12- 18 نيسان/إبريل 2017
الأربعاء 19 نيسان 2017 - 2:39 م 9719 1168 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
12- 18 نيسان/إبريل 2017
مئات المستوطنين يدنسون الأقصى خلال الأعياد اليهوديّة
ولا ردود عربية أو إسلاميّة ترقى لحجم الحدث
يعمل الاحتلال على تعزيز وجوده في الأقصى عبر تشريع أبواب المسجد لاقتحامات كبيرة، يرتفع عدد المشاركين فيها من المستوطنين بشكلٍ مطرد، وشهد الأسبوع المنصرم اقتحامات واسعة وعشرات قرارات الإبعاد خلال الأعياد اليهوديّة، ورصدت القراءة آخر إجراءات الاحتلال في سياق التهويد الديموغرافي، إضافةً لردات الفعل المتواضعة على انتهاكات الاحتلال الأخيرة.
التّهويد الديني والثقافي والعمراني:
تابع المستوطنون الإسرائيليون اقتحاماتهم واعتداءاتهم بحق المسجد الأقصى خلال عيد "الفصح" اليهودي، ففي 12/4 اقتحم الأقصى نحو 368 مستوطنًا بمشاركة نائب رئيس "الكنيست" الأسبق موشيه فيجلين والمتطرف يهودا عتصيون، فيما أغلق الاحتلال أبواب الأقصى في وجه الشبان لمنعهم من الاعتكاف في جنباته. وفي 13/4 شارك أكثر من 385 مستوطنًا باقتحام المسجد، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، ولم يشهد يوم الجمعة 14/4 اقتحامات للأقصى، ولكنه شهد إجراءات أمنيّة مشددة في أزقة وشوارع البلدة القديمة. وفي رابع أيام "الفصح" اليهودي في 16/4 اقتحم 517 مستوطنًا الأقصى المبارك، مع منع الاحتلال دخول الشبان دون الـ 35 عامًا للأقصى.
وقد أكدت المصادر الفلسطينيّة بأن اقتحامات "الفصح" اليهودي لهذا العام هي الأكبر من مثيلاتها في السنوات الماضية، حيث اقتحم الأقصى أكثر من 1200 مستوطنًا إسرائيليًّا بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، وبحسب معلومات نشرتها "منظمات المعبد" فقد اقتحم الأقصى خلال "الفصح" اليهودي نحو 1373 مستوطنًا، وبحسب هذه المنظمات فقد ارتفع عدد المستوطنين من 650 مستوطنًا في عام 2015، إلى 1015 مستوطنًا في عام 2016، أي أن إجراءات الاحتلال في الأقصى، سمحت بارتفاع نسبة الاقتحامات بنسبة تفوق الـ 33% سنويًا.
وفي سياق متصل بإفراغ الأقصى من المصلين والمرابطين، شهد الأسبوع المنصرم عددًا من قرارات الإبعاد عن الأقصى والقدس، ففي 12/4 أبعدت سلطات الاحتلال خمسة مقدسيين بمددٍ تتراوح بين الشهر والستة أشهر، وفي 15/4 أفرجت سلطات الاحتلال عن 12 شابًا مقدسيًا، شريطة إبعادهم عن البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى لمدة 80 يومًا. فيما وصل عدد المبعدين عن الأقصى خلال "الفصح" اليهودي إلى 40 فلسطينيًّا من القدس المحتلة.
