19– 25 تموز/يوليو 2017
الأربعاء 26 تموز 2017 - 3:26 م 9187 1445 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
19– 25 تموز/يوليو 2017
الاحتلال يمعن في زيادة الإجراءات على أبواب الأقصى
والفلسطينيون يستمرون بالرفض عبر الرباط
تستمرّ المواجهة مع الاحتلال على أبوات المسجد الأقصى المبارك، ومنذ 14 تموز تستمر رُبُط الفلسطينيين أمام أبوابه، في سياق رفض أيّ تغييرات يجريها الاحتلال على أبواب المسجد. قرار الاحتلال إزالة البوابات الإلكترونية ترافق مع إجراءات يحكم عبرها قبضته على الأقصى والوافدين إليه، شملت تجهيز جسور وتجريف محيط باب الأسباط، ضمن خطوات تمهد لإضافة المزيد من الإجراءات لمراقبة جميع الداخلين للمسجد. وتستمر محاولات الاحتلال فرض وجوده عبر الاقتحامات من باب المغاربة، حيث اقتحم المسجد قائد شرطة الاحتلال في القدس وعدد كبير من عناصر مخابرات الاحتلال. وقد استطاعت هذه الأحداث إعادة المسجد الأقصى إلى دائرة لاهتمام الشعوب العربية والإسلامية، حيث شهدت العديد من المدن مظاهرات واعتصامات نصرة للأقصى، مع تسجيل استمرار الضعف العربي في وضع الأقصى على الأجندة الرسمية.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
تستمر "هبة الأقصى" للأسبوع الثاني على التوالي، ويستمر المقدسيون بالرباط على أبواب المسجد، رافضين البوابات الالكترونية والإجراءات الجديدة التي فرضها الاحتلال، ويشهد باب الأسباط اشتباكات يوميّة مع قوات الاحتلال، والتي تحاول منعهم من الرباط في المنطقة.
وفي فجر الجمعة 21/7، قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر عدم إزالة البوابات الإلكترونيّة من مداخل الأقصى، ونشر مكتب رئيس حكومة الاحتلال بيانًا زعم أنّ "الدولة العبرية ملتزمة بالحفاظ على الوضع الراهن" في المسجد الأقصى، مع إعطاء الشرطة صلاحيّة اتخاذ الإجراء المناسب.
وفي جمعة "اغضب للأقصى" في 21/7 منع الاحتلال الرجال دون الخمسين عامًا من دخول البلدة القديمة، وأجبرت قواته موظفي الأوقاف وحراس الأقصى على إخلاء محيط باب المجلس، وأبعدت 40 شابًا كانوا يعتصمون قرب باب الأسباط. وأتى إصرار الاحتلال على البوابات ليشعل جمعة الغضب، فعلى الرغم من الإجراءات المشددة والقيود التي فرضها الاحتلال، أقام المرابطون صلاة الجمعة عند عددٍ من نقاط التّماس والحواجز التي أقامها الاحتلال في محيط المسجد الأقصى وفي البلدة القديمة للقدس المحتلة، وأدى أكثر من 3000 فلسطيني صلاة الجمعة قرب حاجز قلنديا بعد منعهم من الوصول للقدس المحتلة.
ولم تتوقف إجراءات الاحتلال عند نصب البوابات الإلكترونية، حيث قامت في 23/7 بتركيب جسور جديدة، لتحمل كاميرات "ذكية" عند باب الأسباط، وذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة أن بإمكان هذه الكاميرات اكتشاف ورصد أشخاص يحملون آلات حادة أو سلاح أو مواد متفجرة. ومنذ ليل الاثنين قامت طواقم الاحتلال بإدخال آليات ثقيلة إلى باب الأسباط، وقامت بعمليات حفر وتمديد لكاميرات حراريّة، وتركيب ممرات وحواجز حديديّة إضافيّة، وخلع بلاطات تاريخيّة وتجريف لبعض المصاطب، إضافةً لقطع أشجار معمّرة داخل وفي محيط الأقصى لضمان التصوير الواضح لكاميرات المراقبة.
وأشار مراقبون إلى أن رفع الاحتلال لسقف الإجراءات المتّخذة ليس إلا مناورة، ليستطيع إزالة البوابات بعد الإصرار الفلسطيني بعدم الدخول للأقصى عبرها، مع إبقائه على الكاميرات التي تحقق له الغرض ذاته. وفي 24/7، اتخذ "الكابينت" قرارًا بإزالة البوابات الإلكترونية ولكن مع نصب مزيدٍ من الكاميرات "الذكية"، وذكرت وسائل إعلام عبريّة أن مشروع الكاميرات بمختلف أنواعها سيكلف نحو 100 مليون شيكل، وسيتم البدء فيه بشكلٍ مباشر، على أن يتضمن المشروع وسائل تقنية أخرى إضافة للكاميرات، وستمتد مرحلة التنفيذ لستة أشهر قادمة. وقد أعلنت الفعاليات المقدسية رفضها للإجراءات الإسرائيلية الجديدة، معلنةً بأن المصلين لن يدخلوا للأقصى إلا كما كان قبل الرابع عشر من تموز.
