11 -17 كانون الثاني/يناير 2017
الأربعاء 18 كانون الثاني 2017 - 2:55 م 11138 1664 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
11 -17 كانون الثاني/يناير 2017
جبل المكبّر في مهداف الاحتلال
ومزيد من المواقف العربية والدولية المحذّرة من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
لا يتورّع الاحتلال عن استخدام أي أسلوب لتهويد المدينة المحتلة، فبعد عملية الدهس الأخيرة صعّد وتيرة استهدافه لجبل المكبر في القدس، وأصدر عشرات إخطارات الهدم بالتزامن مع إطلاق مشاريع استيطانية ضخمة. وفي ختام القراءة مرور على أهم محطات التفاعل مع القدس، وخصوصًا ما تثيره خطط ترامب لنقل السفارة الأمريكية للقدس من ردود عربية ودوليّة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
أمام استمرار اقتحمام المستوطنين للمسجد الأقصىى المبارك، ودفع الاحتلال نحو مزيد من التّهويد، طالبت مديرية الأوقاف الإسلامية في القدس سلطات الاحتلال بإيقاف الاعتداءات التي تطال الأملاك الوقفيّة الملاصقة للأقصى. أتت هذه المطالبة خلال اجتماع عُقد في 10/1 وضمّ إلى جانب مديريّة الأوقاف مفتي القدس والديار الفلسطينيّة، ومجموعة من أصحاب العقارات الواقعة حول الأقصى، وممثلين عن الأوقاف الذريّة و لجنة المقابر الإسلاميّة، حيث أكد المجتمعون رفضهم لأي تدخل من قبل أذرع الاحتلال، وأهمها "سلطة تطوير شرقي القدس" و"سلطة حماية الطبيعة"، وبلدية الاحتلال.
ومتابعةً لمحاولات الاحتلال التدخل في مدارس القدس والعملية التعليميّة فيها، استنكرت وزارة التربية والتعليم فرض الاحتلال "عطلة الربيع" على مدارس المدينة كافة، حيث ألزمت سلطات الاحتلال تعطيل الصفوف الثانوية، ما سيؤثر في امتحانات طلبة التوجيهي. وأكد وزير التربية والتعليم صبري صيدم أنه "سيتم بحث إجراءات الاحتلال بحق التعليم في القدس، والعمل على عقد امتحانات التوجيهي في موعدها بالقدس بالتزامن مع المحافظات كافة".
التهويد الدّيموغرافي:
يستمر الاحتلال في حصاره لحيّ جبل المكبر في القدس، حيث سحبت سلطات الاحتلال إقامات 12 شخصًا من عائلة قنبر، ووزعت إخطارات هدم بحق 81 منزلًا في حي القنبر بحجة البناء من دون ترخيص، علمًا بأن عددًا من المباني مقامة منذ ثمانينيات القرن الماضي. وأشارت جهات عبريّة إلى أن نحو 1600 منزل مهدد بالهدم في جبل المكبر. وترجح مصادر بأن تنفيذ هذه العمليات قريب جدًا، فقد ذكر موقع القناة العربية العاشرة في 10/1 بأن بلدية الاحتلال تخطط لبناء 2500 وحدة استيطانية في محيط منزل الشهيد فادي القنبر، وقد بدأت عمليات الهدم في 11/1 فقد هدمت جرافات الاحتلال مجموعة من "الكونتينرات" داخل محل لبيع مواد البناء، وفي 12/1 تم هدم ثلاثة إسطبلات وكرفان، إضافةً لذلك تعرض السكان لعقوبات أخرى كقطع الطرق وتعطيل مواصلات وعرقلة وصول الطلبة، وهي إجراءات عقابيّة على خلفية عملية الدهس الأخيرة في المدينة.
