المشهد المقدسي من1/1/2019 حتى 31/3/2019


تاريخ الإضافة الثلاثاء 9 نيسان 2019 - 10:37 ص    عدد الزيارات 6289    التحميلات 761    القسم المشهد المقدسي

        


إطلالة على المشهد المقدسي من1/1/2019 حتى 31/3/2019

القدس ما بين الحفاظ على باب الرحمة والهجمة التهويدية الشرسة

مقدَّم إلى مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية في اجتماعه الذي عقد بتاريخ 8/4/2019

 

إعداد

علي إبراهيم

 

قسم الأبحاث والمعلومات

مؤسسة القدس الدوليّة

نيسان/أبريل 2019

 

فهرس المحتويات:

  • المقدمة
  • أولًا: الاعتداءات على المسجد الأقصى
  • اقتحامات المسجد الأقصى
  • هبة باب الرحمة
  • ثانيًا: التهويد الثقافي والعمراني للقدس
  • ثالثًا: التهويد الديموغرافي في القدس المحتلة
  • هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم
  • تعزيز البنية التحتية للاستيطان، والعطاءات الاستيطانية
  • رابعًا: التفاعل مع القدس
  • خامسًا: التوصيات

 

مقدمة:

يمكن الحديث عن أربعة سياقات يجب أن تكون حاضرة عند عرض تطورات المعركة في القدس:

  • الخطة الأمريكية للسلام التي تقدمت إلى الأمام مع عقد مؤتمر وارسو في 13-14/2/2019 بحضور قادة من الدول العربية والإسلامية ورئيس وزراء الاحتلال نتنياهو.
  • التطبيع بمختلف أشكاله.
  • الانتخابات الإسرائيلية في 9/4/2019.
  • المقاومة والمواجهة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

 

أما مخططات تهويد القدس المحتلة فقد تصاعدت على مدار السنوات والأشهر الماضية، ويساهم في تصاعدها انفراد الاحتلال بالمدينة وسكانها، نتيجة الدعم الأمريكي المتنامي منذ تولي دونالد ترمب مقاليد الرئاسة، والصلف العربي في التقارب مع الاحتلال، الذي لم يعد مقرونًا بالأطر الرياضية أو الفنية، بل أصبح تطبيعًا علنيًا، فتح أبواب عددٍ من العواصم العربية أمام الاحتلال.

 

يمضي الاحتلال في تنفيذ خططه الرامية إلى تهويد المدينة المحتلة، فمع استمرار اقتحامات المسجد الأقصى، ومحاولة الاحتلال الحفاظ على الاقتحامات كأمرٍ واقع في استهدافه للمسجد الأقصى، بلغ عدد المقتحمين ما بين 1/1/2019 و31/1/2019 نحو 5930 مقتحمًا، من المستوطنين وطلاب معاهد الاحتلال التهويديّة، وعناصره الأمنية. وفي سياق عمل الاحتلال على مواجهة هبة المقدسيين لتثبيت إغلاق مصلى باب الرحمة، عمل على إفراغ الأقصى من العنصر البشري، عبر اعتقال حراس الأقصى والمصلين وإبعادهم، وقد بلغ عدد المبعدين عن المسجد الأقصى خلال مدة الرصد نحو 216 فلسطينيًا. يضاف إلى ذلك محاولة الاحتلال تشتيت قضية باب الرحمة عبر قرارات باطلة من محاكمه، أو استخدام ورقة الأقصى في انتخاباته القادمة.

 

وفي سياق انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي، تظل القدس واحدة من أوراق جذب الناخبين، في محاولة للتقارب من اليمين المتطرف، حيث أعلنت واحدة من أبرز أطر هذا اليمين وهي "منظمات المعبد" في سياق ردة فعلها على انتصار المقدسيين في هبة باب الرحمة، أنها لن تعطي صوتها في الانتخابات إلا للجهة التي ستضع تقسيم المسجد الأقصى ضمن خطتها بعد الانتخابات.

 

ويعمل الاحتلال في إطار استهداف المكون الفلسطيني في المدينة المحتلة على تشديد الحصار عليه في ما يتعلق بالسكن والبناء، حيث تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، حيث طال الهدم منذ 1/1/2019 حتى 31/3/2019 نحو 30 منزلًا ومنشأة، وتأتي هذه الاعتداءات الكبيرة على المقدسيين بالتزامن مع الإعلان عن العديد من المشاريع والعطاءات الاستيطانية الكبيرة، حصوصًا في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلتين، في سياق جذب أصوات الناخبين في هذه المستوطنات قبل انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي القادمة.