ويعمل الاحتلال على متابعة اقتحامات المستوطنين للأقصى، حيث شهد الأحد في 23/7 اقتحام نحو 100 مستوطن ترافقهم قوات الاحتلال، وقد طالبت "منظمات المعبد" وعدد من حاخامات المستوطنين حكومة الاحتلال برفع "علم" دولة الاحتلال على أسطح المسجد الأقصى "حتى يثبتوا أنهم استولوا عليه". وشهد الاثنين 24/7 اقتحام 300 مستوطن للأقصى، بالإضافة لاقتحام قائد شرطة الاحتلال روني الشيخ للأقصى، برفقة عددٍ من ضباط الشرطة، وبمشاركة أكثر من 140 عنصرًا من المخابرات الإسرائيليّة، وقاموا بجولاتٍ في أرجائه.
التهويد الديمغرافي:
ذكرت صحف عبريّة أن وزارة "الإسكان" الإسرائيليّة تخطط لبناء 1100 وحدة استيطانية بين مستوطنتي "النبي يعقوب" و"جيفاع بنيامين"، ويهدف المخطط لفصل الفلسطينيين في شرق القدس المحتلة عن جنوب مدينة رام الله.
وفي سياق البناء الاستيطاني كشف نائب رئيس بلدية الاحتلال مئير ترجمان، النقاب عن مصادقة "لجان التنظيم والبناء" على 859 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة. وكشف ترجمان عن عددٍ من المخططات الاستيطانية الأخرى التي صادقت عليها "اللجنة اللوائية"، وتشمل بناء 365 وحدة في "جيلو"، وهو مشروع ضخم يتضمن بناء برجين، وبناء 274 وحدة استيطانية على مسار القطار الخفيف في "بسغات زئيف"، إضافة لتحسين المركز التجاري في مستوطنة "النبي يعقوب". وأكد ترجمان أن هذه المشاريع هي البداية فقط، وقال "نستمر بإعداد مخططات بناء في جميع أرجاء المدينة، سواء مشاريع عادية أو مشاريع لتجديد المدينة".
قضايا:
استشهد أردنيان في سفارة الاحتلال بعمّان في 23/7، وكشفت مصادر إعلاميّة بأن شابًا أردنيًا طعن إسرائيليًا وأصابه بجروح، قبل إطلاق النار عليه من قبل ضابط أمن حماية السفارة، ما أدى إلى مقتل الشاب بالإضافة إلى صاحب العقار وهو طبيب.
وقد أغلقت السلطات الأردنية ملف الحادث مبررةً بأن القضية ذات خلفية جنائية، وأنها قامت على خلفية شجار نشب بين الموجودين في المكان. وفي 24/7 غادرت الأردن سفيرة الاحتلال يرافقها القاتل ضابط الأمن.
وأثارت طريقة تعامل الأردن مع الملف سخطًا أردنيًا وفلسطينيًا كبيرًا، وبحسب ناشطين كان بإمكان الأردن إدارة ملف القضية بشكلٍ أفضل، خاصةً أمام أدائها المتراجع تجاه الإجراءات التي فرضها الاحتلال على أبواب الأقصى. وقد خرجت تقارير صحفية تفيد بأن إزالة البوابات الإلكترونية تمت مقابل إطلاق سراح ضابط الأمن الإسرائيلي، ولكن سياق الإجراءات الإسرائيليّة يؤكد بأن إزالة البوابات هي خطوة في طريق تنفيذ إجراءات أخرى على غرار الكاميرات الذكية والحرارية.
التفاعل مع القدس:
إلى جانب عشرات نقاط المواجهة مع الاحتلال وإقامة صلوات جامعة في أنحاء فلسطين المحتلة، شهد عددٌ من البلدان العربية والإسلامية تظاهرات ووقفات احتجاجية نصرةً للمسجد الأقصى المبارك، ورفضًا للإجراءات الإسرائيلية على أبواب الأقصى، شملت كلًا من الأردن ولبنان وسوريا والعراق وتركيا وماليزيا وأندونيسيا وغيرها، إلى جانب التنديد الرسمي ورفض الإجراءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى.
وفي السياق ذاته، أعلنت مؤسسة "أوروبيون من أجل القدس" عن إطلاق سلسلة فعاليات عبر القارة الأوروبية نصرة للأقصى اعتبارًا من يوم الجمعة في أكثر من 20 مدينة وعاصمة أوروبيّة، في شكل تظاهرات واعتصامات وحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.