ولم يستهدف الاحتلال هذه المنطقة بسبب العمليّة فقط، فالمشاريع التهويديّة الجديدة أشبه بردة الفعل المحضر لها سلفًا، فقد كشفت صحيفة يروشاليم العبريّة في 14/1 أن بلدية الاحتلال ستسرع عمليات بناء المنطقة الفندقية على التلة المجاورة لمتنزه جبل المكبر، ودعا المسؤول عن ملف "التنظيم والبناء" في بلدية الاحتلال شركات البناء التي حصلت على المناقصات للقاء خاص هذا الأسبوع. وكشفت الصحيفة عن مناقصات لبناء فندقين جديدين ومناطق تجارية مقابل "المتنزه "، وستحدد ما تسمى "سلطة أراضي إسرائيل" موعد تسويق المرحلة الثانية.
التفاعل مع القدس:
عقدت جمعية "الصديق الطيب"، بالتعاون مع قسم الإرشاد والتربية في مديرية تربية ضواحي القدس، ورشة عمل لمجموعةٍ من مديري المدارس التابعة للمديريّة. وأوصى المشاركون بضرورة تفعيل دور المجالس المحليّة والبلديات في متابعة ظاهرة تعاطي المخدرات، وعقد ورش عمل مماثلة للمعلمين والأهالي والطلاب، وشدد الحضور على أهمية تشكيل لجان خاصة بهذا الموضوع في المدارس وتدريب المعلمين للتعامل مع حالات الإدمان، إضافةً إلى توفير خدمات علاجية في المناطق.
وأفرجت سلطات الاحتلال في 17/1 عن الشيخ رائد صلاح من سجن "نفحة الصحراوي"، بعد قضائه 9 أشهر في السجن، وقال الشيخ رائد في أول تصريح له إن المسجد الأقصى ليس للمفاوضات، وهو أعلى من أن يفاوض عليه، مؤكدًا أنه سيفديه بالروح والدم. وتابع "دخلت في معنويات عالية وخرجت في معنويات أعلى"، وقد سبق الإفراج عن الشيخ قرار من وزير داخلية الاحتلال أرييه درعي، بحظر السفر على الشيخ صلاح.
ومتابعةً لإمكانيّة نقل السفارة الأمريكيّة للقدس المحتلة، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبريّة في 13/1 أن رجل الأعمال اليهودي-الأميركي دانييل اربس أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بجديّة الرئيس المنتخب دونالد ترمب بنقل السفارة إلى القدس، ونقلت "هآرتس" عن مسؤول فلسطيني أن "معلومات مؤكدة باتت لدى القيادة الفلسطينية بأن ترمب سيعلن في اليوم التالي لتوليه الرئاسة عن نقل السفارة".
وأثارت هذه التصريحات ردات فعل عربيّة ودوليّة، حيث عبرت منظمة التعاون الإسلامي عن بالغ قلقها إزاء ما يثار بشأن نقل السفارة الأمريكيّة، وشدد الأمين العام للمنظمة على أن هذا الأمر يتناقض مع مبادئ القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي لاسيما القرار رقم 478، الذي ينص على دعوة الدول التي أقامت بعثات دبلوماسيّة في القدس إلى سحب هذه البعثات من المدينة. وانتقد رئيس مجلس علماء باكستان حافظ محمد أشرفي بشدة قرار ترامب، واعتبر ذلك تعديًا على العالم الإسلامي برمته، عدا عن كونه يمسّ القضية الفلسطينية وينقض حقوق الشعب الفلسطيني. وحذّر أشرفي في بيانه بأن هذه الخطوة ستجر الشرق الأوسط الى دوامة من التدهور الأمني.
ونصحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فديريكا موغيريني في 17/1 ترمب، بعدم نقل السفارة إلى القدس، وقالت بأنها خطوة ستثير "قلقًا شعبيًا في أنحاء العالم"، وأكدت أنّ "الاتحاد الأوروبي سيواصل احترام الإجماع الدولي المتمثل في قرار مجلس الأمن الدولي 478 لعام 1980".