 

وأمام هذا التمادي الإسرائيلي في استهداف القدس وأهلها ومقدساتها، تظلّ انتفاضة القدس أبرز تجليات رفض الفلسطينيين لهذه الاعتداءات المتزايدة، وتسجل الانتفاضة تجددها للعام الرابع على التوالي، على الرغم من الإجراءات الأمنية والعسكرية للاحتلال، واستمرار التنسيق الأمني الذي يؤكد بعد القائمين عليه عن نبض الشارع الفلسطيني، وأن هذا التنسيق هو السبب الأول في الفتك بالمقاومين الفلسطينيين على أثر كل عملية.

 

وعلى الرغم من سيطرة مشهد باب الرحمة على مجمل واقع المدينة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وما يمثله من فرصٍ فلسطينية في مواجهة الاحتلال وإجباره على التراجع عن استهدافه للأقصى مجددًا، يظل التفاعل العربي والإسلامي دون المستوى المطلوب، خاصةً مع التصاعد الكبير لموجة التطبيع في مختلف صوره وأشكاله، تصاعدٌ يكشف عن تخلٍ واضح عن القضية الفلسطينية، وجعل "إسرائيل" الجامع العربي الأول في زمن التنازلات.

 

أمام هذه الحالة من تصاعد التهديدات وانخفاض حجم التضامن والتأثير، تدفع القدس منفردة ثمنًا باهظًا تحت الاحتلال، الذي يطلق أذرعه لتستبيح جميع ما في من مقدسات وسكان، ويتحول المسجد الأقصى في القلب منها إلى عنصر للمزايدة السياسية، ما سنعكس مزيدًا من التهويد مع أي حكومةٍ إسرائيلية قادمة.

 

وفي سياق هذا الواقع القاتم، لا بدّ من ابتكار أدوات جديدة لمواجهة هذين الخطرين البارزين، موجة التهويد المتزايدة في القدس المحتلة، وحالة انجراف الموقف العربي، لتعود القدس بوصلة الصراع العربي مع الاحتلال، ولتكون هذه الأدوات فاعلة لوقف هجمة الاحتلال التهويديّة، ودعم المقاومة في كل فلسطين، القادرة على وضع حدّ للاحتلال.

 

أولًا: الاعتداءات على المسجد الأقصى

تُشكل السيطرة على المسجد الأقصى نقطة ارتكاز في مشروع تهويد القدس المحتلة، ويأتي استهداف المسجد عبر عددٍ من المسارات التهويديّة، من اقتحام المسجد والتدخل في إدارته، وصولًا إلى محاولات الاحتلال السيطرة على أجزاء منه، وإبعاد الفلسطينيين عنها، على غرار مبنى مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى، وقد شكلت أحداث هبة باب الرحمة المستمرة حتى اليوم نموذجًا لتصاعد اعتداءات الاحتلال على المسجد، من إغلاق جزء منه ومنع المقدسيين من عمارته، وصولًا إلى عزل هذا الجزء عن الأقصى.

 

اقتحامات المسجد الأقصى:

تتوالى اقتحامات المستوطنين للأقصى، وبلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد في مدة الرصد نحو 5930 مستوطنًا وطالبًا في معاهد الاحتلال التلمودية، وتجري هذه الاقتحامات بحماية مشددة من قوات الاحتلال الخاصة وعناصره الأمنية.

ويوضح الجدول أدناه عدد المستوطنين المتطرفين الذين اقتحموا المسجد الأقصى في مدة الرصد:

 

جدول يوضح أعداد مقتحمي الأقصى في الأشهر الأولى من عام 2019

أشهر الرصد

مقتحمو الأقصى من اليهود المتطرفين

كانون ثانٍ/يناير 2019

1918

شباط/فبراير 2019

1944

آذار/مارس 2019

2068

المجموع

5930

 

وفي مدة الرصد صعّدت سلطات الاحتلال من إبعاد الفلسطينيين عن المسجد الأقصى، في سياق إفراغ المسجد من العنصر البشري، إضافة إلى استخدام الإبعاد كإجراء عقابي في حق المرابطين المشاركين في الرباط في أثناء أحداث هبة باب الرحمة، وقد بلغ عدد المبعدين عن المسجد الأقصى ما بين 1/1/2019 و31/3/2019 نحو 216 فلسطينيًا، تم إبعادهم ما بين أسبوعٍ واحد وستة أشهر، وفي الجدول الآتي جدول بقرارات الإبعاد الصادرة عن الاحتلال في مدة الرصد.

