05 - 11 تشرين الأول/أكتوبر 2016
الأربعاء 12 تشرين الأول 2016 - 12:25 م 13541 1992 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
05 – 11 تشرين الأول/أكتوبر 2016
عمليّة أبو صبيح علامة فارقة في مسار انتفاضة القدس
والتطوّرات تهيئ لمزيد من العمليّات
كانت العملية التي نفذها مصباح أبو صبيح التطور الأبرز خلال الأسبوع الماضي حيث شكلت علامة فارقة في مسار تطور انتفاضة القدس إن لجهة منفذ العملية، وهو أسير سابق وأحد المرابطين في الأقصى، أو السلاح المستعمل، أو التوقيت. وشهد الأسبوع كذلك اقتحامات نفذتها قوات الاحتلال في أحياء مختلفة من القدس، كالعيسوية وأبو ديس، فيما قوات الاحتلال شابًا عشرينيًا في سلوان مساء أمس الثلاثاء خلال اقتحامها الحي. وفي ضوء هذه التطورات ومعها اقتحامات المستوطنين للأقصى مقابل إقصاء المرابطين والمرابطات واستهداف موظفي الأوقاف والحراس وإبعاد عدد منهم ومنعهم من دخول المسجد تزداد احتمالات تنفيذ المزيد من العمليات على الرغم من محاولات الاحتلال المستمرة للقضاء على انتفاضة القدس.
التهويد الديني والثقافي:
شهد الأسبوع الماضي استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بالتزامن مع تحضيرات لاقتحامات واسعة ودعوات من "منظمات المعبد" لاقتحام المسجد في 12/10/2016 بمناسبة "عيد الغفران" التلمودي. كما طالبت منظمات يمينية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان بالسماح لليهود بإقامة صلواتهم ومراسيمهم الخاصة في "عيد الغفران" في المسجد الأقصى. وفي سياق استهداف موظفي الأوقاف وحراس الأقصى، اعتقلت قوات الاحتلال أحد الحراس في 10/10 فيما قال مدير المسجد الشيخ عمر الكسواني إن الاحتلال رفض تجديد تصاريح دخول 6 من الحراس إلى المسجد الأقصى من سكان الضفة الغربية. وقد صعّد الاحتلال خلال الآونة الأخيرة من حملة استهداف موظفي الأوقاف وحراس المسجد وأصدر أوامر بإبعاد بعضهم ومنعهم من دخول المسجد في خطوة مكمّلة لاستهداف المرابطين والمرابطات لإفراغ المسجد من العناصر التي تتصدى لاقتحامات المستوطنين وتحبط محاولاتهم أداء صلوات وطقوس تلمودية في الأقصى. وقد طالبت عضو "الكنيست" شولي معلم رفاييلي وزير الأمن الداخلي بإصدار أوامر اعتقال إداري ضد قادة المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى على اعتبار أن "هذه التنظيمات تنشغل في التحريض غير المتوقّف، من خلال تقديم معلومات كاذبة للجمهور العربي حول نية إسرائيل التعرض للمساجد على جبل المعبد (التسمية التلمودية للمسجد الأقصى)".
التهويد الديمغرافي:
كشفت صحيفة "كول هعير" العبرية عن مخطط استيطاني جديد لإقامة 142 وحدة استيطانية في القدس المحتلة. وقالت الأسبوعية إنّ المشروع يمتد على مساحة 4.5 دونمات ويتضمن 142 وحدة سكنية في ثلاثة مبانٍ، يتكون كل منها من 9 طبقات، على أن يبدأ إسكان المبنى الأول في أيار/مايو 2018.
