24 - 30 أيار/مايو 2017
الأربعاء 31 أيار 2017 - 1:05 م 9540 1198 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
24 - 30 أيار/مايو 2017
"خمسينيّة استكمال احتلال القدس"
محطة لتثبيت سيادة الاحتلال على المدينة ولإطلاق المشاريع التهويديّة
يتابع الاحتلال احتفالاته في ذكرى احتلاله كامل القدس، وشملت الاحتفالات اقتحامات للمسجد الأقصى ومسيرة الأعلام السنوية، بالإضافة لعقد حكومة الاحتلال اجتماعها قرب المسجد الأقصى، والتي أصدرت مجموعة من القرارات والمشاريع التي تصب في إطار تهويد المدينة المحتلة. وترصد القراءة أبرز القرارات والمشاريع الاستيطانية، بالإضافة لمشاريع القوانين التي تستهدف القدس، بالإضافة لقرارات الاحتلال لرفع عدد المدراس التي تطبق مناهج التعليم الإسرائيليّة.
التّهويد الديني والثقافي والعمراني:
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن تدنيس المسجد الأقصى، وشهد الأربعاء 24/5 اقتحام نحو 698 مستوطنًا للأقصى، وقامت شرطة الاحتلال التي تؤمن الحماية للمقتحمين، بالاعتداء على حراس المسجد، واعتقلت عددًا منهم، وتأتي هذه الاقتحامات ضمن احتفالات الاحتلال بالذكرى الخمسين لاحتلال كامل القدس، وتلبيةً للدعوات التي أطلقها "ائتلاف منظمات المعبد"، وتأتي هذه الاعتداءات مع تشديد قوات الاحتلال لإجراءاتها الأمنية في القدس والبلدة القديمة، ومنع المرابطين من الدخول إلى المسجد الأقصى.
وفي سياق الاحتفال بهذه الذكرى، شارك آلاف المستوطنين المتطرفين في المسيرة الأعلام السنوية في 24/5، والتي انطلقت من باحة حائط البراق وجابت أحياء البلدة القديمة ومحيط أبواب الأقصى المبارك، وسط تشديد وانتشار أمني مكثف من قبل قوات الاحتلال، ورفع المستوطنون خلالها أعلام الاحتلال وأدوا رقصاتٍ استفزازية، مطلقين هتافات عنصرية تدعو بالموت للعرب، بالتزامن مع تنظيم احتفالات صاخبة في البؤر الاستيطانية في المدينة، خاصة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
ومع دخول شهر رمضان المبارك تستمر اقتحامات الأقصى، ففي 29/5 اقتحم 131 مستوطنًا باحات الأقصى، وفي 30/5 وهو اليوم الرابع من شهر رمضان اقتحم 161 مستوطنًا المسجد المبارك، فيما اعتدت شرطة الاحتلال على حراس المسجد الأقصى خلال تصديهم للاقتحام.
ومتابعة للمشاريع التهويديّة المتعلقة بخمسينيّة استكمال احتلال القدس، اجتمعت حكومة الاحتلال في 28/5 في محيط حائط البراق، في واحدة من القاعات التهويديّة، حيث وافقت على مجموعة مشاريع جديدة تستهدف تهويد المدينة المحتلة، ومن هذه المشاريع خطة تطوير "حوض البلدة القديمة" في القدس، بكلفة 50 مليون شيكل، ويتضمن بناء مصاعد وممرات ونفق تحت الأرض، يصل الحي اليهودي بالبلدة القديمة إلى حائط البراق. وقررت حكومة الاحتلال البدء بتنفيذ مشروع "سكك الحديد المعلقة" في البلدة القديمة وصولًا إلى باب المغاربة، وتبلغ كلفة المرحلة الأولى من المشروع نحو 200 مليون شيكل، على أن يتم التشغيل في عام 2021، وتعمل الخطة على تطوير البنية التحتية لجذب مزيدٍ من "الزوار" من "السياح" وغيرهم إلى حائط البراق، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تتعلق بمجالات الصحة والتعليم وغيرها.
إضافةً لأهداف المشاريع الأساسيّة، فإن عمليات البناء تتطلب حفريات واسعة تحت الأرض، خصوصًا في ساحة البراق، وهو تهديد للآثار العربيّة والإسلاميّة.
التهويد الديمغرافي:
أصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان، تقريرًا يتناول هدم منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة، وأوضح التقرير بأن نحو "90 ألف فلسطيني في شرقي القدس المحتلة يسكنون في منازل من دون تصريح"، وبحسب التقرير لم يخصص الاحتلال سوى 12% من أراضي شرقي القدس للفلسطينيين، والتي أصبحت مكتظة بالسكان بشكلٍ كبير، في المقابل خصصت 35% من الأراضي لبناء المستوطنات اليهوديّة. وأوضح التقرير أن وثائق مخططات بلدية الاحتلال تسعى إلى أن يكون الفلسطينيون أقلية في المدينة، وتأتي عمليات الهدم لتفاقم الأعباء والضغوط الحياتيّة التي يتعرض لها الفلسطينيون في القدس.