 

جدول يوضح أعداد المبعدين عن الأقصى في الأشهر الأولى من عام 2019

أشهر الرصد

عدد المبعدين

تفاصيل إضافية

كانون ثانٍ/يناير 2019

17

14 قرار إبعاد عن الأقصى، وإبعاد فتى عن البلدة القديمة، وإبعاد شابين عن مدينة القدس

شباط/فبراير 2019

133

من بين المبعدين18 طفلًا، و15 امرأة

آذار/مارس 2019

66

58 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى، 7 قرارات إبعاد عن البلدة القديمة، إبعاد شاب عن مدينة القدس

المجموع

216

 

وفي سياق تصعيد الاعتداء على الأقصى، يعمل الاحتلال على الاستفادة من أي أدوات ممكنة للاعتداء على المسجد، ففي الأول شباط/ فبراير 2019، حلّق 3 مستوطنين بطائرات شراعية على علوٍ منخفض فوق المسجد الأقصى المبارك، ثم هبطت الطائرات في "حارة اليهود"، وحمّلت دائرة الأوقاف مسؤولية هذا الاعتداء على سلطات الاحتلال، وبحسب مقدسيين لا يمكن لهذا التحليق أن يتم من دون موافقة سلطات الاحتلال، خاصة أن المدينة تحت مراقبة أمنية شديدة، ويأتي هذا الاعتداء في سياق فرض المزيد من السيطرة على المسجد، والتلويح بإمكانية تطبيق تهديدات المستوطنين باستهداف مباشر للأقصى عبر رمي قنابل أو مواد خطرة على المسجد والمصلين.

 

ولا تقف اعتداءات الاحتلال على أعداد المقتحمين والمبعدين فقط، بل يعمل الاحتلال على تكثيف وجوده في الأقصى، والاستفادة من الأوقات التي يخلو فيها المسجد من المصلين، ففي 7/1/2019 اقتحمت شرطة الاحتلال المسجد ليلًا، ونظمت ما أطلقت عليه "الحراسة الليلية"، وبات عناصرها داخل الأقصى، مع غيابٍ كامل للمقدسيين عن المسجد، وأفادت معطيات صحفية عن قيام جنود الاحتلال بحركات مسيئة وغير أخلاقية داخل باحات المسجد.

 

وفي سياق الاقتحامات الأمنية للأقصى، وفي 4/2/2019 اقتحم قائد شرطة الاحتلال في القدس يورام هليفي باحات المسجد، رافقه خلال عددٌ من ضباط الاحتلال، إضافة إلى مذيعة القناة "13" الإسرائيلية أيالاه حسون التي رافقت شرطة الاحتلال في الاقتحام مع مصوريْن، صورا جولة الاقتحام بكاميرا تلفازيّة.

 

وفي سياق الاقتحامات السياسية للأقصى، في 28/1/2019 اقتحم عضو "الكنيست" المتطرف يهودا غليك المسجد، محتفلًا بزواجه في اليوم نفسه، وشارك مع عروسه في الاقتحام وقام ببثٍ مباشر على وسائل التواصل لما وصفه أنه "تقديس زواجه بحسب الطقوس التلمودية"، والتقط الصور التذكارية داخل المسجد. ويُعرف عن غليك اقتحامه للأقصى في أي مناسبة لديه، حيث اقتحم المسجد الأقصى خلال العام الماضي لوفاة زوجته، وتأتي هذه الاقتحامات بحسب مراقبين في سياق تحويل المسجد إلى مكان يستوعب المستوطنين ومناسباتهم الحياتية.

 

وفي سياق الاقتحامات السياسية، تكررت الاقتحامات السياسية للمسجد، وشارك فيها، إضافة إلى غليك، وزير الزراعة في حكومة الاحتلال المتطرف أوري أريئيل الذي اقتحم الأقصى في 5/2/2019، وفي 26/2/2019، تلا ذلك اقتحام نفذه غليك في 27/2/2019. وعلى الرغم من هذه الاقتحامات المتكررة، تعدّ مشاركة شخصيتين سياسيتين في اقتحام الأقصى فشلًا للاحتلال، على الرغم من إجراءاته الأمنية ومحاولاته الحثيثة فرض سيطرته على المسجد.

 

هبة باب الرحمة:

شكلت هبة باب الرحمة أحد أبرز التطورات خلال مدة المشهد، وترجع هذه القضية إلى عام 2003، حيث أغلت شرطة الاحتلال مبنى باب الرحمة على خلفية قيام مؤسسة التراث بأنشطة سياسية. وفي شهر أيلول/سبتمبر 2017 قدمت شرطة الاحتلال طلبًا إلى محكمة "الصلح" في القدس المحتلة، يقضي بإغلاق مبنى باب الرحمة في المسجد الأقصى بشكل دائم.

