28 كانون الأول/ديسمبر 2016 - 03 كانون الثاني/يناير 2017
الأربعاء 4 كانون الثاني 2017 - 4:03 م 12892 1699 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
28 كانون الأول/ديسمبر 2016 - 03 كانون الثاني/يناير 2017
القدس تنهي عامًا صعبًا من التهويد الديني والثقافي والديموغرافي
تمرّ الأعوام على المدينة المحتلة متثاقلةً صعبة، ولا يحمل جديدها إلا مزيدًا من التهويد والأسرلة وضعفًا متزايدًا في التفاعل معها ومع قضاياها. وقد كشفت أرقام نهاية 2016 عن ارتفاعٍ كبير في اقتحام المسجد الأقصى وافتتاح الاحتلال لأنفاق جديدة أسفله وفي محيطه، كما أظهرت هذه الأرقام هدم الاحتلال مئات المنازل والمنشآت الفلسطينيّة، شرّد على إثرها العشرات من السكان، مع انتظار مريب لرئيس أمريكي استبشر به قادة الاحتلال.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
لا تتوقف آلة الاحتلال عن تهويد المدينة وكل ما فيها، وفي متابعة لافتتاح الاحتلال لنفقٍ جديد أسفل المسجد الأقصى الذي تمّ في 27/12 فقد افتتح بحضور وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال ميري ريغيف، ورئيس بلدية الاحتلال نير بركات، ومدير جمعية "إلعاد" الاستيطانية دافيد بيري، وتخلل الحفل إضاءة "الشمعدان"، وقد صرحت ريغيف بأن الاحتفال يؤكد بأن "القدس بشقيها الشرقي والغربي موحدة لليهود"، وبأن هذا الحفل رسالة للرئيس الأمريكي أوباما بعد سكوت الولايات المتحدة على قرار الاستيطان الأخير. وأشار مركز وادي حلوة بأن عمليات الحفر أسفل منطقة سلوان لا تتوقف على مدار الساعة، وبأن شقوقًا وتصدعات بدأت تظهر في منازل الفلسطينيين، فالاحتلال لا يبالي بسلامة السكان مع استخدامه لأدوات كهربائية في الحفر.
وفي المسجد الأقصى، تستمر الاقتحامات بصورة شبه يومية وقد ارتفعت كثيرًا أثناء عيد "الأنوار"، ففي 28/12 اقتحم المسجد 170 مستوطنًا، وفي سياق متصل بالاقتحامات أعلن يهودا غليك بأن اقتحام الأقصى من قبل "الحريديم" هو "مؤشر إيجابي"، وقد ازداد عديدهم لينتقلوا من الاقتحام الفردي إلى المجموعات. ومع ختام عام 2016 أشارت الأرقام التقديرية بأن 14 ألفًا و806 من المستوطنين اقتحموا الأقصى، ولا تأخذ هذه الأرقام بعين الاعتبار جنود وشرطة الاحتلال الذين يؤمنوا الحماية للمقتحمين، ولليهود الذين يدخلون بهيئة السياح، وسجّل شهر تشرين أول/ أكتوبر 2016 اقتحام 3 آلاف مستوطن وهو الأعلى من بين أشهر 2016.
التهويد الديموغرافي:
وفي سياق تغيير الميزان الديموغرافي في القدس، يستمر الاحتلال بمحاولة الاستيلاء على منازل الفلسطينيين، ففي 30/12 قامت عصابات من المستوطنين بالاستيلاء على بناية سكنية في سلوان، في حيّ الفاخوري الأقرب للمسجد الأقصى، ولم يعرف مالك المبنى الذي سربه للاحتلال، نتيجة لانتقال ملكية البناء كثيرًا في السنوات الماضية، واستئجاره من قبل عدد من العائلات الفلسطينيّة، ويعتبر البناء البؤرة الاستيطانيّة الأولى في "حوش الفاخوري" بحي وادي حلوة، وقد سبق الاستيلاء تركيب الاحتلال لكاميرات مراقبة على مدخل الحيّ بصورة مفاجئة.
ويأتي الاستيلاء على منازل الفلسطينيين، بالتوازي مع متابعة الاحتلال لهدم المنشآت والمباني الفلسطينيّة، فقد هدمت جرافات الاحتلال في 28/12 مخزنًا وثلاث حاويات في سلوان بحجة عدم الترخيص، وفي 2/1/2017 هدمت جرافات الاحتلال 11 منشأة سكنية وزراعية قرب الخان الأحمر شرقي القدس المحتلة، بحجة عدم قانونيتها، وبلغ عدد من تضرر من هدمها نحو 100 فرد. وفي تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، كشف عن هدم ومصادرة سلطات الاحتلال لنحو 1,089 مبنى فلسطيني في أنحاء الضفة الغربية بما فيها شرقيّ القدس خلال عام 2016، وقد أدت هذه العمليات إلى تهجير 1,593 فلسطينيًّا وتضرر7,101، وهي الأرقام الأعلى منذ عام 2009.
محاولات الاحتلال للتهويد الديموغرافي لا تتوقف عند ثنائية "الهدم والبناء الاستيطاني" فقط، ففي 29/12 صرّح وزراء في حكومة الاحتلال، بأن إجراءات فرض "السيادة الإسرائيليّة" على المستوطنات في الضفة ستبدأ مع تسلّم الرئيس الأمريكي ترامب مهامه، وصرح بينيت بأن فرض القوانين المعمول بها في المدن سيشمل مستوطنات "معاليه أدوميم" و"أرئيل" و"عوفرا" ومناطق وادي الأردن وغيرها. وفي تصريح له في 1/1/2017 قال بأن القرار سيتم مناقشته مع نهاية الشهر الحالي (كانون ثان/يناير 2017) كما توقع أن توافق أغلبية وزراء حكومة الاحتلال على هذا المقترح.
قضايا:
لم يتوقف تأثير انتفاضة القدس في الاحتلال، فلم يزل يحاول حصارها والحدّ من آثارها حتى الآن، فقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في 3/1/2017 بأن قوات الاحتلال نشرت نحو 270 كاميرا مراقبة على امتداد الشارع الاستيطاني "443"، والذي يصل القدس بأراضٍ فلسطينية، وتهدف سلطات الاحتلال لمراقبة ما يجري في الشارع بدقة، حيث يستخدمه الفلسطينيون للوصول إلى المناطق المحتلة عام 1948، وشهد خلال 2016 نحو 61 عمليّة للمقاومة، و90 خلال 2015، وتتعرض سيارات المستوطنين المركونة إلى جانبيه، للرشق بالحجارة أو الزجاجات الحارقة بصورة شبه يومية، ما يسبب حالات "الهلع" في صفوف الاحتلال.
التفاعل مع القدس:
برز أثناء هذا الأسبوع تصريح للحكومة الأردنية حول الاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، حيث استنكرت الحكومة الأردنية بشدة الاستفزازات الإسرائيلية والسماح للمتطرفين بدخول ساحات المسجد الأقصى، بما يمثله ذلك من انتهاك لحرمة المسجد وإيذاء لمشاعر المسلمين في شتى أنحاء العالم. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني في 29/12 بأن الحكومة الأردنية، تحمل الحكومة الإسرائيلية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال مسؤولية أي مساس بالمسجد الأقصى، وأكد بأن الأردن يوظف خياراته الدبلوماسية والقانونية كافة للحفاظ على المقدسات الإسلامية وحمايتها، لافتًا في هذا الصدد إلى الوصايا التاريخية والرعاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأوضح المومني أن الالتزام الأردني بهذا الشأن حاسم وواجب مقدس.