30 تشرين الثاني/نوفمبر - 06 كانون الأول/ديسمبر 2016
الأربعاء 7 كانون الأول 2016 - 1:26 م 12607 1668 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
30 تشرين الثاني/نوفمبر - 06 كانون الأول/ديسمبر 2016
االاحتلال يطلق العنان لمشاريع استيطانية ضخمة ويشرعن بؤرها المختلفة
يدفع الاحتلال نحو مزيدٍ من التهويد في القدس، فمن تمديد وقت الاقتحامات ساعةً كاملة وإطلاق العمل ببناء مصعد البراق والتحضير لبناء كنيس "جوهرة إسرائيل"، وصولًا لتمرير مشاريع ومخططات استيطانية ضخمة، وقوننة آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية. تختم القدس عامها في استمرارٍ قاتم لواقعها المعقد تحت الاحتلال، أمام ضمور التفاعل العربي والإسلامي المناسب والذي لا يرقى البتة للتحديات التي تواجه المدينة المحتلة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
يمضي الاحتلال في مشروع تهويد القدس، وتعمل أذرعه على دعم الاقتحامات وتسهيلها، وفي هذا الصدد، وافقت لجان بلدية الاحتلال في القدس على ترخيص بناء "مصعد البراق"، والذي سيربط حارة الشرف بساحة البراق، ويهدف لتسهيل انتقال المستوطنين بين المنطقتين، كما يصبّ المشروع في تهويد هذه المنطقة والتي تشهد مشاريع ومخططات عدة، وسيطلق على المشروع اسم "مصعد باروخ" على اسم الثري "كلاين باروخ" الذي تكفّل بمصاريف المشروع بقيمة 10 مليون شيقل (حوالي 2.5 مليون دولار).
وفي سياق الاقتحامات، يستمر اقتحام المسجد الأقصى بشكل شبه يومي، ففي 1/12 اقتحم أكثر من 140 مستوطنًا المسجد بحراسة من شرطة الاحتلال، وقد رصدت وسائل إعلام مقدسيّة اقتحام نحو 1346 مستوطنًا لباحات الأقصى خلال شهر تشرين ثانٍ/ نوفمبر الماضي، من بينهم 129 جنديًا من شرطة الاحتلال وعناصر المخابرات، إلى جانب أحد موظّفي "سلطة الآثار الإسرائيلية". وفي إطار محاولة الاحتلال تثبيت سيطرته على الأقصى، أبلغت سلطاته دائرة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة في القدس، بتمديد فترة الاقتحامات الصباحية لساعة واحدة، الأمر الذي رفضته دائرة الأوقاف بشكلٍ قاطع، وقد أثار القرار موجةً رافضة من قبل الهيئات المقدسية والفلسطينيّة، وتأكيد رفض تدخل الاحتلال بإدارة شؤون المسجد الأقصى.
وفي سياق آخر من التهويد كشفت وسائل إعلامية بأن "الشركة لترميم وتطوير الحي اليهودي"، بدأت بتلقي العروض لبناء وتشغيل كنيس "جوهرة إسرائيل"، والذي يقع على بعد نحو 200 متر غربي المسجد الأقصى، ويعدّ هذا الكنيس الثاني من حيث الضخامة والارتفاع في البلدة القديمة بعد "كنيس الخراب"، وتعمل أذرع الاحتلال على بناء الكنس لتغيير وجه المدينة واستحداث مواقع دينية يهودية غريبة عن المدينة العربية والإسلامية، وتشويه النسق المعماري والوجه الحضاري لها.
التهويد الديموغرافي:
لا يتوقف الاحتلال عند التهويد الديني والثقافي، بل يعمل بشكلٍ متصل على تغيير المعادلة السكانية في القدس، فتتابع بلدية الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين بحجة عدم الترخيص، وقد طال الهدم منزلًا في سلوان، ووصل عدد المنشآت التي تم هدمها خلال شهر تشرين ثانٍ/ نوفمبر الماضي إلى 17 منشأة تجارية، كما طال الهدم أساسات مسجد ومنشآت زراعية.
وفي متابعة لتداعيات تسوية وضع المستوطنات القانوني، نشرت منظمة "السلام الآن" تقريرًا بعنوان "سلب الأراضي الكبير"، ومشروع القانون صوّت عليه أعضاء الكنيست في اقتراعٍ تمهيدي في 5/12، وقد أيّد القانون 60 نائبًا بينما رفضه 49 نائبًا في الكنيست، وقال بينيت لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن النص "خطوة أولى نحو السيادة الإسرائيلية في يهودا والسامرة- الضفة الغربية".
وبسحب تقرير "السلام الآن" فإن القانون سيشرع 4 آلاف وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربيّة، وقد استخدم التقرير عبارة "التبييض" بإشارة لتحويل هذه المستوطنات شرعية في القانون الإسرائيلي، ووفقًا لـ "السلام الآن" سيُبيّض هذا القانون 3921 وحدة سكنية "غير قانونية" كما سيصادر نحو 8183 دونمًا، كما يشير بأن تسوية مستوطنة "عمونا" ليس إلا البداية فقط لتسوية عشرات المستوطنات والبؤر الاستيطانية الأخرى.
ومتابعةً لقرارات البناء الاستيطاني، كشفت صحيفة كول هعير العبرية، أن الاحتلال يعمل على تنفيذ عددٍ من المخططات الاستيطانية في القدس المحتلة، مستغلًا الظروف الإقليمية والدولية والفترة الانتقالية في الرئاسة الأمريكية. وقد كشفت الصحيفة عن مصادقة الاحتلال على آلاف الوحدات الاستيطانية في مستوطنات "رمات شلومو، وغيلو، وجبعات هحمطوس، وراموت، ومسغات زئيف" وغيرها. وفي تصريح لرئيس "اللجنة المحلية للتنظيم والبناء" مئير تورجمان قال بأنه "ينوي المصادقة في الأشهر القادمة على جميع المشاريع الاستيطانية التي جمّدت، لا سيما أن القدس بحاجة إلى وحدات إسكان". وفي 3/12 ذكرت القناة العبرية العاشرة، بأنه سيتم الموافقة على بناء 770 وحدة استيطانية في مستوطنة (جيلو) المقامة على أراضي بيت لحم، كما سيتم بناء كنيس إلى جانب الوحدات الاستيطانية الجديدة.
التفاعل مع القدس:
وفي إطلالة على أبرز محطات التفاعل مع القدس المحتلة وقضيتها، دعت رابطة "برلمانيون لأجل القدس" إلى تشكيل لجان متخصصة في القانون الدولي والقانون الدولي الانساني، من أجل كشف جرائم الاحتلال وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية، كما دعت الرابطة البرلمانات العربية والإسلامية إلى تشكيل لجنة للقدس وفلسطين ضمن لجانهم الدائمة، وإدراج قضية القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية كمقدسات محتلة ضمن المناهج التعليمية في الوطن العربي والإسلامي.
وفي إطار آخر من التفاعل، نظمت مؤسسة القدس الدولية ندوة تحت عنوان "على درب الآلام: المسيحيون والمقدسات المسيحية في القدس" في 4/12، ضمن فعاليّات معرض بيروت للكتاب، بحضور حشدٍ من الشخصيات السياسية والدينية والفكرية، وتناولت الندوة الجرائم والاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون والمقدسات المسيحية في القدس، وطالب المتحدثون ببذل كل الجهود لتثبيت الوجود المسيحي في القدس، ونقل همّ القدس لكل مسيحيي العالم.