 

عادت قضية مصلى باب الرحمة إلى الواجهة من جديد على أثر موافقة مجلس الوزراء الأردني على إعادة تشكيل مجلس الأوقاف وشؤون المقدّسات الإسلامية في القدس المحتلة في 14/2/2019، حيث تم رفع عدد الأعضاء من 11 إلى 18 عضوًا. وعُقدت أول جلسات المجلس الجديد في مبنى باب الرحمة، في اليوم نفسه، ناقش فيها أوضاع مباني المسجد الأقصى وخطته للمحافظة عليها. وفي 15/2/2019 وضعت سلطات الاحتلال سلسلة حديدية وقفلاً على البوابة أعلى الدّرج المؤدي إلى مبنى باب الرحمة المغلق، ردًا على خطوة مجلس الأوقاف الجديد، وفي سياق فرض سيادة الاحتلال على هذا الجزء من الأقصى، وتأكيد إدارته للمسجد بفعل الأمر الواقع واستخدام القوة.

 

وعلى أثر هذا الإغلاق بدأت الدعوات في القدس إلى الرباط في منطقة باب الرحمة، على أثر تحذير عددٍ من المتخصصين والنشطاء في القدس المحتلة من إقدام الاحتلال على بناء كنيس داخل المسجد الأقصى، وتحويل باب الرحمة إلى باب مغاربة آخر، أو استباحة المصلى من قبل منظمات المعبد على خلفية إغلاقه. وفي 17/2/2019 كسر الشبان المقدسيون بكسر الأقفال التي وضعها الاحتلال، فاعتقلت قواته سيدة مقدسية وأربعة شبان، ثم أغلقت جميع أبواب المسجد.

 

ومع محاولة الأوقاف تهدئة الأوضاع عبر وضع قفل جديد على البوابة الخارجية، اقتلع الشبان المقدسيون البوابة الحديدية في 18/2/2019، وحولوا الساحات المحيطة بالمصلى إلى ساحات للصلاة والرباط، على الرغم من محاولات الاحتلال المتكررة استهداف المصلين والمرابطين، مع مواصلة الدعوة إلى تكثيف الرباط. وفي 22/2/2019 فتح المرابطون وأعضاء مجلس الأوقاف الإسلامية ومشايخ القدس باب مبنى ومصلى باب الرحمة قبل أداء صلاة الجمعة، وأدوا الصلاة فيه لأول مرة منذ إغلاقه عام 2003، ورفع مصلون العلم الفلسطيني على سطح المصلى.

 

لم يكن مشهد الانتصار في هبة باب الرحمة مقبولًا لدى الاحتلال، فحاول التخفيف من أثره، ففي 27/2/2019 اقتحم الأقصى قائد شرطة الاحتلال في القدس المحتلة، يرافقه مسؤولون في "الشاباك"، واقتحموا مبنى ومصلى باب الرحمة. وعلى المستوى السياسي، عمل الاحتلال على الترويج لقراراتٍ سياسية تستهدف مصلى باب الرحمة، حيث أعلن موقع "كان" العبري في 3/3/2019، أن رئيس حكومة الاحتلال أصدر توجيهاته بعدم السماح بتحويل مبنى باب الرحمة إلى مصلّى، فيما أصدر وزير الأمن الداخلي توجيهاته إلى الشرطة بإخلاء المصلى من محتوياته بما يشمل المعدات والسجاد. في محاولة لاستيعاب التطورات الأخيرة، والعمل على التوصل لاتفاق ضمني ينهي الحراك الحاصل في باب الرحمة.

 

وشكل هذا الحدث ضربة قاصمة لخطط "منظمات المعبد"، حيث أعلن المتحدث باسمها خطورة التّطور بالنسبة إلى جماعات "المعبد"، وعقد "اتحاد منظمات المعبد" اجتماعًا في 3/3/2019، لمناقشة سبل التّصعيد في وجه فتح مصلى باب الرحمة، وختم الاجتماع بأربعة قرارات: تنفيذ اقتحام كبير وحاشد للأقصى يوم الخميس 7/3/2019، وإعلان هذه الجماعات عن عزمها إقامة كنيس في مصلى باب الرحمة، وتنظيم تظاهرة ضخمة في 21/3/2019، من ميدان سفرا إلى باب الرحمة، للمطالبة بطرد الأوقاف من المسجد وإعلان السيادة التامة على الأقصى، والإعلان أنّ شرط دخول أي من نشطاء هذه الجماعات في تحالف قادم بعد انتخابات "الكنيست" هو التزام حكومة الاحتلال بفرض صلاة اليهود العلنية في الأقص.

 

ومع استمرار هبة باب الرحمة، صعّد الاحتلال من وتيرة اعتداءاته على المسجد الأقصى في 12/3/2019، حيث شبّ حريق في مركز الشرطة المقام غصبًا في الخلوة الجنبلاطية شمال صحن قبّة الصخرة، فاعتدت قوات الاحتلال على جميع الموجودين في الأقصى وأخرجتهم بالقوّة، وأغلقت أبواب المسجد كافة. وقالت شرطة الاحتلال إن زجاجة حارقة أُلقيت على الغرفة، ما أدى إلى اندلاع النيران فيها، وأعلنت الشرطة اعتقالها أكثر من عشرة فلسطينيين بادعاء تورطهم بالهجوم على المركز.

