15 – 21 شباط/فبراير 2017
الأربعاء 22 شباط 2017 - 2:14 م 10562 1218 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
15 – 21 شباط/فبراير 2017
الاحتلال يرفع النار أسفل مراجل التهويد والمستهدف من المقابر حتى الإنسان
يتابع الاحتلال حملات التهويد التي تطال القدس على وقع اقتحام المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، ومن أبرز محطاته خلال هذا الأسبوع اعتداء أذرعه على مقبرة باب الرحمة ونصب قبور وهمية فيها. وفي سياق التهويد الديموغرافي يعمل الاحتلال على هدم منازل الفلسطينيين ضمن وتيرة متصاعدة منذ وصول ترمب للبيت الأبيض، كما وضع الاحتلال يده على أراضٍ عدة في المدينة المحتلة لأهداف تهويدية مختلفة.
التّهويد الديني والثقافي والعمراني:
خلال الأسبوع الماضي استهدفت جمعياتٌ استيطانيّة مقبرة باب الرحمة، وقامت بزراعة قبور وهميّة فيها، ويأتي هذا الاعتداء في سياق وضع الاحتلال يده على أجزاء من المقبرة، حيث يختلق رواية تفيد باحتواء المقبرة على رفات يهود عاشوا في القدس منذ القدم، كما تعمل فرق تابعة له باقتطاع أجزاء منها ووضع أسلاك شائكة حولها، ضمن سياق التهويد.
وفي سياق متصل تستمر اقتحامات الأقصى بشكل شبه يوميّ، ففي 20/2 اقتحم الأقصى العضو السابق في "الكنيست" موشيه فيجلن، برفقة 50 من منظمة "طلاب لأجل المعبد"، وقد وثّق تقرير إحصائي اقتحام 330 مستوطنًا للمسجد الأقصى خلال الأسبوع الماضي.
ومع احتفال الاحتلال بمضي 50 عامًا على احتلال شطري القدس، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في 15/2 أن وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال ميري ريغف اختارت عبارة: "50 عامًا على تحرير القدس"، ليوضع على الشعار الرسمي للاحتفالات. وأشارت الصحيفة إلى أن حكومات الاحتلال المتعاقبة امتنعت عن استخدام مصطلح "تحرير القدس"، واستخدمت مصطلح "توحيد". على أن يستخدم الشعار في الاحتفالات القادمة وفي ما يسمى بعيد الاستقلال، وسيظهر هذا الشعار على الرسائل والوثائق الرسميّة للمكاتب الحكوميّة، وعلى مواقع الإنترنت الرسميّة، وفي سفارات الدولة العبريّة في العالم. ومن المتوقع أن يثير الشعار ردة فعل محليّة ودوليّة، كما اعتُبر انعكاسًا لخطط التهويد التي يقوم بها الاحتلال.
التهويد الديمغرافي:
قامت جرافات تابعة للاحتلال في 15/2 بهدم 3 منازل في بلدة حزما في القدس بحجة عدم الترخيص، وفي 17/2 قامت طواقم بلدية الاحتلال باقتحام سلوان والاستيلاء على أرضٍ مساحتها 300 متر مربع، وبحسب قرار بلدية الاحتلال سيمتد وضع اليد على الأرض لخمس سنوات، على أن تحول الأرض خلالها إلى حديقة. وفي سياق مصادرة أراضي الفلسطينيين، قامت بلدية الاحتلال في 17/2 بإخلاء أراض في بيت حنينا، كما أخطرت عائلات في المنطقة بوجوب إخلاء الأراضي من ركام المنازل التي أجبرتها سلطات الاحتلال على هدمها في وقت سابق، وتبلغ مساحتها نحو 15 دونمًا. كما صادرت بلدية الاحتلال أراضٍ عند سفوح جبل الزيتون لإقامة حديقة توراتيّة تحت اسم "عوزيا"، وتأتي الحديقة في إطار إحاطة المنطقة الشرقيّة من أسوار البلدة القديمة. وفي 19/2 أعلن الاحتلال منطقة الخان الأحمر "منطقة عسكريّة مغلقة"، ووزعت إخطارات هدم لـ 40 منزلًا بالإضافة إلى مدرسة القرية. ونشرت منظمة عير عميم الإسرائيليّة تقريرًا في 21/2، حول ارتفاع وتيرة هدم منازل الفلسطينيين في القدس، منذ وصول الرئيس الأمريكي ترمب للحكم، وبحسب التقرير فإنّ عمليات الهدم منذ بداية عام 2017 طالت 42 منزلًا، وأشارت عير عميم إلى إجبار الاحتلال أكثر من 22 فلسطينيًّا على هدم منازلهم بأنفسهم تفاديًا لدفع الغرامات، والتي تتسبب اعتقال من يرفض دفعها، وأن غالبية من هُدمت منازلهم حاولوا استصدار تراخيص بناء، إلا أنه تم رفضها من قبل لجنة التنظيم في بلدية الاحتلال.
وفي سياق متصل بالاستيطان، بدأت سلطات الاحتلال في 19/2 العمل على إنشاء أنفاق ضخمة لربط مستوطنات الضفة الغربيّة بالأراضي المحتلة عام 1948، ووفق القناة الثانية فإن هذه الأنفاق ستمتد في "تل أبيب" و"بني باراك" و"رمات غان"، وسيبلغ طولها 12 كيلومترًا، بعمق 30 مترًا تحت الأرض. ويهدف الاحتلال من هذه الأنفاق إلى تطوير شبكة المواصلات بما فيها طرق وخطوط قطار جديدة، وتبلغ قيمة ما سيستثمره الاحتلال نحو 5 مليار دولار، تشمل خطط المواصلات وتعزيز البنية التحتيّة وبناء وحدات استيطانيّة في "بيت شيمش" و"تسور" و"هداسا" في القدس المحتلة.
التفاعل مع القدس:
أعلن مالكولم هونلاين رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في أمريكا في 20/2، بأن جهات عربيّة تعتقد بأن الفرصة أصبحت مواتية لإعادة تطبيع العلاقات مجددًا مع الدولة العبريّة، ونقلت الإذاعة العبرية عن هونلاين قوله بعد زيارته لمصر وللمغرب "هناك تغييرات في المنطقة في ما يخصّ علاقات بعض الدول مع الدولة العبريّة.
وفي العاصمة الإيرانيّة طهران عقد المؤتمر السادس لدعم صمود الشعب الفلسطيني في 21/2، أكد خلاله المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي أن "القضية الفلسطينية هي الأهم في العالم الإسلامي ومحور اهتمام كل المسلمين"، ووصف خامنئي الاحتلال بأنه "غُدة سرطانية نمت منذ البدایة على شكل مراحل إلى أن تحولت إلى البلاء الحالي". وطالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني خلال كلمته باستخدام أوراق الضغط كافة من أجل حماية القدس، ودعم المقدسيين الذين يواجهون سياسات وإجراءات الاحتلال. ودعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري خلال كلمة له في المؤتمر الدول العربيّة إلى إغلاق سفاراتها في واشنطن في حال قيامها بنقل السفارة من "تل أبيب" إلى القدس، وأضاف بري "آن لنا أن نجتمع ونحقق الإجماع حول فلسطين، لأن إطفاء النيران المشتعلة في الشرق الاوسط يبدأ من فلسطين".