رؤية مشعل: استراتيجية مقاومة لتحرير القدس
الجمعة 29 آب 2014 - 9:29 ص 6294 0 أبرز الأخبار |
رؤية مشعل: استراتيجية مقاومة لتحرير القدس
بقلم رأفت مرة
نجح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل في تسليط الضوء على الواقع الذي تعيشه مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، وإظهار حجم المخاطر التي تستهدف المدينة والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها.
مرات عدة تحدث فيها مشعل عن القدس والمسجد الأقصى، في المرة الأولى تحدث مشعل في حوار مع قناة “الجزيرة مباشر”، وكان الهدف من الحوار التعليق على التطورات واستنكار الاعتداءات الإسرائيلية على القدس وإظهار الموقف منها.
في إطلالته الثانية في ورشة عمل “مؤسسة القدس الدولية” في بيروت الأربعاء 9/10/2013، قدّم مشعل تصوراً متكاملاً حول قضية القدس، وبشكل مختصر ومحدّد ومركّز قسّم مشعل تصوّره إلى عدة أقسام...
في القسم الأول ذكر أشكال وأنواع الاعتداءات التي تتعرض لها مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وفي القسم الثاني استعرض المخاطر الناشئة عن هذه المخططات وآثارها السلبية على الفلسطينيين والأمّة، وفي القسم الثالث قدّم مشعل رؤية حركة حماس الاستراتيجية حول قضية القدس.
في كل المحاور والأقسام، كان مشعل صريحاً وواضحاً، فاعتبر أن هناك مخططاً إسرائيلياً واضحاً لتهويد المدينة المقدسة، في ظل وجود حكومة صهيونية يمينية وكنيست تسيطر عليه قوى متطرفة، أيضاً في ظل عدم اهتمام عربي ولامبالاة دولية.
وسمّى مشعل الأشياء بأسمائها، فاعتبر أن الخلافات الفلسطينية الداخلية والأزمات التي تعصف بالدول العربية أبعدت العرب عن القدس، وأغرقتهم في مشاكلهم الداخلية، وسمحت للاحتلال الإسرائيلي بتصعيد ممارساته ضد القدس والأقصى.
في الساحة الفلسطينية توقف مشعل عند عاملين أساسيين يساهمان في إضعاف الموقف الفلسطيني مما يجري في القدس: استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وتجريم المقاومة وملاحقة المقاومين واستمرار التعاون الأمني مع الاحتلال.
هذا التوصيف انتقل منه مشعل ليقدّم رؤية حماس الاستراتيجية للحل، ونلحظها بالتالي: حسم الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي إلى جانب القدس، بناء القدرة العسكرية الحقيقية القادرة على استعادة القدس، توحيد الصف الفلسطيني، إطلاق مواجهة شعبية ضدّ العدو الصهيوني، وضع القدس ومقدساتها على أجندة الأحزاب والقوى والحكومات والشعوب، رفض التنازل عن القدس، تسخير الإمكانيات لدعم صمود المقدسيين، اعتبار معركة القدس هي معركة الأمّة.
لكن أهم الخلاصات التي يمكن استنتاجها من رؤية حركة حماس التي عرضها المجاهد خالد مشعل هي:
1- خطورة الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك التي لم يسبق لها مثيل من حيث طبيعتها واستمرارها واتساعها وشمولها جوانب سكانية ودينية وسياسية.
2- معركة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك هي معركة فلسطينية عربية إسلامية شاملة، وهي ليست قضية فلسطينية خاصة، وعلى الأمّة أن تأخذ دورها في هذا الصدد، وأن تتجاهل خلافاتها وصراعاتها.
3- إن الفلسطينيين يخوضون حرباً صعبة وغير متكافئة مع الاحتلال، وإنهم يتصدّون للاحتلال بكل ما يستطيعون من قوة، لكن هذه المواجهة وبهذا الشكل لا يمكن أن تكون حلاً نهائياً لمما تتعرض له القدس، بل يجب القيام بخطوات وإجراءات تدعم صمود الأهالي.
4- كان مشعل واضحاً وحاسماً حين اعتبر أن المقاومة المسلحة هي الأسلوب القادر على مواجهة الاحتلال، لا بل إن مشعل انتقل إلى مرحلة متقدمة حين دعا إلى بناء قوة عسكرية حقيقية قادرة على استعادة القدس، مشدداً على أن الخيار العسكري هو الطريق الوحيد للتحرير والعودة واستعادة القدس والأقصى وكنيسة القيامة.
5- إن أهم خطوة في برنامج الدفاع عن القدس تكمن في المصالحة الفلسطينية الداخلية، وإنهاء الانقسام وتعزيز العمل الوطني الفلسطيني المشترك.
لذلك، فإن رئيس المكتب السياسي لحماس، وجّه دعوة واضحة ومخلصة لكل المسؤولين الفلسطينيين والقوى الفلسطينية، من أجل عقد لقاء عاجل تحت عنوان القدس، بهدف وضع استراتيجية مشتركة لمنع التهويد وحماية الأقصى.
مشعل لم يطلق نداء بعنوان “معذرة إلى ربّكم” بل حدّد استراتيجية واضحة، ضمن أولويات، تلتقي مع الآخرين على قواسم مشتركة، وتتجاوز الخلافات والصراعات والتناحرات، وسأل مشعل في كلمته “إن لم نلتقِ على القدس فعلى أي نلتقي”.
حماس خطت خطوات عملية بشرح الموقف وتحديد رؤيتها، وهي مستمرة في برنامجها المقاوم ضدّ الاحتلال.. لكنها طرحت رؤية لقواسم مشتركة تنتظر من الآخرين التجاوب.. من أجل القدس والأقصى.. والعبرة بالتنفيذ.