17 – 23 أيار/مايو 2017
الأربعاء 24 أيار 2017 - 3:32 م 9494 1273 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
17 – 23 أيار/مايو 2017
ترمب أمام حائط البراق والقدس في عين عاصفة التهويد
ينأى الاحتلال بسير التهويد في القدس عن أي مؤثرات خارجية، بل يعمل على الاستفادة من أي حدث في سياق تهويده للمدينة المحتلة. ومع زيارة ترمب إلى دولة الاحتلال، استمرت الاحتفالات الإسرائيلية بمرور خمسين عامًا على احتلال كامل القدس، والتي تتضمن متابعة لاقتحامات الأقصى وعروضًا ضوئية تهويديّة، واحتفالات أخرى مختلفة، فيما أكد ترمب في تصريحاته علاقات الولايات المتحدة مع الاحتلال، والقواسم المشتركة التي تجمع الدولة العبريّة مع دول عربيّة عدة.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
يتابع الاحتلال اعتداءاته على حق الأقصى، بالتزامن مع احتفالاته بالذكرى الـ 50 لاحتلال كامل القدس، وفي هذه المناسبة دعت "جمعيات المعبد" إلى تكثيف الجولات الاستفزازية في البلدة القديمة في القدس، وإلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك، كذلك دعت وزيرة الثقافة والرياضة في حكومة الاحتلال ميري ريغيف المستوطنين لزيارة القدس القديمة، واقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة في هذه المناسبة. وتأتي هذه الدعوات مع تشديد شرطة الاحتلال لإجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى، وفرضها القيود على دخول المصلين، واحتجاز هويات الشبان والنساء، وتفتيش المصلين.
وضمن احتفالات الاحتلال بالذكرى الـ 50 لاحتلال كامل القدس، نظمت سلطات الاحتلال احتفالات تهويديّة ضوئية ضخمة في سماء المدينة، وقد حملت رقم "50"، وستقام احتفالات أخرى في عدد من الأماكن في المدينة المحتلة، من بينها منطقة الشيخ جراح، وأراضي قرية لفتا المهجرة، وفي مقر "الكنيست". وتعد "مسيرة الأعلام" واحدة من محطات الاحتفال حيث يشارك فيها المتطرفون اليهود فيجوبون أحياء البلدة القديمة ومن ضمنها الحي الإسلامي، مع ما تتضمنه من مضايقة للفلسطينين وإغلاق لمحلاتهم التجارية، بحماية من آلاف عناصر شرطة الاحتلال.
وفي سياق الاحتفالات أيضًا، ظهرت ريغيف على هامش مهرجان "كان" السينمائي الدولي بثوب عليه صورة البلدة القديمة في القدس المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، وعلّقت الوزيرة بأنه "تعبير عن السيطرة الإسرائيليّة على القدس في الذكرى الخمسين لتوحيدها". ولاقت الخطوة استنكارًا فلسطينيًّا ودوليًّا واسعًا فيما نشر ناشطون على شبكات التواصل صورًا لريغيف بثوب عليه صور واقع الاحتلال والتهويد تتضمن الجدار العازل أو الاعتداء على المرابطات أو من الحرب على غزة.
التهويد الديمغرافي:
أعلنت القناة العبريّة السابعة أن 800 عضو من حزب "الليكود" وقعوا عريضة تطالب بفرض السيادة الإسرائيليّة على مستوطنات الضفة الغربيّة، وتم تسليمها إلى رئيس "اللجنة المركزية" حاييم كاتس، حيث سيتقرر في غضون 30 يومًا عقد جلسة والتصويت على مشروع القرار وتقديمه إلى "الكنيست".
وكشفت صحيفة "هآرتس" بأن دراسة أجرتها شركة المياه الإسرائيليّة تُشير إلى أن المعطيات الرسميّة تهمل عشرات آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون على حدود المدينة، حيث تقدر دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية بأن عدد اليهود في القدس هو 542 ألف نسمة، أما عدد الفلسطينيين فهو 354 ألف نسمة. وبحسب هآرتس، تكمن مشكلة تعداد الفلسطينيين بالذين يعيشون في أحياء خلف الجدار العازل، ويشار إلى أن الجدار فصل حيّين كبيرين عن المدينة، وهما مخيم شعفاط والمناطق المحيطة به، وحي كفر عقب والمناطق المحيطة به، ووفقًا لمعطيات دائرة الإحصاء يوجد في المنطقتين 60 ألف فلسطيني، لكن تشير التقديرات الأكثر دقة إلى وجود ما لا يقل عن 140 ألف فلسطيني في المنطقتين.
هذه الأعداد التي تهملها دائرة الإحصاء ترفع نسبة الفلسطينيين في القدس، لنحو 41% من مجموع السكان في القدس، في حين تقدرهم الدائرة بـ 36% فقط. وعلّق عيرن تصدقياهو الباحث في "مجلس التفكير اللوائي" بأن "الأرقام شائكة وهذه الفوارق تُعبّر انعدام معرفتنا عن شرقي القدس، مشيرًا إلى أنّ هذه المعطيات لها مغزى سياسي"، ما يؤكد تعمّد الاحتلال تخفيض تعداد الفلسطينيين، لإظهار نجاحه في قلب الميزان الديموغرافي في المدينة.
قضايا:
مع زيارة الرئيس الأمريكي ترمب للأراضي الفلسطينية، وعقده لقاءات مع مسؤولين في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أعلن مسؤولون أمريكيون بأن ترمب ملتزمٌ بنقل سفارة بلاده للقدس المحتلة، مؤكدين بأن ترمب يصرّ على نقل السفارة قبل انتهاء ولايته الرئاسية. وحول زيارة ترمب لحائط البراق برفقة عائلته، رفض مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت مكماستر الرد على سؤال حول ما إذا كان حائط البراق يعد جزءًا من الدولة العبرية، وقال إن هذا "قرار سياسي".
وبرز خلال زيارة ترمب للأراضي المحتلة عدد من التصريحات التي تظهر رؤية الرئيس الأمريكي للدولة العبريّة، ففي مؤتمر صحفي في 22/5، أشار ترمب إلى "مصالح مشتركة بين الدولة العبريّة والدول العربيّة لوقف نفوذ إيران في المنطقة وإحلال "السلام"، وأضاف ترمب بأن "ثمة دولًا عربية تعمل من أجل محاربة التطرف، وتلك الدول لديها مصالح مشتركة مع الدولة العبرية". وبعد زيارة ترمب لحائط البراق، اعتبر ترمب مدينة القدس جزءًا من "موروث اليهود منذ سنوات طويلة جدًا وتعبّر عن وجودهم منذ القدم"، وقال إنه لن يسمح بتكرار المحرقة ضد اليهود وأنه سيعمل من أجل حفظ أمن الدولة العبريّة والشعب اليهودي.