وفي إطار المشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة، كشفت وسائل الإعلام العبرية عن عددٍ من المشاريع الاستيطانية، والتي تصل في مجموعها لـ 452 وحدة استيطانية جديدة، من بينها 113 وحدة على سفوح مستوطنة "جيلو"، و122 وحدة استيطانية في مستوطنة "بسغات زئيف"، بالإضافة لـ 122 وحدة في مستوطنة "هار حومه" في جبل أبو غنيم، و78 وحدة أخرى في مستوطنة "النبي يعقوب".
وفي سياق المشاريع الاستيطانية، كشفت صحيفة "كول هعير" العبرية، عن مشروع ضخم أسفل مستوطنة "التلة الفرنسية"، يتضمن حفر نفقين كبيرين، الأول باتجاه مستوطنة "معاليه أدوميم"، والثاني باتجاه مستوطنة "بسغات زئيف". ويسمح المشروع بالتنقل من "تل أبيب" إلى البحر الميت من دون المرور بأي إشارة ضوئية، إذ تمر السيارات عبر أنفاق "أرازيم" في مدخل القدس المحتلة، وتستمر منها إلى أنفاق "التلة الفرنسية".
ومتابعةً للتشريعات الإسرائيلية التي تستهدف الوجود السكاني الفلسطيني، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية في 29/5 عن تقديم أعضاء في "الكنيست" مشروعًا جديدًا يحمل اسم "القدس الكبرى"، وبحسب الصحيفة يهدف مشروع القانون لضم المستوطنات الإسرائيليّة في الضفة الغربيّة ومناطق شرقي القدس إلى سيادة الاحتلال، ويستهدف مشروع القانون بشكلٍ مباشر تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" ومستوطنة "معاليه أدوميم"، بالإضافة إلى "بيتار عيليت وجفعات زئيف وإفرات وكفار أدوميم".
قضايا:
في إطار محاولات الاحتلال تهويد المناهج التعليميّة الفلسطينيّة، كشفت صحيفة "هآرتس" أن وزارة التربية والتعليم الإسرائيليّة ستعمل على تنفيذ مجموعة من الإجراءات خلال السنوات الخمس القادمة، تهدف إلى توسيع تطبيق المنهاج الدراسي الإسرائيلي في مدارس فلسطينيّة بالقدس المحتلة، وتتضمن الخطة زيادة عدد صفوف الصف الأول وإخضاعها للمنهاج الإسرائيلي، وزيادة عدد الطلاب الذين يمكنهم الحصول على شهادة "البجروت"، التي توازي شهادة الثانوية العامة "التوجيهي" الفلسطينيّة، بالإضافة إلى تقديم حوافز اقتصاديّة للمدارس الفلسطينيّة التي ستعتمد المنهاج الإسرائيلي. ويعمل الاحتلال على أسرلة التعليم في القدس لطمس هوية الطلاب الفلسطينيين، وتشويه الهوية الثقافية لديهم، ويتلقى نحو 109 آلاف طالب من عمر 3-18 عامًا تعليمهم في 26 مدرسة في شرقي القدس حاليًا، من بينهم 5000 طالب يدرسون المنهاج الاسرائيلي.
التفاعل مع القدس:
أطلق "وقف الأمة" في تركيا حملة "خطوتين للقدس" الخيرية لاستقطاب الداعمين والمساهمين في تمويل الأوقاف المقدسية بطرق متعددة، وتعتمد الخطوة الأولى على التسويق الإلكتروني، عبر التبرع المباشر من خلال موقع الوقف على الإنترنت، من أجل التواصل مع عموم الشرائح وشركاء الوقف عبر التحويل البنكي المباشر للحسابات الخاصة بالوقف.
أما الخطوة الثانية للوقف، التي أطلق عليها اسم "الخطوة المثمرة"، فتشمل شكلين من التبرعات لتنمية القطاعات الاستثمارية الدائمة لوقف الأمة، والدعم المباشر للمصارف الوقفية لأهالي مدينة القدس من خلال التبرع بــ "سهم وقفي" بقيمة 125 دولارًا، و"المتر الوقفي" الذي تبلغ قيته 1500 دولار. ويدير الوقف مشاريع تجارية وقفية في تركيا يعود ريعها لمشاريع تنفذ في مدينة القدس.