وصادقت حكومة الاحتلال على استئناف عمل "قسم الاستيطان" الذي يعمل على تطوير الوحدات الاستيطانية في المناطق المحيطة بالضفة والقدس. وأشارت الإذاعة العبرية في خبر مقتضب إلى أن هذا القسم تم تجميده خلال العامين الماضيين إثر وقف تحويل الميزانية إليه استنادًا إلى توصية نائبة المستشار القانوني للحكومة. ويعكس القرار اتجاه سلطات الاحتلال إلى مزيد من التصعيد في البناء الاستيطاني.
انتفاضة القدس:
نفذ المقدسي مصباح أبو صبيح في 9/10/2016 عملية نوعية استعمل فيها سلاح آلي M16 بالقرب من مركز شرطة الاحتلال في شرق القدس، وتمكن من قتل مستوطنين (أحدهما جندي) وإصابة 6 آخرين بجروح. وشكلت هذه العملية نقطة فارقة في مسار تطور العمليات منذ اندلاع انتفاضة القدس قبل عام لجهة الشخص المنفذ والسلاح المستعمل وكذلك توقيت العملية. فمنفّذ العملية هو أسير سابق لدى الاحتلال وأحد المرابطين في الأقصى وقد تعرض للإبعاد ومنعه الاحتلال من السفر على خلفية الرباط في المسجد. أما السلاح فهو، بخلاف الأسلحة التي استعملت في عمليات سابقة، ليس محلي الصنع ويثير أسئلة حول كيفية الحصول عليه وطريقة استعمال أبو صبيح له حتى بدا أنه مدرب على استعماله. وقد نفذ أبو صبيح العملية بينما الاحتلال ينتظره أن يسلم نفسه لتنفيذ حكم بالسجن لمدة 4 أشهر.
وعلى الرغم من أن الاحتلال يتوقع تنفيذ عمليات في موسم الأعياد اليهودية إلا أن هذه العملية "جاءت من حيث لم يحتسب"، وقد اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الرام حيث منزل منفذ العملية، واقتحمت منزله وأخذت قياساته تمهيدًا لهدمه كما اعتقلت قوات الاحتلال عددًا من المقدسيين بذريعة توزيع الحلوى ابتهاجًا بالعملية واعتقلت أيضًا ابنة أبو صبيح ومددت اعتقالها حتى 13/10. وأعلن نائب رئيس بلدية الاحتلال في القدس عن وقف مخططات البناء للفلسطينيين في شرق القدس بذريعة العملية.
وفي سياق غير بعيد، شهدت سلوان مساء 11/10 مواجهات بين قوات الاحتلال والمقدسيين استعمل خلالها جنود الاحتلال النار على الشبان الفلسطينيين فأصابت علي الشيوخي (20 عامًا) وقتلته بالرصاص. كما شهدت أحياء مختلفة من القدس، كالعيزرية وأبو ديس والعيسوية، مواجهات خلال الأسبوع الماضي بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي ألقت الرصاص المطاطي والقنابل الحارقة على الشبان كما اقتحمت المنازل بشكل عشوائي بحثًا عن شبان شاركوا في المواجهات.
التفاعل مع القدس:
انطلقت في 7/10 في مدينة اسطنبول فعاليات ملتقى الرواد الثامن في العالم الاسلامي تحت شعار (الأقصى في خطر)، وينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين بالتعاون مع مركز العلاقات العربية التركية. ويهدف المؤتمر لحشد طاقات الأمة الإسلامية تجاه قضية القدس والأقصى، وتضامنًا مع الشيخ رائد صلاح الأسير في السجون الإسرائيلية، ودعمًا للمرابطين في ساحات الأقصى.
أيضًا في إسطنبول، افتتحت في 11/10 أعمال مؤتمر الائتلاف العالمي للنقابات لنصرة القدس وفلسطين، بحضور رسمي وشعبي وبمشاركة نخبة من الشخصيات العربية والإسلامية. وقال نائب رئيس الوزراء على كورتلمش في ختام الجلسة الأولى إن القدس محور السياسة الخارجية التركية ويجب على الجميع أن يطرح هذه القضية للعالم بأبعادها التاريخية.