تستمر انتفاضة القدس على الرغم من إجراءات الاحتلال وسياساته للقضاء عليها، ومع بداية العام الدراسي عاد طلاب المدارس ليشاركوا بفاعلية في المواجهات مع الاحتلال، ففي 28/9 اندلعت المواجهات بين قوات الاحتلال والطلاب، بعد اقتحام حي الطور وملاحقة الطلبة.
وفي 30/9 استشهد شاب من سكان كفر عقب على حاجز قلنديا شمال القدس، بعد تنفيذه عملية طعن استهدفت أحد الجنود، وقد وصفت جروحه بالخطيرة.
التفاعل مع القدس:
ندد مجلس الإفتاء الأعلى بالوعد الانتخابي الذي قطعه مرشح الانتخابات الأميركية دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس "عاصمة موحدة" للدولة العبرية في حال انتخابه رئيسًا. ووصف المجلس تصريح ترامب بالخطير، لأنه يدل على عدم احترامه القانون الدولي الذي يعتبر القدس وفلسطين أرضًا محتلة، مبينًا أن تصريحاته كلها تظهر التخلي الكامل عن قرارات الأمم المتحدة.
وعلى صعيد آخر أكدت مؤسسة القدس الدولية في بيان لها في 30/9 أنّ انتفاضة القدس حققت أحد أفضل توازنات الرعب في تاريخ الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي، حيث ارتقى 238 شهيدًا خلال عامها الأول، فيما سقط خلالها 40 قتيلاً إسرائيليًا، مؤكدةً أنها إحدى أفضل نتائج توازن الرعب الذي أنتجتها أي مواجهةٍ في تاريخ "الصراع" عبر مختلف الحروب والانتفاضات. وأضافت المؤسسة أنّ "المقاومة التي تتمكن من إنتاج معادلةٍ كهذه من دون دعمٍ حقيقي من محيطها تكون قد أثبتت جدواها وقدرتها بشكلٍ لا يقبل الشك، ويصبح عدم الاستثمار فيها خطيئة تاريخية ترتكبها الأمة اليوم". وطالبت المؤسسة الأطراف الفاعلة بالوقوف في صف المطالب المحقة للشعب الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال.
وعلى جانب آخر من التفاعل وقّع صندوق ووقفية القدس اتفاقيتين، الأولى مع الصناديق الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي، والثانية بين الصندوق والشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، تنصّان على التعاون المشترك لتنفيذ مشاريع لتعزيز صمود القدس المحتلة.