إسرائيل نست أنها المجرمة وحكمت على طفولة أحمد مناصرة
الثلاثاء 10 أيار 2016 - 3:36 م 13600 0 مقالات |
وسام محمد
صحفي في مؤسسة القدس الدوليةبيروت في 10 أيار 2016
خاص لـ موقع مدينة القدس
أدانت محكمة الاحتلال المركزية وسط القدس اليوم الثلاثاء 10/5/2016، الطفل المقدسي أحمد مناصرة (14 عاماً) بـ" محاولة القتل من خلال تنفيذ عملية طعن" في مستوطنة بيزجات زئيف شرقي القدس المحتلة في شهر تشرين الأول العام الماضي.
الطفل أحمد مناصرة من سكان بيت حنينا قضاء القدس المحتلة، اعتقلته سلطات الاحتلال في 12\10\2015 بعد أن أطلقت النار المباشر عليه وعلى ابن عمه حسن مناصرة (15 عاماً) والذي استشهد على الفور، في حين ترك أحمد ينزف بعد أن أصيب بعدة طلقات في جسده ثم تعرض للدهس والضرب والاهانة من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال.
وفي إعادة لمشهد التنكيل بحق الإنسانية كما يرويه الطفل أحمد الذي روى سرد قصته بلحظاتها الأليمة، فيقول:" حاولت أن أهرب، فطاردني مجموعة من الإسرائيليين وهم يحملون عصى غليظة فقام أحدهم بضربي ضربات قوية على رأسي فوقعت على الأرض وبدأ الدماء ينزف من رأسي".
ويتابع أحمد قصته ويقول: "أحاطني عدد كبير من الإسرائيليين وأخذوا يضربونني بشكل جماعي بـأرجلهم وأيديهم على وجهي وجسمي، وسمعت الكثير من الشتائم والمسبات البذيئة ، وطالبوا بقتلي، حينها كنت غارقا في دمي دون أن يسعفني أحد حتى فقدت الوعي، ووجدت نفسي في المستشفى".
نقل أحمد لاحقًا مكبل اليدين إلى مستشفى إسرائيلي وسط معاملة سيئة بحق الأطفال والانسانية، قبل أن يتحول لقسم التحقيق في شرطة الاحتلال التي عاملته أيضًا بقسوة ووحشية دوم مراعاة لعمره أو لوضعه الصحي الصعب، حيث تم تسريب فيديو يظهر فيه تعرض الطفل أحمد لضغوط ومعاملة قاسية أثناء التحقيق معه من قبل الشرطة الإسرائيلية، وبين الفيديو أن المحققين الإسرائيليين استخدموا بشكل وقح التعذيب النفسي على الطفل مناصرة بالصراخ وحرمانه من حقه في استشارة محام وفي اصطحاب أسرته معه، ولم يقل سوى كلمة واحدة: #مش_متذكر، ما بعرف".
اليوم، تتهم أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي الطفل أحمد بــ" محاولة قتله أحد الجنود الإسرائيليين من خلال محاولته تنفيذ عملية طعن"، إذن وفقًا للاتهام نفسه، فإن الطفل مناصرة لم يقتل ولم يطعن، لكن عنصرية الاحتلال وإجرامها لا يمكنها إلا أن تعاقب الفلسطيني المظلوم بالطرق التي تراها "إسرائيل العنصرية" مناسبة للاستماع بشهوانية العقاب والعنصرية.
وسيبقى حكم الاحتلال الإسرائيلي شاهدًا على عنصرية الاحتلال المتجذرة في سلوك وتفكير كل صهيوني جاء لفلسطين العربية ليغتصبها ويسرق خيراتها ويقتل أهلها الذين شهدوا وشاهدوا إزدواجية المعايير عند الاحتلال الذي أدان الطفل احمد مناصرة بتهمة "محاولتي قتل"، وحتى اللحظة لايزال محاكم الاحتلال العنصرية تتباحث بشأن صحة عقل قاتل الطفل المقدسي محمد أبو خضير الذي أُحرق وقُتل بطريقة عنصرية نازية لا تعرف الانسانية .