 

وقد رفض الفلسطينيون هذه الاتهامات، خاصة أن تعامل الاحتلال مع المصلين والمسجد على أثر الحادث كان مرسومًا بدقة، من إفراغ المسجد من المصلين، وإغلاق أبواب المسجد وما رافق ذلك من اعتداءات. وأشار شهود عيان إلى أن النقاط محروسة بقوة السلاح من قبل عناصر شرطة الاحتلال، مؤكدين أنه لا يمكن الاقتراب منها. وفيما كان المسجد مغلقًا وخاليًا إلّا من عناصر الاحتلال، أدخل الاحتلال عددًا من المركبات محمّلةً بأدوات مختلفة إلى باحات الأقصى، عبر باب الأسباط.

 

ولم يقف الاعتداء عند إغلاق المسجد عصرًا وحسب، بل امتد إلى منع رفع أذان المغرب، والاعتداء على المصلين الذي تجمّعوا لأداء الصلاة عند باب الأسباط وأبواب المسجد الأخرى، حيث أدى المصلون صلوات العصر والمغرب والعشاء أمام أبواب الأقصى، وأعلنت شرطة الاحتلال إعادة فتح المسجد الأقصى صباح الأربعاء في 13/3/2019، وقالت الشرطة إنها اعتقلت قاصرين فلسطينيين، بادعاء الاشتباه بهما بإلقاء زجاجات حارقة على مركز الشرطة الذي احترق قرب مسجد قبة الصخرة. وأضافت في بيان أن "القاصرين سيعرضان على المحكمة، للنظر في تمديد اعتقالهما.

 

وخلال أحداث هبة باب الرحمة خلال شهر شباط/فبراير أبعدت سلطات الاحتلال 127 فلسطينيًا عن المسجد الأقصى، إضافة إلى اعتقال 170 فلسطينيً، ومنذ اندلاع الهبة حتى نهاية شهر آذار/مارس بلغ عدد المبعدين عن الأقصى نحو 193 مبعدًا، أبعدوا ما بين أسبوعٍ وستة أشهر.

 

ثانيًا: التهويد الثقافي والعمراني للقدس

يعمل الاحتلال على تهويد المدينة بما فيها من معالم وأماكن، ويسخر لهذا الهدف العديد من أذرعه التهويدية والجمعيات الاستيطانية، التي تتلقى الدعم والتسهيل من قبل مؤسسات الاحتلال الرسمية، في سياق تسهيل تحويل المدينة المحتلة إلى مدينة يهوديّة المعالم والسكان.

 

وفي سياق تغيير الوجه العربي والإسلامي للمدينة، دعا عضو بلدية الاحتلال في القدس المحتلة أرييه كينغ، إلى هدم أسوار البلدة القديمة التاريخية، وطرح كينغ هذا الرأي في منشورٍ على حسابه في "فيسبوك"، وأشار كينغ إلى أن "إزالة السور سيربط المدينة القديمة ببقية مناطق المدينة"، وزعم أن ما يدعو إليه "لا يشكل انتهاكًا لسيادة المواقع الدينية؛ وإنما يهدف إلى إزالة خطر حضري واجتماعي وبيئي في قلب القدس"، وهاجم في منشوره باني الأسوار السلطان سليمان القانوني واصفًا إياه بـ "الطاغية المسلم".

 

وخلال مدة الرصد استمر استهداف مقابر القدس لتنفيذ عددٍ من المشاريع استيطانية، إذ عمدت سلطات الاحتلال إلى صبّ قواعد ضخمة من الخرسانة المسلحة فوق مقبرة اليوسفية الإسلامية التاريخية الملاصقة لسور القدس. ويصعد الاحتلال من استهداف لمقابر القدس خلال السنوات الماضية، من بينها حفريات في مقبرة اليوسفية، وإغلاق الدرج المؤدي إليها قرب باب الأسباط، وغيرها من الأعمال.

 

وفي سياق استهداف مقابر القدس، نفذت طواقم بلدية الاحتلال خلال شهر شباط/فبراير أعمال حفر وتدمير في ما تبقى من مساحة المقبرة، إذ قررت بلدية الاحتلال إزالة من بقي من سماحة المقبرة التاريخية، وتحويلها إلى شارع، ويأتي هذا القرار في سياق القضاء التام على هذه المقبرة، بعد السيطرة على أجزاء كبيرة من مساحتها، وتحويلها إلى مقاهٍ وفندق، إضافة إلى ما يسمى متحف "التسامح".

