31 أيار/مايو - 06 حزيران/يونيو 2017
الأربعاء 7 حزيران 2017 - 1:24 م 9337 1230 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
31 أيار/مايو - 06 حزيران/يونيو 2017
الاحتلال يحاصر القدس بكاميرات المراقبة
وقيادي فلسطيني يتنازل عن حائط البراق لـ "إسرائيل"
لا يمر على القدس أحداث استثنائيّة، أو تطورات متسارعة مفاجئة، لأن مشاريع الاحتلال التهويدية تستمر بشكلٍ دائم، لتشكل بحدّ ذاتها حالة استثنائيّة دائمة التصاعد والتغيّر. فإلى جانب استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، يعمل الاحتلال على خنق القدس وأهلها عبر مراقبة جميع ما يحدث فيها بكاميرات مراقبة ذات قدراتٍ مرتفعة. وأمام تفاعلٍ لا بأس به مع الذكرى الخمسينية لاحتلال كامل القدس، إلا أن التفاعل العربي على الصعد الرسميّة والشعبيّة مع المدينة وقضاياها في تراجع مضطرد.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
في متابعة لاقتحامات الاحتلال للمسجد الأقصى، كشف تقرير لوكالة "قدس برس" بأن 3093 مستوطنًا اقتحم المسجد الأقصى خلال شهر أيار/مايو الماضي، من بينهم 387 طالبًا إسرائيليًّا، و56 عنصرًا من شرطة ومخابرات الاحتلال، بالإضافة إلى أحد موظفي "سلطة الآثار" الإسرائيلية. وشهد اليوم الذي يحتفل فيه الاحتلال بذكرى احتلاله لكامل القدس مشاركة أكبر عددٍ من المقتحمين، وصل إلى 968 مستوطنًا.
وفي سياق متعلق بالأقصى، صرّح القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب، في حديثٍ إلى القناة العبرية الثانية في 3/6، بأن "المسجد الأقصى سيكون بيد الفلسطينيين في أي اتفاق مستقبلي، وبالمقابل فسيكون للإسرائيليين حائط البراق ليبسطوا سيطرتهم عليه". وأثار تصريح الرجوب ردات فعلٍ عديدة، فقد أكدت الهيئة الإسلامية العليا بالقدس أن حائط البراق هو للمسلمين وحدهم، ووصفت الهيئة بأن هذه التصريحات تحاول أن تزيف الحقائق المرتبطة بحائط البراق، وهي تشويه وتحريف للحقيقة الخالدة بأن الحائط مكان مقدس للمسلمين وحدهم دون غيرهم.
وفي السياق نفسه، طالب عبد الناصر نصار المستشار الأردني لشؤون القدس والمقدسات رسميًا من السلطة الفلسطينية توضيحات حول تصريح الرجوب حول حائط البراق، والذي تنازل فيه لليهود عن المعلم المقدّس، وأعلن نصار عن رفضه تصريحات الرجوب، وتأكيده بأن حائط البراق جزءٌ من المسجد الأقصى.
قضايا:
انتظر الكثيرون إصدار الرئيس الأمريكي ترمب قرار نقل سفارة بلاده من "تل أبيب" إلى القدس خلال زيارته الأخيرة للأراضي المحتلة، وعدم تناول ترمب للموضوع خلال الزيارة أعطى دلالة بأن القرار سيتم تأجيله مجددًا لإيجاد الظروف المناسبة، ففي 1/6 وقع ترمب قرار تأجيل نقل السفارة إلى القدس المحتلة لمدة ستة أشهر، وعلّق ترمب بأنه يدرس كيفية الالتزام بوعده الذي قدمه خلال حملته الانتخابية بنقل سفارة بلاده إلى القدس. ونقلت الصحف العبرية عن مصدر في البيت الأبيض بأن ترمب يرى أن الوقت غير ملائم لنقل السفارة، وبأنه "ملتزم بوعده".
ونسلط الضوء على قضية أخرى، ضمن محاولة الاحتلال إطباق قبضته الأمنية على القدس المحتلة، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" في 4/6، عن مخطط كبير يهدف لمراقبة جميع مداخل ومخارج وشوارع القدس المحتلة الداخلية بشبكة من الكاميرات. وبحسب الصحيفة التي نقلت عن أحد كبار الضباط في شرطة الاحتلال، بأن الكاميرات ستمكن الشرطة من مراقبة جميع من يدخل ويخرج من وإلى القدس، ويمكنها تعقب أرقام السيارات، وستتمكن من توفير نقل مباشر لجميع ما يجري في المدينة، ويقوم المشروع على ربط جميع الكاميرات التابعة لمقرات ومؤسسات الاحتلال بغرفة مركزية ستقام في مستوطنة "جيلو"، بالإضافة لتركيب كاميرات جديدة ذات قدرات متقدمة.
التفاعل مع القدس:
سلمت وزارة الخارجية الأردنية في 31/5، مذكرة احتجاج للسفارة الإسرائيليّة في عمّان، احتجاجًا على إدخال متطرفين يهود إلى المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، وطالبت الحكومة الأردنيّة وقف هذه الاعتداءات والاستفزازات فورًا، واحترام الدور الأردني في رعاية المقدسات الإسلامية في القدس الذي اعترفت به معاهدة "السلام" بين البلدين.
أطلقت مؤسسة "أوروبيون من أجل القدس" حملة "القدس عاصمة فلسطين"، وتعمل المؤسسة بالتنسيق مع عدد من الجمعيات والمنظمات الأهلية، وتهدف إلى فضح ممارسات الاحتلال، وتعريف المجتمعات الأوروبية بأبعادها الكارثية على المنطقة برمتها، على أن ترافق الفعاليات حملة الكترونية موازية.
ومواكبة لمرور 50 عامًا على احتلال كامل القدس، أرسل "مركز العودة الفلسطيني" خطابات رسمية إلى جهات دولية وأمميّة ومسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى، طالب من خلالها هذه الجهات، بتطبيق تدابير من شأنها الضغط على الدولة العبريّة بصفتها قوة احتلال بحسب القانون الدولي، لإجبارها على احترام القانون الدولي ووقف السياسات العنصرية والممارسات القمعية على الأرض. وتأتي هذه الحملة كجزء من حراك واسع يقوده مركز العودة في الساحة الأوروبية والدولية بهدف الدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
وفي ماليزيا منعت وزارة الداخلية الماليزية احتفال "يوبيل القدس"، والذي كان من المقرر تنظيمه من قبل إحدى الجمعيات الصينيّة في منتصف الشهر الجاري، بمناسبة احتلال مدينة القدس عام 1967. وقال وزير الداخلية الماليزي بأنه أصدر تعليماته بمنع هذا الاحتفال الذي يمس بمشاعر المسلمين، واستدعت السلطات الماليزيّة المنظمين، بعد تلقيها أكثر من 32 بلاغًا ضد إقامة الفعالية.