04 – 10 كانون الثاني/يناير 2017
الأربعاء 11 كانون الثاني 2017 - 4:06 م 11019 1381 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
04 – 10 كانون الثاني/يناير 2017
"شاحنة الانتفاضة" تتجاوز إجراءات الاحتلال وتؤكّد استمرار مسار العمليات الفردية ضدّه
شكلّت عملية الدهس التي نفّذها الشهيد فادي قنبر في 8/1/2017 صدمة في دولة الاحتلال، فهي أظهرت من جديد فشل الإجراءات التي اتخذها الاحتلال منذ انطلاق انتفاضة القدس من أجل خلق حالة ردع ومنع تكرار العمليات. أما الإجراءات التي اتّخذتها سلطات الاحتلال بعد العملية فهي حيلة العاجز الذي يدرك أنّ كل إجراءاته التي يسمّيها ردعية وعقابية لن توقف العمليات الفردية التي انطلقت كردّ على الاحتلال وسياساته. وفي سياق مرتبط بالأقصى، فقد أمرت المحكمة العليا للاحتلال وزير الأمن وقائد شرطة الاحتلال في القدس بالرد على التماس من نشطاء المعبد بخصوص "إجراءات تمييزية" تتم ممارستها ضدّ اليهود في المسجد. وفي موازاة ذلك، يستمر العمل على بناء وحدات استيطانية جديدة، وهدم منازل المقدسيين بينما تتوالى المواقف من اتجاه الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترمب إلى نقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إلى القدس المحتلة.
التهويد الديني:
في وقت تستمر فيه اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية وزير الأمن وقائد شرطة الاحتلال في القدس بالرد خلال 60 يومًا على التماس حول "إجراءات تمييزية" تتخذ ضد اليهود في الأقصى. ويعترض مقدمو الالتماس على سلوك الشرطة الإسرائيلية في المسجد حيث إن سياساتهم تميّز ضد اليهود بشكل خاص. وتضم هذه السياسات، وفق الالتماس، عدم السماح لهم بوقت خاص لهم، وتجولهم في المسجد تحت مراقبة موظفي الأوقاف، وملاحقة الشرطة لأي شخص تبدو عليه علامات التدين، ومنعهم من الأكل والشرب في المسجد، والجلوس أو التوقف خلال جولاتهم. وعبّر نشطاء المعبد عن أملهم بأن تتوقف الإجراءات التمييزية بعد هذا الالتماس وأن يتمكن اليهود من الوصول إلى الأقصى من دون قيود.
وبالإضافة إلى ذلك، بدأت منظمة "طلاب من أجل المعبد" بتمرير دروسها التعليمية والتطبيقية في المدارس الإسرائيلية عن "المعبد"، وضرورة التسريع ببنائه، ودعوات لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى، كإحدى الوسائل الضاغطة للتسريع ببناء "المعبد".
التهويد الديمغرافي:
تواصل سلطات الاحتلال أعمال التهويد الديمغرافي في القدس عبر المصادقة على المزيد من الوحدات الاستيطانية، حيث تم الكشف عن إعلانات طرحتها بلدية الاحتلال في القدس لبناء 17 وحدة استيطانية في حي "رأس العمود" في بلدة "سلوان" جنوبي شرق القدس المحتلة.
وفي المقابل هدمت سلطت الاحتلال عددًا من المنشآت في بيت حنينا فيما سلمت إخطارات بهدم عشرة منازل في وادي الحمص بقرية صور باهر جنوب شرق القدس المحتلة فيما استولى مستوطنون على مبنى في سلوان وذلك بحماية قوات الاحتلال.
انتفاضة القدس:
شكلت عملية الدهس التي نفذها المقدسي فادي قنبر في 8/1/2017 صدمة في دولة الاحتلال التي لا تزال أجهزتها المختلفة غير قادرة على إعلان انتهاء انتفاضة القدس. وقد أتت العملية النوعية بعد حوالي ثلاثة أشهر من العملية النوعية التي نفذها المقدسي مصباح أبو صبيح في تشرين أول/أكتوبر 2016 في وقت تستمر فيه بشكل يومي أعمال رشق الحجارة على حافلات المستوطنين والمواجهات بين المقدسيّين وقوّات الاحتلال في مناطق مختلفة من القدس. العملية استدعت اجتماعًا للمجلس الوزاري المصغر "الكابينت" فكانت قراراته استعادة لقرارات سابقة عقب العمليات التي شهدتها انتفاضة القدس منذ تشرين أول/أكتوبر 2015، وأبرزها الإشارة إلى وجوب الإسراع في هدم منزل منفّذ العمليّة، وفرض حصار مشدّد على جبل المكبر.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إنّ وزير الداخلية في حكومة الاحتلال قرّر سحب الإقامة الدائمة من والدة الشهيد قنبر، إضافة لـ 12 آخرين من أقرباء العائلة، فيما أخذت قوات الاحتلال قياسات منزل قنبر تمهيدًا لهدمه. وتعد هذه الإجراءات التي تضيق على عائلة الشهيد وأقربائه، وأهل بلدته عقوبة جماعية، وهي بكل الأحوال لم تثبت أنّها يمكن أن تكون أداة ردع ناجعة مثلما يريدها الاحتلال، لكنّه يحاول من خلالها توصيل رسالة إلى الإسرائيليين أنفسهم بأنّ الحكومة لا تتساهل في الدفاع عن أمنهم.
التفاعل مع القدس:
لا تزال تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مثار قلق، حيث وجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسالة إلى ترمب شرح له فيها مخاطر نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ودعاه إلى عدم القيام بهذه الخطوة، لما لها من آثار مدمرة على "عملية السلام"، وخيار "حلّ الدولتين"، وأمن واستقرار المنطقة، على اعتبار أن قرار سلطة الاحتلال بضم شرقي القدس، لاغٍ وباطل، ومخالف للقانون الدولي.
كذلك، عبرت هيئات مقدسية عدة في رسالة إلى سفيرة الولايات المتحدة في الأردن، أليس ويلز، عما سمته "انزعاجًا" من نيّة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، منح القدس إلى أحد المكونات المقدسية وحرمان الباقين.