 

وفي سياق المشاريع الاستيطانية التي تستهدف معالم القدس الإسلامية، كشفت صحف عبرية في 17/2/2019 أن شركة "ترميم وتطوير حارة اليهود" تنفذ مشاريع تهويدية تفوق ميزانيتها 200 مليون شيكل (نحو 55 مليون دولار)، وتدعي الشركة الاستيطانية أنها تقوم بتطوير "مواقع أثرية يهودية تعود للعهد الروماني"، وهي مواقع تمتد في البلدة القديمة من بعد سوق العطارين وتخترق "حارة اليهود"، وتصل إلى باحة ساحة البراق. تتضمن هذه المشاريع "مصعد حائط المبكى" و"قرية جميلة" و"متحف الحي الهيرودياني" و"فسيفساء أورشليم"، وتهدف إلى تشكيل مجموعة من أبرز الأساطير التلمودية في هذه الأحياء، لجذب المزيد من السياح اليهود، وتغيير معالم هذه الأحياء بشكلٍ كامل، وتتضمن هذه المشاريع إنشاء مزارات لأبنية ومنازل يزعم الاحتلال بأنها تعود إلى حقبة "المعبد".

ولا تقف هذه المشاريع عند المناطق التي يحتلها الاحتلال فقط، بل تمتد لتستهدف مجمل المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى، ففي 23/3/2019 كشفت صحف عبرية أن جمعية "العاد" الاستيطانية و"سلطة الآثار" الإسرائيلية تعملان على فتح ثغرة تحت أسوار القدس القديمة، بهدف تسهيل دخول المستوطنين إلى "مدينة داود" في بلدة سلوان، وإلى منطقة "الحديقة الأثرية" قرب حائط البراق، وبحسب المصادر العبرية فإن فتح هذه الكوة سيمر بتفكيك جزء من بناء أثري إسلامي يعود للعصر الأموي، ويأتي هذا المشروع في سياق مشروع سياحي ضخم تقوم عليه جمعية "إلعاد" الاستيطانية، ويبدأ من عين أم الدرج في سلوان وينتهي قرب باب المغاربة.

 

ثالثًا: التهويد الديموغرافي في القدس المحتلة

تشكل الهجمة الاستيطانيّة في القدس المحتلة واحدة من ركائز مخطط تهويد المدينة، حيث تتسق هذه الهجمة الاستيطانية مع ما تقوم به أذرع الاحتلال من تهويد المدينة المحتلة، واستهداف المقدسات فيها. وفي سياق الهجمة الاستيطانية تتابع أذرع الاحتلال عملها على ثلاثة سياقات رئيسة وهي:

  • استمرار هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم.
  • رفع حجم البناء الاستيطانيّ، وما يتصل به من إقرار لمشاريع البناء والبنية التحتيّة الاستيطانيين في مختلف المناطق المحتلة.

 

هدم منازل ومنشآت الفلسطينيين:

تستمر أذرع الاحتلال بهدم منازل الفلسطينيين، في محاولة لإحداث تغيير مباشر في الميزان الديموغرافي في القدس المحتلة، عبر دفع المقدسيين إلى السكن خارج المدينة على أثر حرمانهم من مساكنهم، خصوصًا أمام ارتفاع أسعار العقارات في المدينة المحتلة، وصعوبة إيجاد بدائل مناسبة. وخلال مدة الرصد بلغ عدد المنازل والمنشآت المهدمة في مدينة القدس المحتلة خلال مدة الرصد، نحو 30 منزلًا ومنشأة، في سلوان وجبل المكبر ومخيم شعفاط وبلدة حزما وغيرها.

 

وفي الجدول الآتي تفصيل لأعداد المنازل والمنشآت المهدمة خلال مدة الرصد:

جدول بأعداد المنازل والمنشآت التي هدمها الاحتلال في شرق القدس في الأشهر الأولى من عام 2019

أشهر الرصد

عدد المنازل والمنشآت المهدمة

تفاصيل إضافية

كانون ثانٍ/يناير 2019

7

4 هدمت ذاتيًا تفاديًا لدفع غرامات مالية و3 هدمتها جرافات الاحتلال، وهي: 4 منازل، غرف من منزل، بناية، ومنشأة تجارية.

شباط/فبراير 2019

15

7 هدمت ذاتيًا بأيدي أصحابها، ومن بين المنشآت: 11 منزلا، وغرفة سكنية، ومنشأة تجارية، ومخزن، وبركس للمواشي.

آذار/مارس 2019

8

4 في سلوان، 1 في جبل المكبر، 1 في مخيم شعفاط، 2 في حزما.