التهويد الديمغرافي:
تتابع أذرع الاحتلال التضييق على الفلسطينيين، فقد سلمت طواقم بلدية الاحتلال أمر هدم مسجد السناوي في بلدة سلوان جنوب الأقصى بدعوى البناء من دون الحصول على ترخيص من البلدية، والمسجد مبنيّ على أرض وقفية بتبرعات من الأهالي، ويعاني الحيّ من عدم إعطاء رخص البناء ونقصٍ في الخدمات الأساسيّة. والمسجد هو واحدٌ من ستة مساجد مهددة بالهدم، وتتعامل بلدية الاحتلال مع المساجد كأي مبانٍ سكنيّة أخرى، ولا تلتفت إلى أنها دورٌ للعبادة، وتطلب من السكان أن تكون القضية باسم شخص محدد، وتتعامل مع الملف كممتلكات خاصة. وفي سياق هدم منازل الفلسطينيين، قامت جرافات الاحتلال في 18/4 بهدم "كرفانين" في حي جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، بحجة عدم الترخيص، ما أدى لتشريد 17 مواطنًا من بينهم 5 أطفال.
ولا تقف اعتداءات الاحتلال على أجهزته الرسميّة، فخلال عيد "الفصح" اليهودي، قام مستوطنو "معاليه أدوميم" بمطاردة البدو الذين يعيشون في المنطقة، وأشارت صحيفة هآرتس بأن المستوطنين يتابعون عمل مراقبي "الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال، خلال عطلة نهاية الأسبوع والعطل الرسميّة، في رصد "البناء الفلسطيني-الأوروبي في المنطقة"، ويقوم المتطوعون بنقل التقارير فورًا عن كل عملية بناء فلسطينيّة إلى الشرطة و"الإدارة المدنيّة" كي يتم هدم البناء فورًا قبل وصول قضيته إلى المحاكم. وهي خطوة إضافية للتضييق على البدو في المنطقة، وتشير المعلومات الفلسطينية بأن البدو يقيمون في هذه المناطق قبل إقامة المستوطنات التي قضمت مساحات شاسعة من المراعي التي يستفيد منها البدو في معيشتهم.
التفاعل مع القدس:
متابعةً لردات الفعل حول اقتحامات المسجد القصى خلال الأعياد اليهوديّة، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينيّة تصعيد الجماعات اليهودية المتطرفة اقتحاماتها للمسجد الأقصى المبارك، وأكدت الوزارة أن هذه الاقتحامات تأتي في سياق سياسة الاحتلال الهادفة إلى تكريس التقسيم الزماني لباحات المسجد الأقصى المبارك، ريثما يتم تقسيمه مكانيًا.
وأكد كلٌ من خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، ومدير دائرة التعليم الشرعي بدائرة الأوقاف الإسلامية ناجح بكيرات، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، من خلال الاقتحامات الجماعية والمكثفة، معبرين عن إدانتهما الشديدة لهذا الاقتحامات. فيما أشار الشيخ بكيرات إلى أن البرنامج التهويدي يرتكز إلى الحماية الأمنية العسكرية للمقتحمين، وعبر جلب أكبر عدد مكن من المستوطنين المتطرفين بحجة "الأعياد" اليهودية، وصولًا لكسر كل ما هو إسلامي وعربي داخل المسجد الأقصى.
وأصدرت هيئات القدس الإسلامية، في 13/4 بيانًا مشتركًا حول ما يجري في الأقصى، واصفةً إياه بأنه استهداف مبرمج، وجاء في البيان أنه "لا يمكن لنا أن نقبل بمثل هذه الإجراءات التعسفية والهمجية بحجة الأعياد اليهوديّة، وإننا نرفض الإجراءات والمحاولات الهادفة إلى تغيير الواقع التاريخي القائم في المسجد الأقصى"، ولفت البيان إلى أهمية تحرك العرب والمسلمين قبل أن تضيع القدس والأقصى.
وأدانت الحكومة الأردنية الاقتحامات، وشدد الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنيّة محمد المومني، على ضرورة قيام المجتمع الدولي بدوره ومسؤولياته، ومنها إلزام الدولة العبرية "القوة القائمة بالاحتلال" بجميع التزامات، وشدّد المومني على أن الأردن سيستمر في بذل أقصى الجهود للدفاع عن عروبة القدس وهويتها وأماكنها المقدسة.