21 – 27 حزيران/يونيو 2017
الأربعاء 28 حزيران 2017 - 6:04 م 9962 1119 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
21 – 27 حزيران/يونيو 2017
عيد القدس مقيد بإجراءات الاحتلال، والأخير يتابع مشاريعه وعطاءاته الاستيطانية
مع انتهاء شهر رمضان المبارك، وعمارة آلاف المصلين والمعتكفين للمسجد الأقصى، عادت دعوات المتطرفين اليهود لاقتحامات موسعة للمسجد الأقصى، بعد منعهم من اقتحامه أيامًا عدة. أما على جانب الاستيطان فإن الاحتلال يتابع تشييد المشاريع الضخمة بالإضافة لتعزيز بنيته التحتية في المدينة، مع محاولته تحييد أي جهة أو دولة تقوم بدعم الأقصى والقدس.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
يعمل الاحتلال على استمرار حصار أي جهة تساهم في دعم المسجد الأقصى، ويقوم الإعلام الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة باستهداف المساعدات التركية للمسجد الأقصى، حيث أفردت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية صفحاتها في عددين متتاليين لنشر تحريضٍ مباشر على المساعدات التركية للأقصى والمصلين فيه، وتحدثت في عددها في 22/6 عن تحويل ملايين الدولارات من تركيا من أجل "السيطرة على المكان" في إشارة للمسجد المبارك. وعلى خلفية ما نشرته الصحيفة طالب عددٌ من نواب الكنيست بعقد جلسة خاصة لمناقشة هذا الموضوع. ويأتي هذا التضخيم الكبير للمساعدات التركية، في إطار تحييد أي جهة أو دولة تدعم المسجد، أو تخفف من معاناة المقدسيين في المدينة، في مقابل مشاريع الاحتلال التهويدية الضخمة.
وفي سياق متصل بالتهويد، أعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان في 22/6، بأن حكومة الاحتلال ستغيّر الوضع الحالي في منطقة باب العمود للتصدي لعمليات الانتفاضة، وأشار أردان إلى تغييرات في نظام الأمن في المنطقة. وتتضمن الخطة تركيب كاميرات مراقبة ونقاط تفتيش، بالإضافة لإجراء تغييراتٍ فيزيائيّة في ملامح المنطقة، وزيادة القوات الأمنية والجهود الاستخباريّة. وهي خطوات تصب في زيادة سيطرة قوات الاحتلال على المنطقة، والحدّ من الوجود الفلسطيني فيها، بعد محاولات المقدسيين إنعاش المنطقة تجاريًا وحياتيًا.
ومع نهاية شهر رمضان المبارك وصل عدد المعتكفين في المسجد لنحو 270 ألف مصلٍ خلال ليلة القدر، على الرغم من العراقيل التي فرضتها قوات الاحتلال وحالت دون وصول عشرات آلاف الفلسطينيين الآخرين، وذلك بمنع الرجال دون الـ 40 عامًا من الضفة الغربية من الدخول للقدس المحتلة، إضافةً لحواجز التفتيش في البلدة القديمة وفي محيط المسجد الأقصى.
ومع توقف الاقتحامات في الأيام الأخيرة من رمضان وخلال عيد الفطر، نشرت جماعات يهوديّة متطرفة دعوات لاقتحام الأقصى بشكلٍ مكثف الخميس في 29/6، ونشر موقع "جبل المعبد" دعوةً لاقتحام الأقصى بأعدادٍ كبيرة جدًا، وذلك ردًا على إغلاقه بوجوههم لمدة 9 أيام.
التهويد الديمغرافي:
وفي إطار آخر من التهويد، ذكرت الصحف العبرية في 21/6، بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لبناء أكثر من 7 آلاف وحدة استيطانية في مستوطنات القدس المحتلة. وذكرت هذه الصحف بأن لجنة "التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس، ستعمل على بناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "جيلو"، و2200 وحدة استيطانية في مستوطنة "هار حوما"، و900 وحدة أخرى في مستوطنة "بسغات زئيف"، بالإضافة لـ 500 في مستوطنة "رمات شلومو"، و100 في مستوطنة "راموت".
وبالتزامن مع هذه المخططات الاستيطانية الضخمة، صادق "الكنيست" الإسرائيلي بالقراءة التمهيديّة على مشروع قانون يسمح لمحاكم الاحتلال الإداريّة، بالحسم في قضايا الخلاف بين سلطات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربيّة، ما يسمح بفرض القانون الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، وهي خطوةٌ تهدف لشرعنة الوجود الاستيطاني على الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، وإلى توسعة المستوطنات مع هدر أي فرصة قانونية لوقفها أو عرقلتها.
وفي متابعة لمشاريع الاحتلال الضخمة في القدس، أعلن الاحتلال متابعة العمل في الشارع الالتفافي الشرقي لمدينة القدس، على أن يتم افتتاحه بعد 10 أشهر، وأوضح خبراء بأن تكلفة المشروع تقدر بمئات ملايين الشواكل. وحسب تقديرات سلطات الاحتلال، فإن هذا الشارع سيقلص نسبة 25% من حركة المرور على معبر حزما، وحي "بسغات زئيف"، والتي أصبحت أكثر المحاور اكتظاظًا كل صباح، حيث تصبّ فيه كل السيارات القادمة من منطقة الضفة الغربية.
التفاعل مع القدس:
يشهد يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان تفاعلًا كبيرًا مع القدس وقضاياها في يوم القدس العالمي، وفي تغريدات على موقع تويتر صرّح أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، بأن "القضية التي يمكن أن تكون محور وحدة الأمة ومركز قوتها للنهوض من كبواتها هي قضية فلسطين والقدس، وهنا تكمن أهمية يوم القدس العالمي"، وقال: "آن الأوان أن تتوقف الأمة عن معاركها الجانبية، وتنطلق لمهمتها في استئصال السرطان الذي ينخر أوصالها، وهو الاحتلال الإسرائيلي". وتوجه أبو عبيدة بالشكر والتحية لكل الفعاليات والشعوب التي تحيي يوم القدس العالمي وتناصر فلسطين، ودعا "نخب وجماهير الأمة إلى التفاعل مع هذه الذكرى".
وفي سياق يوم القدس العالمي، دعا مسؤولون فلسطينيون إلى ضرورة وحدة بوصلة الأمة نحو فلسطين، وتضافر الجهود في مواجهة سياسات التهويد في القدس المحتلة، مؤكدين التمسك بخيار المقاومة في مواجهة الاحتلال وصولًا إلى التحرير.