المجموع

30

 

 

  • تعزيز البنية التحتية للاستيطان، والعطاءات الاستيطانية:

    يأتي البناء الاستيطاني ليكون العنصر المقابل لهدم منازل الفلسطينيين، في إطار إفساح المجال لمزيدٍ من المستوطنين للسكن في المدينة المحتلة، وتعزيز الوجود الاستيطاني في المناطق المحيطة بالقدس. ومن أبرز العطاءات الاستيطانية خلال مدة الرصد مصادقة "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" التابعة للاحتلال في شهر كانون ثانٍ/ يناير 2019 على بناء 559 وحدة استيطانية جديدة، في مستوطنات قائمة على أراضي القدس المحتلة. وفي 5/2/2019 أقرت "لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة، خطة لبناء 13 وحدة استيطانية غربي الشيخ جراح، بالقدس المحتلة.

    ومع اقتراب انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي خلال شهر نيسان/أبريل الجاري، صعّدت سلطات الاحتلال من إقرارها للمشاريع الاستيطانية في المدينة المحتلة، وبحسب متخصصين بالشأن الاستيطاني تأتي هذه المخططات والمصادقات المتتالية في سياق الترويج الانتخابي، وتحويل الانتخابات إلى موسم لترسيخ الاستيطان في المناطق المحتلة، خاصة في البؤر الاستيطانية، إضافة إلى المصادقة على أكبر قدرٍ ممكن من الوحدات، إذ ستكثف أذرع الاحتلال البناء في مستوطنات "معاليه أدوميم" و"جفعات زئيف" و"مجمع غوش عتصيون" وغيرها.

    وفي سياق هذا الجذب الانتخابي، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن بناء 23 ألف وحدة استيطانية جديدة في شرق القدس المحتلة، خلال السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية. وقد وقّع نتنياهو على اتفاق بهذا الخصوص مع وزير المالية، ورئيس بلدية الاحتلال في القدس، وممثلي "دائرة أراضي إسرائيل". وقال نتنياهو في بيان عقب التوقيع "وقّعنا اتفاقية لبناء 23000 شقة جديدة في القدس باستثمار قدره مليار شيكل (276 مليون دولار)"، مضيفًا أنّ "القدس ليست مستوطنة، القدس هي عاصمة إسرائيل للأبد، 3 آلاف سنة جزء من وجودنا الأبدي". ولا يخفى الجانب الدعائي في هذا الإعلان عشية الانتخابات المبكرة للكنيست، لكنّ ذلك لا ينفي خطورتها، بل يؤكّد عزم الاحتلال على المضيّ في مخطّطاته الاستيطانية والتهويدية في القدس المحتلة.

    وفي 31/3/2019 كشفت صحيفة هآرتس أن "الإدارة المدنية التابعة للاحتلال" ستصادق على بناء نحو 1400 وحد استيطانية في مستوطنات الضفة والقدس المحتلتين، على أن يتم فتح باب المناقصات في أسرع وقتٍ ممكن. وكشفت الصحيفة أن 3500 وحدة استيطانية أُخرى سيتم الموافقة عليها، خلال الفترة القادمة، ليصل عدد الوحدات الاستيطانية إلى نحو 5 آلاف وحدة في مستوطنات القدس والضفة الغربية المحتلتين.

     

    وفي الجدول الآتي أبرز المشاريع الاستيطانية التي أقرها الاحتلال في مدة الرصد:

    أهم العطاءات الاستيطانية التي أقرها الاحتلال خلال مدة الرصد

التاريخ

عدد الوحدات الاستيطانية

الجهة المسؤولة

التفاصيل

في شهر كانون ثانٍ/ يناير 2019

559 وحدة استيطانية

مصادقة "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" التابعة للاحتلال

في مستوطنات قائمة على أراضي القدس المحتلة

5/2/2019

13 وحدة استيطانية

"لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال

غربي الشيخ جراح، بالقدس المحتلة

18/2/2019

4416 وحدة استيطانية

"لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال

 

سيتم بناؤها في أرجاء المدينة المحتلة، وستشمل بناء 464 وحدة في مستوطنة "غيلو"، و480 وحدة في مستوطنة "كريات يوفيل" و375 في مستوطنة "كريات مناحم"

18/3/2019

840 وحدة استيطانية

رئيس حكومة الاحتلال

في مستوطنة "أرئيل" شمال الضفة الغربية، وجاء الإعلان على خلفية العملية البطولية التي جرت في هذه المنطقة

31/3/2019

1400 وحدة استيطانية

"الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال

في مستوطنات الضفة والقدس المحتلتين، إضافة إلى 3500 وحدة استيطانية في مرحلةٍ لاحقة

 

 

رابعًا: التفاعل مع القدس

شكل التطبيع مع الاحتلال السمة الأبرز خلال عام 2018، وهو ما انسحب على الأشهر الأولى من عام 2019، إذ شهد شهر آذار/مارس مشاركة عددٍ من الفرق الإسرائيلية في بطولات رياضية أقيمت في عددٍ من الدول العربية. فما بين 8 و10 آذار/مارس 2019 شارك 10 لاعبين إسرائيليين في بطولة دولية للجودو في مدينة مراكش المغربية، وفاز الفريق الإسرائيلي المشارك بميداليتين برونزيتين، ورُفع علم الاحتلال في أثناء مراسم التتويج، وسط سعادة غمرت البعثة الرياضية الإسرائيلية. وندد المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بهذه الجريمة، مستشهدًا بموقف ماليزيا الحازم، التي رفضت استقبال رياضيين إسرائيليين على أراضيها.

 

وفي السياق ذاته، وفي 11/3/2019 استقبلت العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وفدًا رياضيًا إسرائيليًا، للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية المخصصة للرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبحسب قناة "كان" العبرية، سيشارك فريق الاحتلال في مسابقات السباحة، وكرة السلة، والجودو، والبولينغ. ويأتي هذا التقارب الإماراتي مع الاحتلال، بعد مشاركة وفد رياضي كبير في بطولة دولية للجودو في أبو ظبي خلال شهر تشرين أول/أكتوبر 2018، حيث رُفع علم الاحتلال وعُزف نشيد الدولة العبرية، بحضور وزيرة الثقافة في حكومة الاحتلال المتطرفة ميري ريغيف.

 

وفي إطار تصاعد الارتماء العربي في أحضان الاحتلال، استقبلت قطر في نهاية شهر آذار/مارس 2019، وفدًا رياضيًا إسرائيليًا للمشاركة في بطولة دولية للجمباز، وعلى أثر فوز أحد اللاعبين الإسرائيليين، رُفع نشيد دولة الاحتلال ورفع العلم. وقد احتفى حساب "إسرائيل بالعربية"، التابع لوزارة خارجية الاحتلال، برفع النشيد الوطني، بعد فوز اللاعب أليكس شاتيلوف بالميدالية. وقوبل هذا الفوز برفض شعبي من القطريين خصوصًا والخليجيين عمومًا، وأعلن ناشطون قطريون أن الحكومة القطرية تُهمل المطالب الشعبية بوقف التطبيع، وأن حكومة الدوحة تمارس ازدواجية فاضحة، ما بين التصريحات الرسمية الداعمة لحقوق الفلسطينيين، وانتقادها لاعتداءات الاحتلال، وبين السماح لمشاركة الفرق الرياضية الإسرائيلية ببطولات رياضية، ضمن إعادة تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.

 

هذه النماذج من التقارب العلني مع الاحتلال، وما يروج له أنه الحل الشامل للقضية الفلسطينية، ضمن ما يسمى "صفقة القرن"، ينبئ بارتفاع حدة التهويد الذي ستتعرض له المدينة المحتلة، فلا يمكن بحالٍ من الأحوال أن يكون التفاعل القائم على البيانات الهزيلة أو المبادرات المحدودة، عاملًا في لجم الاحتلال، فكيف إن كان هذا التفاعل يأتي في يد، واليد الأخرى تلهث لمصافحة المحتل.

 

خامسًا: التوصيات

استمرار الحراك في هبة باب الرحمة، وعدم الرضوخ لأي محاولات للاحتلال للالتفاف على إرادة المقدسيين، وضرورة أن تعمل الجهات الفاعلة في القدس المحتلة وسائر الأراضي المحتلة على رفع حجم المشاركة في هذه الهبة، ليكون الفعل الجماهيري أبرز وسائل مواجهة اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك.

 

أمام موقف أوقاف القدس المميز، من الضرورة بمكان أن تستمر حالة الالتحام القائمة ما بين جماهير القدس من جهة، ومجلس أوقاف القدس من جهة أخرى، وأن يكون المجلس واعيًا لمطالب الشارع المقدسي، قادرًا على قيادته، في سياق مواجهة الاحتلال ومخططاته الرامية لتقسيم المسجد الأقصى والسيطرة على جزء منه.

 

أمام حالة الانكفاء العربي والإسلامي الرسمي عن قضية القدس، يجب العمل على رفع المشاركة الشعبية في مناصرة ودعم المقدسيين والمساهمة في تثبيت صمودهم، عبر مشاريع ومبادرات فاعلة، تعمل على إشراك مختلف الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية. وأن تتعامل الهيئات والأحزاب والمؤسسات الفاعلة في الأمة مع القدس وقضيتها، على أنها ثابتٌ في برامج عملها، على مختلف الصعد الخيرية والثقافية والسياسية والرياضية وغيرها.

 

رفض التطبيع مع الاحتلال بمختلف أشكاله، والعمل مع أحرار الأمة على رفض أي محاولات تقوم بها الجهات العربية لجعله أمرًا واقعًا، والتعامل مع التطبيع كمحاولة لتشكيل غطاء لـ "السلام" المكذوب، الذي سيضيّع الحق الفلسطيني والعربي، ويمسخ هوية الأمة.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »